عدد هائل من حالات الفشل الكلوي، غسيل كلى في المستشفيات وفي المجمعات الصحية وفي البيوت، عدد كبير من حالات الفشل الكبدي. انتشار قرحة المعدة والاثني عشر. مشاكل الارتجاع المريئي، واستخدام مفرط لمثبطات مضخة البروتون لتقليل إفراز الحمض المعدي.
نكاد نسمع عن ذلك لدى أغلب الناس. ما القصة، ولم كل هذا ؟
إنها الآثار الجانبية لأدوية القلب والشرايين والسكري وضغط الدم. وعندما تسأل الأطباء، يقولون لك وظيفتنا حماية قلب الإنسان، وإذا أدت بعض الأدوية إلى الفشل الكلوي، فإن الفشل الكلوي لا يميت، أما أمراض القلب فقاتلة ومميتة.
ويقول بعضهم الآخر نحمي حياة الإنسان بهذه الأدوية، وحصول قرحة معدية أفضل من خسارة الإنسان لحياته.
هدف نبيل لا شك، لكن هل عرف أغلب من أصيب بالفشل الكلوي، ويعاني معاناة أليمة كلما غسل الكلى أن سبب الفشل على الأغلب قلة شرب الماء، فأدوية أمراض القلب والضغط والسكري تحتاج إلى تناول كميات من المياه مع الأقراص حتى تبقى الكلى بمأمن.
وهل عرف من أصيب بالقرحة المعدية أو قرحة الاثني عشر بسبب الأدوية، أنه لا يجب أخذ الأسبرين وبعض الأدوية على معدة فارغة، وأنه مثلا يجب ألا يتم تناول الليمون والبرتقال وعصائرهما بعد تناول الأسبرين لعدد من الساعات، وحسب مختصي التغذية حوالي ٨ ساعات.
معلومات بسيطة يفتقدها المريض فتؤدي به إلى كارثة مع مرور الأيام. صرنا بحاجة شديدة إلى الطب الوقائي وأخصائيي التغذية ليكون لهم دور مهم وضروري مع مرضى القلب والضغط والسكري، وكل الأمراض المزمنة التي يضطر معها المريض إلى تناول عدد كبير من الأقراص يوميا.
فإذا قام الطب الوقائي بدوره مع هذه الشرائح، كم من حالات الفشل الكلوي ستقل؟ عدد كبير جدا. وكم من حالات الحموضة والقرحة ستقل؟ عدد كبير جدا.
وكم سيقل عدد الذين يتناولون مثبطات مضخة البروتون التي أصبحت تكتب تلقائيا مع أقراص العلاج ولها آثار جانبية كثيرة ؟ كبير جدا.
إن توفر أقسام الطب الوقائي وأخصائيي التغذية في أقسام القلب والشرايين، وأمراض الضغط والسكري والأمراض المزمنة مهم جدا. أولا سنوفر حياة صحية أفضل للمريض بعيدا عن معاناة الآثار الجانبية، وثانيا سيتم توفير نفقات علاجها، فقد صرنا نشهد تضاعف عدد ضحايا الآثار الجانبية.