د. طاهرة اللواتية – عُمان
[email protected] –
الطريق البحري ألق التاريخ والجغرافيا، الذي يجد فيه السياح المتعة بالمشي على هذا الطريق إلى كلبوه جيئة وذهابا، بعد أن تخفت حرارة الصيف، وتزورنا أسراب النوارس البيضاء، لتعزف سيمفونية الجمال، أما متعتنا كعمانيين فلا تخفت صيفا وشتاء ونحن نتمشى على هذا الطريق عند الأصيل، وفي الليل وساعات الفجر والشروق قبل أن يزدحم بالمركبات ويكثر رواد السوق.
ويبقى لهذا الطريق حقه علينا، تتجاذبه نظريتان، الأولى تقول إن يتم إيقاف مرور المركبات والحافلات فيه إلا لساكني الطريق فقط، حتى يحافظ على ألقه وبهائه ورونقه وهدوئه، أما النظرية الثانية فتقول بأهمية تخصيص أراض على الطريق للمستثمرين لتتحول الى مواقف سيارات لحل أزمة المواقف التي تزداد تعقيدا، فالمواقف للأفراد تتقلص يوميا بسبب تخصيص مواقف لحافلات السياح، وحافلات مواصلات، وبدء انتشار مطاعم الوجبات السريعة، وفروع البنوك، وتشعب السوق، بحيث ضاقت المواقف رغم انها ليست مجانية.
يا بلدية مسقط أرجو الرد، فموضوع المواقف في الطريق البحري قصة قديمة تتجدد كل يوم، رغم أن تطبيق أي من الحلين سهل، ورغم وجود مستثمرين جاهزين للاستثمار في بناء المواقف وتأجيرها بأسعار يتفق عليها مع البلدية.أما أن يبقى الموضوع معلقا كل هذه السنوات الطويلة؛ فالأمر متعب لمن يرتاد الطريق البحري سواء للتسوق أو التمشي فيه، أو ساكنيه الذين يقاسون الأمرين بسبب نقص المواقف، وازدحامها الى ساعة متأخرة من الليل، مما يجعل المكان بيئة طاردة لسكانها من العمانيين. يقول المثل عن العروس الجميلة «بارت من كثرة خطابها» وأخاف أن ينطبق المثل على الطريق البحري فيهمل لكثرة الأفكار والطلاب»