Image Not Found

الكاريزما.. كيف تكتسب مهاراتها؟!

فاطمة عبد الرضا اللواتية – الرؤية

خلق الله- سبحانه وتعالى- النّاس بأشكال وألوان مختلفة، فكل منّا له شكله ولونه وشخصيته التي تختلف عن الآخر، فهناك من يتمتع بشخصية صلبة وقوية، بعيدة عن العواطف وذات مشاعر باردة في مختلف المواقف، وهناك شخصيات حساسة ورقيقة المشاعر، وغيرها الكثير من الشخصيات.

بإمكاننا أن نتوصل إلى نوع الشخصية من خلال التصرفات والسلوكيات والأفعال والأقوال التي تصدر منها، وكذلك من خلال الحديث والإيماءات التي يستخدمها…. وطريقة المشي وملامح الوجه، مثل: البشاشة، وتقطيب الجبين، وغيرها من الملامح التي نجدها على وجوه الناس في مختلف المواقف.

ومن خلال التعامل مع الشخصيات في مختلف جوانب الحياة، نلاحظ أن بعض الشخصيات لهم الحضور الطاغي أينما وجدوا، ولديهم قدرة التأثير والإقناع سواء في مجال العمل أو المواقف الاجتماعية وحتى في العائلة، بل يثيرون إعجاب من حولهم….. هؤلاء نطلق عليهم أصحاب الشخصية الكاريزمية، والذين لهم دور حيوي وفعّال في الحياة ويمتلكون قوة التأثير والإقناع، وهؤلاء يجب الاهتمام بهم وجعلهم في مراكز قوية وعلى جانب كبير من الأهمية في المجتمع؛ لأن بقوة الإقناع والتأثير الذي لديهم بإمكانهم نشر أفكارهم النيّرة على أفراد المجتمع لخدمة الصالح العام.

الكاريزما كلمة أصلها يوناني، ولها عدّة مسميات؛ مثل: (النعمة أو الهبة الإلهية- اللُّطف- التأثير- الإقناع- الحضور- الجاذبية)، ولكن من الصعب الوصول إلى تعريف محدّد للشخصية الكاريزميَّة، نعم يمكننا ملاحظة الأشخاص الذين يمتلكون صفة الكاريزما من خلال سلوكهم وأفعالهم وأحاديثهم، وأيضا من خلال أساليب الحوار والتواصل والابتسامة الدائمة المرسومة على الشفاه والقدرة على الاستماع والإنصات الجيد ونظرات العيون والإيماءات وحركات اليد وطريقة الوقوف والجلوس والتي نطلق عليها لغة الجسد.

وقد توصل الباحثون بعد دراسات عديدة من الوصول إلى عدة تعاريف للكاريزما منها أنهم: “أشخاص لهم قدرات غير طبيعية في القيادة وإقناع الآخرين الذين يحيطون يهم، بحيث يجذب الشخص الذي يتحدث معه بشكل لاشعوري” وغيرها من التعاريف التي تندرج تحت كلمات التأثير، الجاذبية…الخ”.

لكن.. لماذا يتمتع البعض بالشخصية الكاريزمية دون غيرهم؟ وهل الكاريزما فطرية أم مكتسبة؟ بمعنى هل الشخص الكاريزمي ورث السمات من خلال الجينات من الآباء أم هي فطرية مكتسبة؟

كان يُعتقد سابقًا أن الكاريزما أو الجاذبية الشخصية هي هبة ربانية تُولد مع الإنسان بالفطرة ولا يمكن أن يكتسيها الإنسان في حياته، ولكن بعد بحث العلماء والمختصين والقيام بكثير من الأبحاث والدراسات، وجدوا أن تلك الجاذبية وميزة التأثير ليست فقط ميزة فطرية، بل ببساطة مهارة بإمكان الفرد اكتسابها بالتدريب والتعلّم لمجموعة من المهارات الكاريزمية، وبالتالي تصبح جزءا من شخصية الفرد.

هنا سوف أتطرقُ إلى مجموعة من المهارات والتي يمكن التعلم والتدرب عليها وهي:

الحضور ولغة الجسد، والمظهر الخارجي؛ لأن الآخرين يحكمون على الناس في بادئ الأمر على المظهر الخارجي والسلوك، والذي يعطي انطباع على الثقة.
تعَرف على ذاتك وافهم نفسك قبل التأثير على الآخرين، ادرس ردود أفعالك وانتبه لتصرفاتك وانفعالاتك الجسدية في مختلف المواقف.
تحدّث بلباقة عن المحتوى الذي لديك وكما هو معرف أن المكوّنات الأساسية للشخصية الكاريزمية هي (المحتوى، طبقة الصوت، لغة الجسد وهي من أهم مكونات الكاريزمية ونسبة تأثيرها تصل إلى 55%).
كن واثقًا من نفسك؛ لأن الثقة تنبع من الداخل.
أن تكون محبًّا للحياة وذات روح فيها الدعابة والسعادة، وهذه تعتبر مهارة لا يملكها الجميع ولكنها أساسية لانجذاب الآخرين.
تحكّم بعواطفك ولا تدعها تغلبك، تحدث بهدوء وتصرف التصرف الصحيح في جميع الأوقات.
لا تهمل التواصل البصري، فهو مهم أثناء الحديث والشخص الذي يمتلك مهارة التواصل البصري شخص صادق ومستقر عاطفيا.
وغيرها الكثير من المهارات، والتي من خلالها يكتسب الفرد الشخصية الكاريزمية، وحاليا توجد الكثير من المعاهد للتدريب عن طريق مدربين ذوي كفاءات عالية في تدريب هذه المهارات الكاريزمية؛ ولكن التدريب بحاجة للتجاوب وأن يكون الشخص صادقا في ذكر الجوانب التي يحتاجها للتدريب حتى يصل للهدف الذي يسعى للوصول اليه.

وفي النهاية أي إنسان إذا كان مدربا أو مدرسا أو يعمل في مجالات التعامل مع الآخرين ويظهر مع الآخرين بالصورة والصوت؛ لزاما عليه أن يتعلم ويتدرب على المهارات المناسبة له، ولكن قبل أن يتعلم عليه أن يحدّد الهدف؛ لأنه للأسف هناك كثير من الأفراد يتعلمون السمات الكاريزمية ليست لأسباب نبيلة وإنما فقط ليقال عنه أنه ذو طلة رائعة وغيرها من الأهداف غير المحببة.