عُمان: كتبت: نورة العبرية
ينشط عمل الخير والمبادرات المجتمعية من الأيادي البيضاء والجمعيات الخيرية والفرق الأهلية والجماعات التطوعية خلال شهر رمضان الفضيل بشكل أكثر، وتتسابق جموع كبيرة من المسلمين في أداء الصدقات والزكوات في هذا الشهر الفضيل، لنيل الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى، ومن صنوف الخير التي يتسابق عليها الناس مبادرة “السلة الرمضانية” التي تعتبر صورة من صور التكاتف المجتمعي العماني في شهر رمضان المبارك، حيث يبادر الأفراد والمؤسسات والجمعيات الخيرية بتوزيع السلال الغذائية التي تحتوي على المؤن الأساسية والمتطلبات الضرورية وتوزيعها على المستفيدين منها، وذلك من خلال لجان الزكاة المنتشرة بمختلف المحافظات، وتعكس هذه الملحمة الوطنية روح التعاون وحب الخير ونيل الأجر والثواب.
وللوقوف على أهمية مثل هذه المبادرات وآليات تنظيمها استطلعت “عمان” آراء المواطنين حول مبادرة السلة الرمضانية وقيمتها المعنوية للأسر المستفيدة منها، فقال أحمد بن محمد الشكيلي: أرى أن مبادرة السلة الرمضانية ناجحة ومنظمة لأنها تساعد الأسر المحتاجة في الحصول على المواد الغذائية الأساسية كالأرز والطحين والزيت والسكر وغيرها، فبعض الأسر المتعففة لا يعلم بسوء حالها إلا الله وعن طريق لجان الزكاة يسهل الوصول إليهم وسد احتياجاتهم، والوقوف بجنبهم طوال الشهر الكريم.
مشروع خيري
وأضافت روان بنت خالد البوسعيدية: إن السلة الرمضانية هي إحدى الطرق التي بالإمكان اعتمادها في هذا الشهر الفضيل لتقديم المساعدة للناس المحتاجة واحتسابا للأجر والثواب، وكما أنها من الطرق البسيطة والغير مكلفة التي تدخل البهجة والسعادة للمستفيدين منها، فمبلغ ريال واحد يُشكل فرقا ويفرح قلبا.
ومن جانبه أشاد المعتصم بن راشد العبري بهذه المبادرة فقال: إن “السلة الرمضانية” مشروع خيري ممتاز في شهر العطاء وأنا أشكر كل من له اهتمام في هذا المشروع أو يسهم في دعمه، إلا أن هذا المشروع يجب ألا ينقطع بعد انقضاء شهر رمضان وإنما يجب أن يستمر إلى ما بعد رمضان، فاحتياج الناس للطعام وسبل المعيشة لا ينحصر في شهر واحد، والعطاء ليس مخصوصًا لشهر واحد دون غيره، فأسر كثيرة مستفيدة من هذه الخدمة وأتمنى أن يتم دعمها شهريا، كذلك أتمنى أن يتم التركيز على الأغذية التي يتم وضعها داخل السلة بحيث تحتوي فعلا على احتياجات الناس وتلبي مطالبهم، وأن يتم توزيعها وفق آلية عادلة ومنظمة بحيث يستفيد منها العدد الأكبر من الناس، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
نشر الوعي
وأوضح محمد بن مقبول الزدجالي عضو لجنة الزكاة بولاية مطرح أن مبادرة السلة الرمضانية لها عدة أهداف، منها نشر الوعي لدى عامة الناس بفريضة الزكاة وأهمية الصدقات، وتعريف الناس بأثر الزكوات في بناء المجتمع المتعاون، والوقوف على الفروق الشرعية بين الصدقة والزكاة وتوعية الناس بها وتقوم اللجنة بدراسة وافية للأسر المعسرة وتقييم وضعها المعيشي وذلك بناء على زيارات ميدانية، ونبدأ خلال شهر رمضان المبارك إيصال السلة الرمضانية لهم والمحتوية على المواد الغذائية الأساسية، ويشارك أصحاب الأيادي البيضاء في المساهمة وجمع التبرعات.
جهود المتطوعين
وبيّن سالم بن محمد الغماري رئيس لجنة الزكاة بولاية مطرح أن مبادرة السلة الرمضانية ساهمت في مساعدة ما يقارب 450 أسرة، وقيمة السلة الواحدة 40 ريالا تحتوي على أهم المتطلبات الغذائية الأساسية للمستفيدين منها، وتوفر أيضا 400 وجبة كل يوم لمبادرة إفطار صائم، وتسهم هذه الجهود التي يتم بذلها من خلال الأفراد المتطوعين وأعضاء اللجنة في الحفاظ على استمرارية هذه المبادرات التي يحتاج إليها الناس في حياتهم احتياجا أساسيا لا سيما في شهر رمضان المبارك، ويمكن المساهمة في هذه الحملة عن طريق الحساب البنكي المخصص للصدقات ومن خلال منافذ اللجنة في مختلف المراكز التجارية وعبر البوابة الإلكترونية للتبرعات.