استطلاع – ليلى الحسنية – عُمان
- زهرة اللواتية: “الإلكتروني”وسيلة تخدم عملية التعليم وليس بديلا
- منال الفزارية: التعليم التقليدي يتيح تفاعلا مباشرا بين المعلم والطالب
- حمد المزروعي: نملك أدلة على نجاح التجربة القديمة في تعليم القراءة والكتابة
- عمر الحمادي: لا نستغني عن الأساليب التقليدية للتأسيس وحصيلة الدمج ستكون جيدة
يؤكد معلمون على ضرورة الدمج بين أساليب التعليم التقليدي والإلكتروني في المراحل الدراسية الأولى لتحفيز الطلبة ومساعدتهم على الوصول إلى مصادر تعليمية متعددة، معتبرين أن طلبة الحلقة الأولى هم جيل التقنية وهم الفئة الجديدة في مواكبة التطورات الرقمية الحديثة، فيما يرى البعض أن التعليم التقليدي هو الأكثر تفاعلا ويعزز مستوى المشاركة والفهم للمواد الدراسية.
(عمان) رصدت تفاعل المعلمين حول أي الأساليب التعليمية الأنسب لطلبة الحلقة الأولى؟
تقول زهرة اللواتية مديرة مدرسة التفاح الأخضر الخاصة: إن طلاب الحلقة الأولى في الوقت الحاضر هم جيل التقنية، وهذا بدوره كان له الأثر الكبير في إحداث تغير سريع في منهجية التعليم والتعلم لفئة المتعلمين الصغار وهم الفئة الأجدد في مواكبة التطورات الرقمية الحديثة، وبهذا حدث تغير في أساليب التعلم التقليدي ليندمج مع التعلم الإلكتروني ليس كبديل للأساليب التقليدية وإنما مطلب من المتطلبات المستقبلية للطلبة والمعلمين على حد سواء، مشيرة إلى أن التحدي الآن في ساحة التعليم هي الكيفية التي يستطيع المعلمون فيها الحفاظ على روح التعليم من خلال الحفاظ على الإستراتيجيات والأساليب التقليدية التي هي دوما تلامس واقع حياة المتعلمين لما لها من خصوصية واقعية وليست إلكترونية في حياتهم.
وأضافت: مع التغير في أساليب التعلم الحديث على المستوى العالمي، بدأ الأهالي عمل مقارنة بين الأساليب الحديثة والتقليدية التي تعلموا عليها، وبدأ التخوف من فقد الطلاب المهارات الكتابية والقرائية الاعتيادية والاتكال على الرقمي والذي يجعل مكوث الطلاب على الأجهزة لساعات طويلة مما يقلل من استخدام جميع قدراتهم وطاقاتهم العقلية والجسمية في التعلم، وفقد التفاعل الحي والاستعانة بتفاعل صامت وإلكتروني بالرغم من الإمكانيات والمصادر التعليمية الهائلة المتاحة دون جهد كبير في البحث والتحضير خلاف التعلم التقليدي، ولكن يظل التفاعل الطبيعي في تعلم مهارات القراءة والكتابة هو الأمثل لتعلم فئة الحلقة الأولى والأكثر مواءمة لطبيعة نموهم.
وترى اللواتية أن التعلم الإلكتروني بدأ يفرض نفسه، والمجال للاختيار يعني تأخرا في فرض وتقبل واقع التعلم الحديث الذي يفهمه طلبة هذا الجيل، فليس هناك مجال للاختيار بل المجال هو إيجاد واقع أفضل للتعلم الإلكتروني بجعله أداة ووسيلة فقط تخدم عملية التعليم والتعلم لا الوسيلة الوحيدة التي يعتمد عليها لتحقق الفهم.
أكثر فاعلية
أما منال الفزارية معلمة لغة إنجليزية فتقول: إن التعليم التقليدي أفضل من الناحية الاجتماعية، لأن الطالب يتابع المعلم بكامل كيانه البصري والسمعي والحضور الجسدي، مشيرة إلى أن التعليم التقليدي يتيح تفاعلًا مباشرًا بين المعلم والطالب من خلال الحضور الجسدي، حيث يكون الطالب حاضرًا في الفصل الدراسي ويتمكن من رؤية المعلم والتواصل معه بصورة حية، مبينة أن هذا النوع من التواصل الجسدي يساعد في بناء علاقة طيبة بين المعلم والطالب، فيشعر الطالب بوجود المعلم بجانبه ويمكنه الاستفسار والتفاعل معه بشكل أكثر فاعلية، مما يعزز مستوى المشاركة والفهم للمواد الدراسية.
وتضيف: أن التعليم التقليدي يمكن أن يوفر بيئة اجتماعية محفّزة للتعلم، حيث يتعرف الطلاب على أقرانهم ويتشاركون المعرفة والتجارب، مما يساهم في تنمية مهارات التواصل والتعاون الاجتماعي.
وتوضح: نستطيع أن نقول إن المدرسة هي بيتنا الثاني بالتعليم التقليدي لأن اطلاع المعلم على تصرفات الطلبة يكون أوضح، مما يسمح للمعلم بتقديم التوجيهات اللازمة لكل طالب وفقًا لاحتياجاته الفردية.
وتتابع الفزارية أن المعلم حين يكون حاضرًا في الفصل الدراسي، يمكن له ملاحظة مستوى انتباه الطلاب ومدى فهمهم للمواد الدراسية، وقد يلاحظ المعلم الطلبة الذين يواجهون صعوبة أو يحتاجون إلى مساعدة إضافية في فهم محتوى الدروس، وهذا يسمح للمعلم بتعديل طرق التدريس وإعطاء اهتمام إضافي للذين يحتاجون إلى الدعم.
