عُمان: كتبت – عهود الجيلانية – تصوير – صالح الشرجي
الرئيس التنفيذي للمجلس:
ـ إطلاق مشروع مواءمة التخصصات مع احتياجات القطاع الصحي
ـ تطوير منظومة التعليم الطبي المتقدم ومركز المحاكاة والابتكار
احتفل المجلس العماني للاختصاصات الطبية مساء اليوم بتخريج الدفعة الثالثة عشرة من الأطباء العمانيين من حملة شهادة الاختصاص الطبي البالغ عددهم 119 طبيبا وطبيبة من 16 تخصصا طبيا تحت رعاية معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة رئيس مجلس الأمناء للمجلس العماني للاختصاصات الطبية وذلك بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض (مسرح العرفان).
وأكد الرئيس التنفيذي للمجلس العماني للاختصاصات الطبية أن المنهج التدريبي للمجلس العماني للاختصاصات الطبية يجعل من التطوير ومواكبة المستجدات التعلمية والتدريبية الطبية دافعا أساسيا لتأهيل الأطباء.
وأضاف سعادته مخاطبا الخريجين: كانت مسيرتكم التعليمية والتدريبية مفعمة بالجد والاجتهاد والمثابرة والعمل الدؤوب، والمرحلة الجديدة تتطلب منكم واجبات عظام، وتضع على عاتقكم مسؤوليات جسام، يتعين عليكم القيام بها على أكمل صورة وأمثل طريقة، فلقد تلقيتم التدريب المؤّهل بأنواع تخصصاتكم الطبية للارتقاء بمستوى الأداء الوظيفي الطبي، والإسهام الفعال في تحقيق رؤية المجلس لبناء الوطن.
وأشار الرئيس التنفيذي إلى أنه في إطار مشاريع الخطة الاستراتيجية أطلق المجلس مشروع مواءمة التخصصات مع احتياجات القطاع الصحي لدراسة الواقع الصحي للتخصصات الطبية بالشراكة مع وزارة الصحة، كما شرع المجلس في مشروع تطوير منظومة التعليم الطبي المتقدم والذي يحدد مسار التعليم الطبي المتقدم بناء على تحليل واقعي للحاضر واستشراف تخطيطي للمستقبل، ومضى المجلس قدما في مشروع تطوير التدريب الطبي والابتكار الصحي والذي يتمحور في تطوير مركز المحاكاة والابتكار الطبي ليكون مركزا وطنيا للتدريب الطبي ومرجعا للمؤسسات التدريبية التي تعنى بالتدريب المبني على المحاكاة الطبية. كما حصل عدد من الخريجين على جوائز في عدد من المحافل المحلية ودولية، وهو تتويج لجهود هيئات تعليمية وتدربية، وجهود المتدربين.
وأكد سعادته أن المرحلة المقبلة ستشهد كثيرا من التعلم الذي يلبي حاجات المجتمع متوافقا مع رؤية عمان ٢٠٤٠ في تعزيز الصحة والنهوض بالتعليم وتمكين المجتمع.
ولقد كانت تجربة السنتين الماضيتين مفعمة بالتعليم والاستفادة على المستوى المؤسسي والفردي، فقد تعلمنا الكثير من أزمة جائحة (كوفيد – 19)، ولم تخل بأهدافنا وخططنا التعليمية والتدريبية، وقمنا بتخريج دفعتين خلال تلك الفترة العصيبة دون الاحتفال بتخريجهم. وبلغ مجموع عدد الخريجين لهاتين الدفعتين (211) خريجا وخريجة وبذلك يكون مجموع عدد خريجي الدفعتين الماضيتين وهذه الدفعة ثلاثمائة وثلاثين (330) خريجا وخريجة.
كما حصل عدد من الخريجين على جوائز في عدد من المحافل المحلية ودولية، وهو تتويج لجهود هيئات تعليمية وتدريبية، وجهود المتدربين.
