عُمان: كتب ـ سهيل بن ناصر النهدي
رئيس الأكاديمية: خبرات وطنية وعالمية تسهم في توجيه مسارات عمل الأكاديمية وترسيخ سمعتها الدولية
تعزيز كفاءة الجهاز الإداري.. وحزمة من البرامج تستهدف المحافظين والولاة ومديري العموم
بناء مؤشر وطني لقياس واقع وتطور جودة الخدمات بالمحافظات
مركز للدراسات المستقبلية لتحديد الفرص الناشئة في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية
دشنت الأكاديمية السُلطانية للإدارة التي تتشرف بالرعاية الفخرية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- استراتيجيتها وآلية عملها خلال المرحلة القادمة وكشفت عن حزمة من البرامج والمبادرات والدراسات التي سيتم البدء بإطلاقها تباعا بدءا من الربع الأخير من العام الجاري وعددها 14 مبادرة وبرنامجًا، إضافة إلى دراسات وأوراق رأي سيتم تنفيذها عبر مراكز الأكاديمية المتخصصة، التي تم تصميمها حسب أفضل الممارسات العالمية، والفهم الأقرب لواقع سلطنة عمان، وستشمل برامج لأصحاب السعادة ومديري العموم في الحكومة وبرنامج للرؤساء التنفيذيين وبرنامج لرؤساء مجالس إدارة الشركات الحكومية وبرامج للقيادات المستقبلية.
وكشفت الأكاديمية عن هويتها المؤسسية، التي حمل شعارها عدة جوانب تمازجت بين الإرث العظيم والمستقبل الزاهر، واستُوحي الشعار من العلامة الطغرائية السلطانية العريقة، التي اعتمدها سلاطين عُمان كختم رسمي لهم، مع منحنيات تعبر عن رأس المالي البشري وأهميته، بحيث عكس الشعار بين الإرث العماني الخالد و الاهتمام بالموارد البشرية باعتبارها ركيزةً في التنمية والتطور والبناء لمستقبل البلاد.
كما أكدت الأكاديمية على أنها ستعمل من خلال 4 مراكز متخصصة غير هيكلية، قائمة بذاتها، لضمان سرعة الاستجابة مع المتغيرات في مجالات عملها، وبما يخدم المرتكزات الوطنية لرؤية عمان 2040، وبما يعزز كفاءة الجهاز الإداري للدولة، وأهمية القطاع الخاص، وتوجيه التنمية إلى المحافظات بالإضافة إلى أولويات القيادة والإدارة في رؤية عمان المستقبلية.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الأول الذي عقدته الأكاديمية أمس، وأكد فيه سعادة الدكتور علي بن قاسم اللواتي رئيس الأكاديمية السلطانية للإدارة على أن الرعاية الفخرية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- للأكاديمية واهتمامه السامي – بتطوير القيادات والكفاءات الوطنية وتمكينها في القطاعين العام والخاص، وتبني مفاهيم وممارسات الإدارة الحديثة هو ما تسترشد به الأكاديمية في رؤيتها بأن تكون منارةً علميةً رائدةً في القيادة والإدارة التنفيذية الحديثة، تحقيقًا لرؤية عُمان المستقبلية.
واستعرض سعادته خلال المؤتمر ملامح استراتيجية الأكاديمية وبرامجها وخططه عملها الساعية إلى الاستجابة للمتطلبات العصرية في مجال تنمية الموارد البشرية، وتزويد القيادات الإدارية بخبرات عالمية تواكب أفضل الممارسات في عالم يشهد العديد من المتغيرات المتسارعة التي تتطلب قيادات إدارية تستطيع التأقلم مع كافة المستجدات في مجالات التنمية والتطوير الإداري والأكاديمي.
ماجستير القيادة
وأعلن سعادته خلال المؤتمر الصحفي عن برنامج الماجستير في القيادة والإدارة التنفيذية في تخصص الاقتصاد الرقمي والذي سيكون ضمن البرامج الرئيسية للأكاديمية، ويهدف إلى تزويد قيادات الإدارة الوسطى “المدراء” في الحكومة بالمعارف والأدوات الحديثة بما فيها قضايا الثورة الصناعية الرابعة وتطبيقاتها وإدارة العلاقات والسياسات العامة وتحليلها والحكومة الرشيقة، حيث سيمتد البرنامج على مدى 12 شهرًا من التعلم المدمج تجسيرًا للفجوة بين المعرفة والتطبيق العملي. وسيتم إطلاقه في الربع الأخير من العام الجاري بالتعاون مع كلية ثندربيرد للإدارة العالمية – جامعة ولاية أريزونا التي تُعّد من أبرز المؤسسات في تعليم القيادة والإدارة.
تطوير الإدارة المحلية
كما كشف سعادته عن عدد من المبادرات الوطنية التي ستتم خلال الربع الأخير من العام الجاري عبر إطلاق “المبادرة الوطنية لتطوير للإدارة المحلية” التي ستتضمن حزمةً متنوعةً من البرامج المختلفة تستهدف أصحاب المعالي والسعادة المحافظين والولاة ومديري العموم في المحافظات بهدف دعمهم في إحداث التنمية المحلية المتوازنة وتزويدهم بأفضل الممارسات في الإدارة المحلية بما ينعكس إيجابًا على مستوى تنافسية المحافظات. كما ستتضمن المبادرة بناء وتطوير مؤشر وطني لقياس واقع وتطور جودة الخدمات المقدمة من قبل المحافظات بهدف تجويد تقديم الخدمات المحلية للمواطن والقطاع الخاص.