تعزيز المهارات
وتنوه بأن مشاركة الطلبة في بعض الألعاب الصفية التعليمية تخلق حياة حقيقية، حيث يتمكن الطلاب من تطوير مجموعة متنوعة من المهارات الحيوية المفيدة في حياتهم، كتنمية مهارات العمل الجماعي والتعاون في حل المشكلات، وتعزيز المهارات الاجتماعية والتفاعلية التي تسهم في بناء الروح والقيم الإيجابية بين الطلاب.
وبالتوازي مع تحقيق الأهداف التعليمية، تشير الفزارية إلى أن الألعاب التعليمية تنشئ بيئة مرحة ومشوقة يستمتع الطلاب بها، وتشعرهم بالحماس والسعادة، مما يعزز الثقة في أنفسهم، ومن جانب آخر تبين أننا يمكن أن نخصص للتعليم الإلكتروني جزءا من الحصة لكسر الروتين أو للاستفادة مما تبقى من الوقت، حيث يمكن تنظيم أنشطة تفاعلية على الإنترنت، مثل الاختبارات القصيرة أو الأسئلة المتفرقة، أو استخدام الوسائل الذكية لتشجيع التفاعل بين الطلاب، كما يمكن استخدام هذه الأنشطة كأدوات تقييم لفهم المواد ومراقبة تقدم الطلاب، وفرصة لطرح أسئلة إضافية أو لمناقشة أمور غير واضحة، مؤكدة أنه مهما تصاعد التطور التكنولوجي يظل التعليم التقليدي موجودا.
الإعداد الجيد
حمد المزروعي معلم اللغة للعربية يعبر عن رأيه بقوله: إن الدمج بين التعليم الإلكتروني والتقليدي هو الأنسب، ولكن يعتمد على التخطيط الجيد للأمر؛ فلا يمكن القول إن الإلكتروني هو الأفضل مطلقا، ولا يمكن القول أيضا إن التقليدي هو الأفضل؛ إنما يتطلب ذلك الإعداد الجيد للمهمة والدمج طريق التنويع وأخذ إيجابياتهما.
ويضيف لا يمكن الجزم بتفوق التعليم التقلدي على الإلكتروني والعكس أيضا، لأننا نملك أدلة على نجاح التجربة القديمة في تعليم القراءة والكتابة، والتجربة الجديدة لها مفعولها القوي كذلك؛ لذلك ينبغي للمعلم ألا يأخذ بالقديم دون توظيف الجديد؛ لأن الجديد (الإلكتروني) قد قطع شوطا كبيرا في الاختصار والتنويع في الأنشطة ووسائل التحفيز، والأخذ به خطوة متقدمة تساعد المعلم والمتعلم. كما ينبغي للمعلم أن يأخذ بالتقنية حتى يجعل نفسه بعيدا عن عصره، وأن يصاحب التقنية حتى لا يفصل الطلبة عن الواقع؛ لأن الواقع معتمد على التقنية ومواكبة التطور في كثير من الأمور.
برامج مساندة
من جهته يرى عمر الحمادي، معلم مادة الرياضيات: إن طلبة الحلقة الأولى يفضلون ويميلون كثيرًا للتعلم بالأساليب الحديثة لاسيما بوجود التقنية والتكنولوجيا وبكل تأكيد لا نستغني عن الطرق والأساليب التقليدية لعملية التأسيس وعند الدمج بين هذا وذاك ستكون الحصيلة جيدة جدًا، ولا ننسى أن هناك فروقات فردية كبيرة ومن خلال الدمج بين التعليم الإلكتروني والتقليدي سيخلق تنوعًا محمودًا وجيدًا وستصل المعلومة لكافة الطلبة، وإذا تحدثنا بشكل خاص في مادة الرياضيات سيحتاج الطلبة للتعليم الإلكتروني لفهم بعض المفاهيم الرياضية ويقتنع بها بشكل أقوى وأسهل.
وحول تحسين مستوى مهارة الكتابة والقراءة بين الحمادي: أن ذلك يعتمد على طبيعة الطالب ومدى إلمامه بالطرق الإلكترونية الحديثة، فنحن نعلم أن مهارات التعامل مع البرامج والطرق الإلكترونية لا توجد لدى جميع الطلبة، فهنا يجب التنويع في التعليم التقليدي والإلكتروني، وأرى أن التعليم الإلكتروني مساهم ومساعد جيد للمعلمين في تعزيز مهارات القراءة والكتابة لدى الطلبة، لاسيما أن هناك برامج كثيرة حاليًا تساعد الطالب على الطرق المبسطة في تعلم القراءة والكتابة.
ويوضح الحمادي أن استخدام أساليب التعليم سواء التقليدي أم الإلكتروني متاح للمعلم في كل وقت لمساعدته في أداء مهمة ما أو تعزيز مهارة معينة لدى طلبته، ولكن ما سينجح هذه العملية بشكل قوي هو مدى إلمام الطلبة بالاستخدام والتعامل مع هذه البرامج والتقنيات، إلا أن استخدامها يفي بالغرض بشكل ممتاز لاسيما في مادة الرياضيات، ففي بعض الأحيان الطالب لا يقتنع ولا تصل له فكرة الأشكال الهندسية والمساحات والحجوم وغيرها، وعند استخدام بعض البرامج المساندة تتضح له الفكرة وتصل بشكل أسهل وتثبت في ذاكرته، وهكذا هي نسبة وتناسب لا نستخدم التقنيات والبرامج ونعتمد عليها بشكل كبير بل يجب التنويع بين الإلكتروني والتقليدي.