كلمة الخريجين
وقدم الدكتور ماجد بن سالم البادي، خريج تخصص الجراحة العامة، كلمة الخريجين، أكد فيها على الجهود التي بذلها المجلس العماني للاختصاصات الطبية في تهيئة البيئة الملائمة لإبراز الطاقات والإمكانات للكوادر الطبية العمانية بأعلى المقاييس وأفضل المهارات ليكونوا مستعدين لمواكبة التغيرات واستيعاب آخر ما توصل إليه العلم من مستجدات.
وأضاف: نحن نحتفي بلذة الإنجاز وأريج النجاح، بعد أن تمكنا وحملنا الثقة أكملها، وأسندت إلينا المسؤولية، نقف اليوم أمام عالم متجدد متغير، متسارع الوتيرة والأحداث، وبحر من العلوم والمعارف لنؤكد على جاهزيتنا التامة، واستعدادنا للاندماج في سوق العمل.
ثم قام راعي الحفل بتوزيع الشهادات التقديرية تكريما للأطباء المجيدين من أعضاء هيئة التدريس والأطباء المقيمين المجيدين، كما سلم شهادات الاختصاص لـ 119 طبيبا عمانيا متخصصا، والخريجين أصحاب الإنجازات الدولية.
فرحة التخرج
وعبر عدد من الخريجين عن فرحتهم وسعادتهم بعد سنوات من التعلم والتدريب الطبي فقال الدكتور سامي الحبسي تخصص جراحة الأنف والأذن والحنجرة: منذ التحاقي بالتدريب وهناك نسق تصاعدي وتطور ملحوظ في أداء المجلس، سواء كان ذلك في المهارات التطبيقية ذات الصلة المباشرة بالتخصص، أو المهارات البحثية العامة بتنظيم المسابقات البحثية التنافسية والتشجيع على المشاركة في المؤتمرات الداخلية والدولية، ولا يخفى على أحد أن التحديات هي جزء من الرحلة التي ساعدتنا على التطور، ولا تخفى على أحد جائحة كورونا والأثر النفسي الذي تحمله الأطباء.
وأوضح الحبسي أنه بعد التخرج زاد شغف الخوض في مجالات التخصص الدقيق كتخصص “جرحات الأنف وقاع الجمجمة الأمامية” و تخصص “جراحات الأنف والحنجرة وجراحات القصبات الهوائية للأطفال”.
أما الدكتور سليمان الكندي تخصص طب الطوارئ فقال: تعد تجربة الدراسة في المجلس تجربة فريدة من نوعها وفصل جميل من حياتي اكتسبت فيه الخبرات، وخلال سنوات التدريب بالمجلس اكتسبت مهارات التخصص العلمية والعملية وأيضا مهارات حياتية كالتعامل مع ضغوطات العمل والتوازن في الحياة ومهارات الإدارة.
وأضاف الكندي: أقوى التحديات التي واجهتها في فترة التدريب هي تقبل واكتساب الكم الهائل من المعلومات والمهارات في فترة يسيرة وممارسة هذه الخبرات في مجال العمل، وتم التغلب عليها بفضل الله أولا وجهود القائمين على تطوير العملية التدريبية في المجلس الذي وفر بدورة كل سبل المساعدة والدعم العلمي والنفسي. وكان لجائحة كورونا الأثر الذي لا ينسى فكانت أكبر تحد علمني الكثير، ولكن تعاون المجلس واستجابته السريعة في تكييف سبل التعلم بما يلبي حاجة الطبيب المقيم مع الحفاظ على سلامة الجميع.
جائحة كوفيد19
وأكد الدكتور جابر اللواتي تخصص الطب الباطني أن المجلس العماني للاختصاصات الطبية في السنوات الأخيرة الماضية أثبتت تطوره بشكل سريع رغم ما مر به من منعطفات وأثبت فعالية البرامج التدريبية ورغبته في تطوير الأطباء العمانيين وتنمية القطاع الصحي بالذات. وقال: كانت تجربة ناجحة حيث اكتسبت خلال فترة تدريبي الاستقلالية وتنمية الثقة في الذات كما عزز تدريبي في المجلس من قدرتي القيادية بشكل عام والإبداع في البحث العلمي بمساعدة زملائي والمدربين حيث حصلت على المركز الأول لأفضل بحث علمي في الطب الباطني.
