Image Not Found

الغرف الإسلامية ومنتجات “الحلال”

حيدر اللواتي – لوسيل

تبدي الغرف الإسلامية اليوم اهتماماً كبيراً لقضايا منتجات “الحلال” المتداولة في العالم نتيجة لحاجة الفرد المسلم في الحصول عليها، خاصة أثناء تواجده خارج حدود الدول الاسلامية.

وقد تم التطرق إلى هذه القضية من قبل التجار وأصحاب الأعمال الذين شاركوا في اجتماع الجمعية العمومية الـ 38 للغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة والزراعة التي عقدت بمسقط مؤخراً، وذلك من واقع اهتمام الغرف تجاه هذه القضايا التي تهم كل فرد مسلم، بحيث لا يتم استغلاله في الحصول على منتجات محرمة في تلك الدول.

ونظرا لأهمية ذلك فقد تم تنظيم حلقة عمل حول الأنشطة الحلال في هذا الاجتماع مع مناقشة العديد من القضايا التي تهم التجارة البينية بين الدول الاسلامية، بالاضافة إلى ذلك تم بحث شراكات تجارية والعمل على تعزير التبادل التجاري وتطبيق أفضل الممارسات في قطاع الأعمال، الأمر الذي يساعد ذلك في تعزيز التعاون الاقتصادي واستدامة العلاقات بين التجار ومؤسسات وشركات القطاع الخاص في الدول الإسلامية.

لقد تطرق بعض المسؤولين في الغرف الاسلامية إلى موضوع منتجات “الحلال” بهدف تعزيز دورها في نشر مفهوم وثقافة الحلال والمساهمة في تنمية التجارة والتسويق لها في الأسواق الإسلامية وخارجها، في الوقت الذي يأمل فيه الجميع بأن تصبح الغرف الاسلامية هي الممثل الوحيد للقطاع الخاص في هذا الشأن، وتكون هي المنوطة بها لأخذ المسؤولية عن إصدار الوثائق وشهادات الحلال في حال الاستيراد والتصدير.

لقد أصبح المسلم اليوم يهتم كثيراً بتناول مأكولات الحلال والابتعاد قدر الامكان عن ما هو محرم عليه من اللحوم والمنتجات المصنعة غير المزكاة. فاليوم أصبحت الشحوم المحرمة تدخل في عدة صناعات للاغراض والمنتجات النسائية والحلويات والاستخدامات اليومية. فهناك الكثير من الحلويات ومنتجات الشيكولاته والالبان والاجبان تصنع من منتجات حيوانات غير الأبقار والجمال والماعز، حيث بعضها تُصنع من لحوم وشحوم الخنازير التي منع الاسلام تناولها. والكثير من العائلات الاسلامية تدقّق في هذه المنتجات عند شرائها، خاصة الأسر التي تقوم بجولات سياحية في أوروبا وأمريكا وبعض الدول الآسيوية واستراليا على مدار العام، الأمر الذي أدى بأصحاب الاعمال والمحلات الغذائية والمطاعم والفنادق في العالم بتوفير منتجات “الحلال” في مؤسساتها من خلال تخصيص أقسام خاصة للمسلمين، والاستعانة بطهاة من الدول الاسلامية لتقديم وجبات “حلال لتصبح الاسرع نمواً في التجارة العالمية.”

فالبيانات الصادرة بالاقتصاد الاسلامي لعام 2020 تشير إلى أن منتجات الحلال شكلّت ما نسبته 3.7 % من إجمالي التجارة العالمية، وتزيد قيمتها عالميا عن 2.2 تريليون دولار، منها 1.7 تريليون دولار تنفق على الأغذية والمشروبات الحلال، فيما اتجهت المنتجعات السياحية والفنادق العالمية في التعامل مع منتجات الحلال وتوفيرها للعائلات المسلمة، والابتعاد عن بيع أو تقديم منتجات من لحوم الخنارير بكل أنواعها. وقد أدى ذلك إلى أن تمثّل تجارة الأغذية والمشروبات الحلال 30 % من إجمالي تجارة الأغذية حول العالم.

فهناك اليوم أكثر من ملياري شخص يستهلكون أطعمة ومشروبات حلال حول العالم، فيما دخلت عدة دول غير اسلامية في هذه التجارة من خلال الاستعانة بالمسلمين في عملية ذبح الحيوانات وفق الطريقة الاسلامية وعدم استخدام الصعق الكهربائي أو التخدير قبل الذبح وهي الطرق المتبعة في معظم الدول الأوروبية.