Image Not Found

مجلس الخنجي المرئي يتناول قضية مستقبل التعليم والتعلم

Visits: 19

تغطية: حيدر بن عبدالرضا داوود

استضاف مجلس الخنجي المرئي عن البعد الدكتورة لمياء الحاج الأستاذة المساعدة بجامعة السلطان قابوس للتحدث حول موضوع مستقبل التعليم والتعلّم بحضور عدد من الاكاديمين من الجامعات العمانية والعربية والاجنبية ورجال الاعمال. بدأت الدكتورة محاضرتها بالتطرق إلى الجهود التي بذلها المرحوم جلالة السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه- فور تسلمه الحكم في يوليو عام 1970 باعطاء اهتمام خاص لقطاع التعليم في مختلف مراحله، فيما يواصل جلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه- ووفق خطابه الأول بمواصلة السعي لتعزيز مختلف جوانب التعليم في البلاد لأخذ السلطنة إلى آفاق أرحب، وكخطوة مهمة في السياسة التنموية للبلاد باعتبار أن التعليم هم المحرك الأساسي لتعليم الناس وتثقيفهم وتدريبهم مستقبلاً.

وتطرقت الاستاذة إلى ثلاثة محاور وهي:
1) ماذا يحتاج خريجينا للعيش في القرن الحادي والعشرين؟؟
2) ما مدى جودة أنظمتنا التعليمية. الحاجة إلى إعادة تعريف “التعليم”.
3) دور التعليم العالي في إيجاد مستقبل لمواجهة الطلبة.

حول المحور الأول تساءلت عن الجهات التي تتحمل مسؤولية تطوير النظام التعليمي الجامعي وما فوق، قائلة: “ماذا يريد خريجوا الجامعات من التعليم؟؟ هل يريدون فقط شهادة كورقة؟؟ أو هذا ما نريد نحن منهم؟؟

وتحدثت عن مبادئ القدرة على التعلّم، وعدم التعلّم، وإعادة التعلّم، مشيرة إلى أن جاهل بالقرن الحادي والعشرين ليس هو الشخص الذي لا يعرف القراءة والكتابة، وإنما اولئك الذين ليست لديهم قدرة على التعلم، والذين يصفون بعدم التعلّم، وعدم قدرتهم على إعادة التعلم مثلما تحدث عن ذلك أوليفن توفلر.

وقالت أن المثقف والمتعلم هو الشخص الذي يستطيع استخدام قدراته وعلمه في مساعدة الآخرين وتطوير أنظمة بلده من خلال الاستفادة من الاوضاع السائدة. وعلى المرء الانضمام إلى هذه الأسس لترقية عملية التعليم ودفعه إلى الامام، متسائلة لماذا يتم تغيير مدارس بعض الطلبة من مدرسة إلى أخرى.

وقالت أنه في إطار هذا المرض “كورونا” فعلينا الاستفادة من وسائل التقنيات الحديثة، متسائلة من هم المسؤولون عن تعليم هذه التقنيات في عملية الطباعة والتشغيل والتصميم وغيره، حيث أن عدم معرفة هذه التقنيات يعني بأننا نضيّع ما لدينا من فرص في الاعمال. فالسنوات المقبلة سوف تعتمد على الربوتات والاجهزة التقنية الحديثة، وعلينا ان نرتقي بفكرنا وبحوثنا وضرورة المتابعة لهذه القضايا لمستقبل الاجيال القادمة.

ثم تحدثت عن عشرة قدرات يحتاج إليها الناس في أعمالهم المستقبلية، مشيرة إلى أن ما يعتقده البعض مهم في نظره لا يعتقده غيره، بينما الكل متساو في حقوقه وفق حديث الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم: ” لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ، ولا لأبيضَ على أسودَ، ولا لأسودَ على أبيضَ إلَّا بالتَّقوَى”. وعلينا كبشر ايقاف العنصرية والحروب، واستخدام اسلوب “بيوفيليا” وهي صلة فطرية ومحددة وراثيا بين البشر والعالم الطبيعي. وعلينا تعليم أطفالنا المبادئ التي تساهم على العيش بعيدا عن مبادئ العداوة ودفعهم نحو العمل الاجتماعي، مؤكدة أننا نحتاج إلى الانسانية، وهذا ما استخدمهُ مع ابنائي في بعض الاسفار. فالشخص الواحد لا يستطيع التغيير ولكن الجماعة تقدر على ذلك ولكن تحتاج إلى التحفيز والدفع وجلسات للتحدث في تلك القضايا. فالانسان يختلف عن الروبوت في التفكير والافعال، وعلينا إشعال الحماسة بين الطلبة والموظفين الموهوبين من خلال نظرية الذكاء العاطفي، ومعرفة أن هناك فروقا بين عمل القائد والمدير. فلا بد من التحفيز للطلبة لدفعهم نحو الانتاج والتفكير والتعلّم وإجراء البحث. وعلى طلبة الجامعة أن يدركوا بأهمية الدرجات لانها لا تعطى بدون أي مجهود وبدون عطاء. وهذه العملية تتم من خلال التعلم وكيفية التحدث والبحث والمتابعة والعمل، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق نتائج جيدة للمستقبل. كما يتطلب الامر بضرورة متابعة الاتصالات بين الطلبة والكادر التعليمي.