وأوضح أن من أهم التحديات التي واجهتهم في فترة التدريب جائحة كوفيد19، وما صاحبها من نقص في الطاقم الطبي والتأثير على التدريب لقلة المراجعين في فترة تعليق العيادات لاستقبال المرضى المصابين بالأمراض المتعلقة بالطب الباطني خلال ذروة الجائحة، لاسيما أن التوازن بين علاج المصابين بفيروس كورونا ورعايتنا للعائلة وخوفنا على نقل المرض إليهم كان من أصعب التحديات.
وأضاف: استطعت التغلب على التحديات من خلال التعاون مع الزملاء المتدربين والمدربين في مختلف المستشفيات التدريبية بالإضافة إلى الاعتماد الذاتي على القراءة والاطلاع والتعرف على الامتحانات المختلفة لتخصص الطب الباطني حول العالم، وأسعى لأن أكون استشاريا متميزا في الطب الباطني وخاصة الباطنية الحادة وأن أطور مستوى التعليم وأساهم في رفع المستوى التعليمي للمجلس.
وذكرت الدكتورة هند الإسماعيلية تخصص أمراض النساء والولادة عن تجربتها في التدريب بالمجلس: كسبت العديد من المهارات المعرفية والمهنية عن طريق الخبرات المحلية التي عملت معها وبالأخص استشاريات تخصص نساء وولادة العمانيات، ثانيا الخبرة المهنية التي تلقيتها خلال عملي في أكبر وأحدث المستشفيات بسلطنة عمان.
وكانت فترة الذروة لجائحة كورونا فترة صعبة جدا لما لها من تأثير على الجانب العملي والجانب الأكاديمي ولكن بفضل المعنيين في المجلس تم تغطية معظم المواد التعليمية عن طريق التعلم عن بعد.
وبينت الدكتورة بشرى العبرية تخصص أمراض الدم أن المجلس العماني للاختصاصات الطبية أتاح لها فرصة لتحقيق طموحها وهو الاختصاص في أمراض الدم فقد كانت تجربة رائعة تعلمت فيها الكثير على مدى 5 سنوات، مليئة بالصعوبات ولكن استطعت تجاوزها بالجد والاجتهاد وروح التنافس.
وقالت العبرية: اكتسبت معرفة عميقة في كل ما يخص أمراض الدم، وزيادة على ذلك تعلمنا أسس البحث العلمي وفن القيادة وأساليب التعليم، ومن الإنجازات التي أفخر بها حصولي على المركز الأول في البحث العلمي في برنامج أمراض الدم، والمركز الثالث في العروض البحثية في الملتقى السنوي للتوجيه الوظيفي والبحث العلمي.
كما أتيحت لي الفرصة لعرض بحثي العلمي في أكثر من مؤتمر محلي ودولي، وبالدعم الذي حصلت عليه من عائلتي استطعت أن أكمل فترة تدريبي بدون أي تأخير.
وأضافت: تعد جائحة كوفيد19 من أكثر التجارب المثرية حيث ازدادت الحاجة الماسة للأطباء وقت الجائحة مما جعلتنا نبقى موجودين كخط دفاع أول لخدمة المرضى والمجتمع. وكانت فترة صعبة لما سببته من ضغط نفسي وجسدي ولكن الأطباء المسؤولين في برنامج أمراض الدم قدموا كافة سبل الدعم اللازم في وقت الجائحة وساعدوا الأطباء المتدربين كثيرا.
أما الدكتورة فاطمة الحسنية تخصص طب الأطفال فأثنت عن فترة الدراسة والتدريب بالمجلس واعتبرتها فرصة رائعة للحصول على الخبرة اللازمة تحت إشراف وتوجيه نخبة من الاستشاريين المواكبين للتطورات العالمية.
فقالت: أسعى لأكمل رحلتي في تحقيق أحلامي وإكمال الزمالة في تخصص طب الأطفال حديثيّ الولادة لتقديم رعاية طبية متميزة لأطفال مجتمعنا.