الوطن: صور ـ من عبدالله بن محمد باعلوي:
نظمت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ممثلة في لجنة كتاب وأدباء محافظة جنوب الشرقية أمس الأول محاضرة في التاريخ العماني بعنوان (دراسة مقارنة بين أنماط التحصينات الدفاعية العُمانية والبرتغالية في عُمان قلعتي الجلالي والميراني وقلعة نزوى أنموذجا ) قدمتها الباحثة الدكتورة بهية بنت سعيد العذوبية وأدارتها عبر الاتصال المرئي الباحثة الدكتورة بدرية بنت علي الشعيبية، حيث تأتي المحاضرة انطلاقا من حرص لجنة كُتّاب وأدباء محافظة جنوب الشرقية على إثراء الساحة الثقافية بالعديد من المناشط والفعاليات الثقافية والتاريخية والمعرفية. وقد تناولت المحاضرة ثلاثة محاور رئيسية تمثل المحور الأول الأوضاع السياسية التي سادت سلطنة عُمان خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين فيما تطرق المحور الثاني للمخططات المعمارية لقلعتي الجلالي والميراني وقلعة نزوى وتناول المحور الثالث مقارنة بين أنماط التحصينات الدفاعية في كل من قلعتي الجلالي والميراني وقلعة نزوى. وقد اشارت الدكتورة بهية العذوبية في محور الأوضاع السياسية التي سادت سلطنة عُمان خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين بانه شهدت بدايات القرن السادس عشر الميلادي وصول الاستعمار البرتغالي إلى عُمان والخليج العربي، وذلك عندما تمكن البرتغاليون من إخضاع السواحل العُمانية لسيطرتهم في العام 1507م، والسيطرة على خط التجارة البحري في المحيط الهندي، تبعها إنشاءهم لعدد من القلاع والحصون على خط الساحل العُماني أشهرها قلعتي الجلالي والميراني في مدينة مسقط، وقد ظلت هذه المنطقة خاضعة لحكمهم حتى منتصف القرن السابع عشر الميلادي، وذلك عندما تمكن اليعاربة بقيادة الإمام ناصر بن مرشد من طردهم من السواحل العُمانية باستثناء مدينتي مسقط ومطرح، ثم تبعها تمكن الإمام سلطان بن سيف الأول من إخراجهم بشكل نهائي من عُمان، وذلك عندما تمكن من تحرير مدينتي مسقط ومطرح في عام 1650م، حيث توجه بعدها الإمام سلطان بن سيف الأول إلى الاهتمام بتأمين عُمان من كافة المجالات فاهتم ببناء القلاع وأشهرها قلعة نزوى التي استغرق بناؤها حوالي 12 عاما والتي تمتاز بأنماط دفاعية عديدة. وتطرقت الباحثة الدكتورة بهية في محور المخططات المعمارية لقلعتي الجلالي والميراني وقلعة نزوى بأن ما يميز القلاع التي بناها البرتغاليون في عمان وأشهرها الجلالي والميراني هو سيادة النمط الأوروبي في بعض جوانبها، هذا فضلا عن الاهتمام الذي حظيت به من قبل أئمة عمان وسلاطينها، وذلك من خلال الإضافات المعمارية التي أضيفت إلى بعض أجزائها بعد عودتها للسيادة العمانية، أما قلعة نزوى التاريخية فإن مخططها المعماري بسيط للغاية، إذ تتكون من برج دائري كبير يبلغ قطره تقريبا (42.4م) من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، و (43.5م) من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، في حين يصل ارتفاعه نحو (26.5م). واختتمت الدكتورة بهية محاضرتها بمقارنة بين أنماط التحصينات الدفاعية في كل من قلعتي الجلالي والميراني وقلعة نزوى، حيث قالت إن الناظر إلى قلعتي الجلالي والميراني وقلعة نزوى يلاحظ وجود بعض الاختلافات المعمارية بينهما، إذ أن البرتغاليين استعانوا بأحد المهندسين المعماريين الإيطاليين لتصميم القلعتين، إلا أن الملاحظ أن هناك عددا من التحصينات الدفاعية التي أضافها العمانيون إلى القلعتين بعد تحرير مسقط ومطرح على امتداد حكم دولة اليعاربة ومن بعدهم دولة البوسعيد، وفي الجهة الأخرى أظهر العمانيون براعتهم الفنية والعسكرية في الإنشاءات الدفاعية التي بنوها والتي من أبرزها قلعة نزوى أشهر التحصينات الدفاعية العمانية على مر العصور التاريخية، ويمكن تتبع نقاط الشبه والاختلاف بين القلاع موضوع الدراسة من خلال مجموعة من النقاط الأساسية والتي من أهمها المميزات الطبيعية ومواد البناء والمدفعية والمبنى الداخلي والأبراج والتحصينات الدفاعية.