Image Not Found

مجلس الخنجي يستضيف توفيق اللواتي للحديث عن سوق مطرح

Visits: 33

تغطية: د. حيدر بن عبدالرضا داوود اللواتي

استضاف مجلس بيت الخنجي اليوم سعادة الاستاذ توفيق بن عبدالحسين اللواتي عضو مجلس الشورى بحضور معالي الدكتور عبدالله بن عباس رئيس بلدية مسقط السابق، وسعادة السيد/ أحمد بن هلال بن سعود البوسعيدي والي مطرح، وعدد من المسؤولين السابقين والحاليين ببلدية مسقط بجانب بعض أبناء مطرح وضيوف المجلس. واستهدف هذا اللقاء بالحديث عن مدينة مطرح ودورها التجاري والثقافي والسياحي في الماضي والحاضر.

في بداية الجلسة تحدّث سعادة خليل بن عبد الله الخنجي عن موضوع سوق مطرح مشيرا إلى الدور الذي لعبته هذه المدينة في التجارة والصناعات اليدوية في العقود السابقة، وفي عمليات الاستيراد والتصدير، موضحا الخلل الذي أصاب السوق في غياب العنصر العماني، وانتشار العمالة الوافدة بجيمع مفاصل السوق، وكيفية معالجة الوضع القائم في عملية إحلال العنصر العماني تدريجيا وبالتنسيق مع الجهات المعنية والمجتمع المحلي.

وقال سعادته بأن موضوع سوق مطرح موضوع قديم، وأن قلوب جميع العمانيين قريبة من هذه المدينة، ويأمل الجميع بأن تعود مطرح إلى سابق عهدها في العمل التجاري من خلال أبنائها، وأن تكون المشروعات الجديدة لتطوير مطرح مكملة لهذا السوق الحيوي وليس منافسة للعنصر العماني. وقال بأن أكثر من 20 سنة يُناقش موضوع السوق الليلي بمطرح لأيجاد المكان المناسب لهذا السوق، مؤكدا أنه آن الآوان بأن تفتح الاسواق الشعبية لرواد الاعمال والشباب العمانيين للعمل بها.

ثم تحدث سعادة توفيق بن عبدالحسين في هذا الموضوع، موضحا أن موضوع تطوير أحوال سوق مطرح تأخر كثيرا سواء من قبل المجلس البلدي أو مجلس الشورى، مضيفا أن مطرح تعتبر أول مدينة يقابلها السائح عبر المرور على البحر، كما أن ضيوف السلطنة يمرون عبر هذه المدينة للوصول إلى مسقط. وأن موضوع سوق مطرح متشعب لأنه يخص العاملين في هذا السوق، والسياحة في هذه المدينة، والبني التحتية والتاريخ والاثار والبيوت القديمة وغيرها من الامور الاخرى. فهي الواجهة السياحية للسلطنة، وأن الجهات المعنية ومنها وزراة السياحة قامت بإجراء بعض الدراسات عن مدينة مطرح وتطويرها، كما أن مجلس الشورى تقدم بورقة عن مطرح لاعادة الهوية العمانية لها وخاصة لسوق مطرح القديم، وتناولت الورقة المهن التي لا بد أن تقتصر على العمانيين فقط كبيع الكميم والخناجر والفضيات والملابس العمانية والتحف القديمة، مؤكدا على ضرورة إفساح المجال للعمانيين للعمل والدخول في هذا المعترك نتيجة للمنافسة غير المتكافئة التي تأتي من الوافدين في تلك المهن. واشار إلى أن السائح الأجنبي يأكل اليوم وجبات غير عمانية وأنه يودّ أن يتذوق الوجبات العمانية عند تواجده في البلاد، موضحا أن السياحة يجب أن يكون لها القيمة المضافة، وأنه سبق أن تم إرسال متقرح مجلس الشورى بهذه الامور إلى وزارة السياحة، وأن الموضوع برمته يحتاج إلى قرار سياسي لتنظيم أعمال هذه السوق.

وقال سعادته بأنه سبق له أن قدم محاضرة في بلدية مسقط عن ورقة مجلس الشورى تحدث فيها عن الواجهة البحرية لمطرح، وكيفية تطوير بعض أرجاء هذه الولاية من البنية التحتية، موضحا أنه مع بداية النهضة المباركة وجدنا أن أبناء مطرح توجهوا للخارج لمواصلة دراساتهم الجامعية، وبالتالي لم يمارسو مهنة التجارة كآبائهم وأجدادهم، وإنما تركوا هذه المحلات لتدار من قبل العمالة الوافدة، وأن بعض العمانيين الذين بقوا في السوق لم يتمنكوا من مواجهة الوافدين ومنافستهم لهم وبالتالي تركوا السوق.

وقد تحدث بعض الحاضرين في الجلسة مؤكدين على أن العمل التجاري كبير في سوق مطرح، بدليل أن بعض الوافدين يدفعوا مبلغ إخلاء لصاحب المحل بواقع 30 ألف ريال عماني للحصول على محله، وأن بعضهم يستمر للعمل إلى منتصف الليل في غياب القوانين التي من المفترض أن تنظم هذه العملية، عكس الفرد العماني الذي كان ينهي عمله مع صلاة المغرب. وأن بعض اصحاب المحلات من العمانيين يعملون ايضا في الجهات الحكومية ويتركون إدارة هذه المحلات للوافدين أو يستفيدون من المبلغ الشهري الذي يحصلون عليه من خلال السماح لهم بممارسة التجارة.