وقال سعادته: ستعمل الأكاديمية السلطانية من خلال مركز القيادات الحكومية، ومركز قيادات قطاع الأعمال، ومركز تطوير الإدارة المحلية ومركز الدراسات المستقبلية، مسترشدة في اختصاصاتها بالتوجيهات السامية من لدن جلالته -أبقاه الله- حول تعزيز كفاءة الجهاز الإداري للدولة وأهمية القطاع الخاص وتوجيه التنمية إلى المحافظات بالإضافة إلى أولويات القيادة والإدارة في رؤية عمان المستقبلية.
4 مرتكزات
وأشار سعادة رئيس الأكاديمية السلطانية للإدارة إلى أن الأكاديمية ترتكز في عملها على أربعة مرتكزات أساسية هي: رؤية عُمان 2040، وتطوير الجهاز الإداري للدولة بما يتناسب مع الاحتياجات في الوقت الحاضر والتطلعات المستقبلية، وتطوير القيادات في ظل الاقتصاد المتجدد، وتبني أدوات وأساليب حديثة للتعلم.
أهداف وطنية
وأكد اللواتي على أن الأكاديمية تهدف إلى أن تكون مرجعًا للتعلم التنفيذي، ومركزًا لتطوير القيادات الوطنية بمختلف مستوياتها الإدارية من القطاعين العام والخاص.
وكشف سعادته عن النهج الذي ستتبعه الأكاديمية وقال: فلسفة العمل بالأكاديمية ستكون بتطبيق نموذج عمل مرن يرتكن على إدارة المحافظ من خلال فرق عمل موجهة ذاتيا وتتيح قدرًا عاليًا من المرونة في اتخاذ القرارات، مشيرًا إلى اعتماد الأكاديمية على آلية لحوكمة أدائها التنظيمي الذي يستوعب الخريجين ومجتمع الأعمال ليكونوا جزءًا من منظومة العمل.
خبرات عالمية
وأكد سعادة الدكتور علي بن قاسم اللواتي رئيس الأكاديمية السلطانية للإدارة على أن الأكاديمية حرصت على أن تكون الخبرات العالمية حاضرة ليتم مزج الخبرات المحلية مع العالمية والوصول إلى أرقى الممارسات في البرامج والمبادرات، موضحًا أن الأكاديمية سوف تستعين بعدد من الخبرات الوطنية والعالمية ضمن مجالس الأكاديمية كـ”المجلس الاستشاري الدولي” بهدف المساهمة في توجيه مسارات عمل الأكاديمية الاستراتيجية وتعزيز سمعتها الدولية. هذا ويضم المجلس عددًا من القامات العلمية من مختلف المدارس الإدارية عالميًا. بالإضافة إلى “مجلس الخريجين” من برامج الأكاديمية الذي سيعمل على ربط الخريجين بأنشطة الأكاديمية من خلال المشاركة في تصميم وتطوير وتنفيذ مبادرات وبرامج الأكاديمية.
القيادات الحكومية
وخلال حديثه أوضح سعادته آليات عمل عدد من المراكز التي تعمل في إطار الأكاديمية موضحًا أن “مركز القيادات الحكومية” سيعني بتعزيز عملية تطوير القيادات العليا والتنفيذية في الحكومة التي يقع على عاتقها صياغة وتنفيذ السياسات العامة والبرامج المحققة لرؤية عمان 2040، إضافة إلى ما سيقع ضمن مهامه في بناء قدرات القيادات المستقبلية لتكوين مجتمع من المؤهلين قياديًا بشكل يضمن استدامة العمل واستمرار السمت الإداري وارتقاءه بشكل نظامي ترسيخًا لثقافة الكفاءة والإنتاجية والابتكار في مجال العمل الحكومي.
قيادات الأعمال
وبين سعادته آلية عمل “مركز قيادات قطاع الأعمال” وقال: إن يعنى بصقل الكفاءات القيادية في القطاع الخاص على عدة مستويات تشمل الرؤساء التنفيذيين والقيادات المتوسطة عبر حزمة متنوعة من المبادرات والبرامج لتعزيز قيادة مؤسساتهم نحو المنافسة والعالمية.
الإدارة المحلية
وأشار سعادته إلى أن “مركز تطوير الإدارة المحلية” سيتضمن مبادرات وبرامج مختلفة لمسؤولي الإدارات المحلية في المحافظات بهدف دعمهم على إحداث التنمية المحلية المتوازنة وتزويدهم بأفضل الممارسات في الإدارة المحلية بما ينعكس إيجابًا على مستوى تنافسية المحافظات.
الدراسات المستقبلية
وأوضح سعادته أن الأكاديمية السُلطانية للإدارة سعت ضمن خطط عملها إلى أن تكون مواكبة للمتغيرات العالمية المتسارعة، وتلبية لذلك فقد ضمت “مركز الدراسات المستقبلية” الذي يعنى بدراسة اتجاهات وتحولات وأجندات المستقبل وتحديد الفرص الناشئة في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية الواعدة، كما أن المركز سيشكل بيت خبرة يجمع بين الخبراء الوطنيين والدوليين ما من شأنه الإسهام بإيجاد حلول مبتكرة وأفكار جديدة، وتوفير بنية معرفية تدعم مبادرات وبرامج ودراسات الأكاديمية.
المؤتمر الصحفي الأول للأكاديمية السلطانية للإدارة
قناة الشبيبة shabiba