وحول المحور الثاني، قالت الدكتورة بأن علينا بناء مستقبل مزدهر لرقي حياة الطلبة وتقدمها من خلال بناء تفكير طلابنا حول المستقبل، ونحتاج إلى تغيير راديكالي في نظامنا التعليمي، ونقول لهم: “أن شهادتك هو عبارة عن قطعة من ورق، ولكن تعليمك يمكن رؤيته في اسلوبك”. وعندئذ يمكننا أن نختار الموظفين والعاملين الجيدين.

فاذا كان الانسان لا يستطيع استخدام معرفته وثقافته فانه لا يحتاج إلى ورقة الدكتوراة. وعلينا أن نبني احلاما كبيرة لنتمكن من الانتاج الصحيح والشامل. نحن نعرف بأن فنلندا من أكثر الدول تنظر في قضايا التعليم، ومدرّس الاطفال لا بد له أن يحمل شهادة الماجستير لتعليم الصغار في مدارسها وتشمل الاخلاق والنبل الجيدة، حيث أن مستقبل الدول تعتمد على ما يحصل عليه الاطفال، وفي مدارسهم لا يريد الطفل أن يرجع إلى بيته بسبب الرقي والانسجام في النظام التعلميي لهم، وعلينا أن ندرس جميع هذه المناهج والاسس في دولنا.

وحول المحور الثالث تقول أن التعليم هو الذي يخلق كوادر جيدة ومتعلمة في الجامعات وفي الدراسات العليا، وتعتمد على التفكير والابداع. ونحن نتساءل أين تقع مشكلة التعليم لدينا. هل في الطلبة أم الجامعات أم في الكادر التعليمي؟ ونقول بأن علينا محاسبة الناس فيما يسعون إليه وليس إلى النتائج عملا بالقران الكريم: “وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يرى ثُمَّ يُجْزَاهُ الجزآء الأوفى”. فالمسؤولية تقع على عاتق الوالدين والأسرة التعليمية والكادر التعليمي. كما علينا تحفيز الابناء والطلاب بحيث يقوموا بواجبهم من تلقاء أنفسهم. وهناك اليوم الكثير من العلوم التي يجب توجيه الاهتمام لها وهي تعبتر من الوظائف المهمة وتشمل: البيانات الكبيرة، الروبوتات، التكنولوجيا الحيوية، علم الجراثي الحيوية، طائرات بدون طيار، الذكاء الاصطناعي،بلوك شين، علم الفضاء الفلكي، الطباعة ثلاثية الأبعاد، هايبرلوب، الطاقة المتجددة، VR AR MR (يتضمن الواقع الافتراضي (VR) تجربة انغماس كاملة تغلق العالم المادي، وتجربة الواقع المختلط (MR) التي تجمع بين عناصر كل من الواقع المعزز والواقع الافتراضي وتتفاعل الكائنات الواقعية والعناصر الرقمية)، وأخيرا أنترنت الأشياء.
وتح

ثت المحاضرة مؤكدة أن دور التعليم العالي كبير لأيجاد مستقبل زاهر للطلبة والمجتمعات وكيفية مواجهة المستقبل، الأمر الذي يتطلب الابتكار والابداع، وعلى الطلبة التفكير من الان أين يريدوا أن يروا أنفسهم بعد خمس أو عشر سنوات، ولكن للاسف معظمهم يتجه تفكيرهم في العمل وليس لديهم لهم هدف معين. وقالت أن علينا التفكير في النظرية اليابانية تدعى ikigai وعلينا أن نعرف أطفالنا كيف يعملون الفرق في الاشياء، وعلى الاساتذة في المدارس والكليات والجامعات دفع طلبتهم نحو مزيد من التحفيز والابداع. وعلى الجامعات أن تكون منارة للعمل المستقبلي من خلال التعليم في مختلف المبادئ. ثم أجابت على أسئلة الحاضرين.