ويرى بعض الحاضرين بأن سوق مطرح يحتاج إلى التأهيل ليصبح نموذجا لبعض الاسواق في دول المجلس، خاصة وأن سكيك مطرح ضيقة وتحتاج إلى التنظيم بجانب تقنين المهن لعمل العمانيين واستقطابهم لهذا السوق. فاليوم هناك 2000 محل تجاري بسوق مطرح وأن معظمها تدار من قبل العمالة الوافدة، الأمر الذي يتطلب البدء في الاحلال التدريجي للعمانيين بحيث تبدأ من سوق الظلام وتستمر إلى المسافات البعيدة حتى بيت مطرح بالقرب من بيت الفلج.

كما تطرق النقاش عن الجهة التي يمكن لها أن تتحمل مسؤولية الاحلال التدريجي للعنصر العماني، لأن طمس الهوية لهذه المدينة سوف يتزايد في حالة عدم وجود الشخص العماني، باعتبار أن الوافد يقدّم معلومات خاطئة عن المنتجات التي يبيعها للزائر أو السائح الاجنبي. وأكدوا على ضرورة المواءمة مع الجهات المعنية لمعالجة الوضع القائم حاليا، لأن وجود العمالة الرخيصة لها آثارها الاقتصادية والثقافية الضارة على السوق والمجتمع، وأن سوق التجزئة بمطرح وغيرها من الاسواق العمانية تحتاج إلى تنظيم وتعديل في سياسات سوق العمل وعملية “التعمين” التي تعتبر جزء من سوق العمل. وأشار البعض بأن بعض الوافدين يقومون بعمل اتفاقيات تأجير لسنوات طويلة تمتد أحيانا لـ 10 سنوات أو أكثر للاستمرار في السوق وخوفا بأن يتم أخلائهم، وأنهم ينتظرون فرصة الانتهاء من مشروع الواجهة البحرية بمطرح لتحويل جزء من أعمالهم إلى هذا المشروع، مؤكدين بأن سوق مطرح تُلغى فيها الهوية حاليا وتنتظر الحلول بسبب غيار العنصر العماني. ويتفق الجميع على ضرورة اتخاذ القرار المناسب من قبل الجهات المعنية لجذب أبناء الضمان الاجتماعي لهذا السوق للعمل بها، وأنه يفضل صدور قرار من مجلس الوزراء الموقر بمنع الاجانب للعمل واختصاره على العمانيين خاصة في بعض المهن التي تم ذكرها، مع ضرورة أن يتم تشغيل وتنظيم الاعمال وإقامة بعض الفنادق والمطاعم التي يمكن إدارتها من قبل العمانيين، وأن تكون هناك مرونة في هذا الشأن، مؤكدين بأن الصعوبات ما زالت قائمة في الحصول على الموفقات الحكومية للأعمال التي يريد العماني القيام بها، وأن تلك الجهات مستمرة في مخالفة العمانيين الراغبين في إدارة أعمالهم الخاصة كفتح مطاعم وبيع بعض المواد.

كما أشار البعض بأن غالبية المحلات بمطرح أصبحت اليوم تعمل في مجال الخياطة، وأن بعض المحلات تغلق لتعود من جديد للعمل في نفس هذه المهنة، وكأنه لا توجد هناك أعمال أخرى.

وفي نهاية هذا اللقاء تحدث معالي الدكتور عبدالله بن عباس مشيرا إلى أن الجميع يعلم بأن مطرح هي قبلة للزائرين، ويعشق الناس هذه المدينة، مطالبا بأن يكون هذا اللقاء مكرس من أجل النهوض المعنوي والفني والتراثي لإرجاع مسقط إلى سابق عهدها. وطالب بأن تكون هناك استراتيجية التكامل بالسوق، الامر الذي يتطلب من الجهات الاخرى أن تكون لديها الارداة بأن تعمل من أجل التغيير، وأن يكون العمل تدريجيا لاحلال هذا السوق بالعنصر العماني ولتكن بنسبة 10% في سوق الذهب. كما طالب بأن تكون السياسات مرنة وتكون هناك خطة بتطوير القلاع والاستعانة بالفرق الفنية والثقافية لتعزيز وجود العنصر العماني في هذه المدينة. وبالنسبة للسوق الليلي فانه اقترح بأن تنظر بلدية مسقط في إيجاد الموقع المناسب، وأن يبدأ العمل مع مهرجان مسقط، مؤكدا بأن مطرح تعتبر المرجعية والمدينة التسويقية. وبالنسبة للتعمين يرى بأن تكون العملية تدريجية وعلى مراحل مشيرا إلى أن السائح يريد أن يرى الاماكن القديمة والتراثية والفن البلدي الذي يقدمه أبناء الوطن لجعل ولاية مطرح أكثر ديناميكية وحيوية. وحول مواقف السيارات اقترح بأن يتم بناؤها من خلال العمارات متعددة المواقف.

كما تناول الحضور موضوع السوق الليلي والمواقع المقترحة والمناسبة لهذا السوق بحيث تكون مخصصة لرواد الاعمال والشباب العماني، وإعطاء التسهيلات اللازمة لهم لتأسيس مشاريعهم مثل إقامة النزل ومطاعم الاكلات العمانية، والاسراع من إنجاز معاملاتهم من التراخيص المطلوبة من بلدية مسقط والسياحة والبيئة من أجل استقطاب المزيد منهم سنويا.