Image Not Found

ليلة النصف من شعبان وعقيدة المهدي (عجل الله فرجه – عج)

إرشاد بن موسى اللواتي

ليلة النصف من شعبان قد مرت علينا البارحة وهي ذكرى ميلاد الإمام الحجة الثاني عشر (عج) من أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله، ولعله من المناسب والمؤاتي إلقاء الضوء على بعض الخلفيات المنطوية لمن غابت عنه ويهمه الاستطلاع.
من العناوين الرئيسية التي تنطرح بهذه المناسبة:

  • أهل بيت رسول الله (ص)
  • الإمامة
  • الأئمة الإثني عشر (ع)
  • الإمام الثاني عشر (عج)
  • غيبة الإمام
  • حجة الله في الأرض
  • ظهور الإمام
    عناوين النصف من شعبان التي أوردناها أعلاه ترتبط بنهج أئمة أهل البيت (ع)، وأنا من المتمسكين به، ومنه استقاء التوضيح المدرج أدناه.
  • بعث الله الأنبياء والرسل (ع) برسالاته على مر تاريخ البشرية لهدايتهم إلى سبيله لنوال الآخرة، ثم ختمها برسالته الخاتمة لتكون الشريعة السمحاء التي تصلح لهداية البشر حتى قيام الساعة على يدي حبيبنا المصطفى (ص)،
  • تولى المصطفى في حياته تربية المرتضى علياً (ع) منذ نعومة أظفاره، فتربى علي (ع) طاهراً نقيّا لم يعبد إلهً غير الله أو اقترب من مسكر أو رجس أو اتخذ صنماً بل وحطم أصنام قريش داخل الكعبة المشرفة، فتأهل لقيادة المؤمنين وإمامتهم بعد رسول الله (ص)، استدامة ومواصلة لهداية المؤمنين على الطريق القويم،
  • اقتضت المشيئة الإلهية أن تسلم أمانة حفظ الدين وهداية المؤمنين لاثني عشر إماماً متعاقبين بعد رسول الله (ص) أولهم علي (ع)، وبعده الحسن ثم الحسين فعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي، ليكتمل العد أحد عشر إماماً، وهم حجج الله في أرضه إماماً بعد إمام،
  • واجه الأحد عشر إمام بين السب والاضطهاد والسجن والقتل بالسم والسيف، خصوصاً أثناء حكم بني أمية وبني العباس ليبلغ الظلم مبلغه في عهد الإمام الحادي عشر سيدنا الحسن العسكري (ع) فأخفى ولادة ابنه الحجة الثاني عشر إلا عن الخلّص من أصحابه،
  • اختفى الحجة المهدي (عج) عن الأنظار في عهد إمامته في “غيبة صغرى” بقي خلالها على اتصال مع أتباعه المؤمنين من خلال أربعة سفراء يوصلون للمؤمنين رسائله وردوده على ما يسألون،
  • واستمر الاختفاء في “غيبة كبرى” بعد وفاة السفير الرابع لتستمر حتى تاريخه بينما المؤمنون في انتظار “الظهور”،
  • وفي الروايات مما نؤمن به، أن انتهاء الغيبة الكبرى وظهور الإمام مشروط بتوفر الحد الأدنى من خلّص المؤمنين الذين سيلتحقون بركب الإمام المهدي (عج) بأبدانهم وقلوبهم في مهمته بتطهير دين جده صاحب الرسالة (ص) مما لصق به من الضلال من فعل البشر وإعادة مياه الرسالة المحمدية لمجاري الحق نقيةً طاهرةً.
    وكما أن بعثة الأنبياء والرسل وحضورهم بين الناس من أنعم الله العظيمة على المؤمنين فكذلك الإمام الحجة الذي يكون الحبل الممدود من الله للمؤمنين الذين يحتاجون إلى من يسترشدون به في حياتهم احتماءً من عواصف الضلال والفتن والابتلاءات. وعدم تواجد حجة لله يمكن اللجوء إليه ابتلاء عظيم وفتنة ولكن عدم الوجود عذر لمن شاء أن يعتذر (رغم أن الأرض لا تبقى لحظة دون حجة لله عليها). بينما عدم الوصول إلى الحجة لغيابه رغم الإيمان بوجوده ابتلاء أعظم وامتحان يختبر مدى قوة إيمان من ادعى، ولعلها تلك هي حالنا في عصر الغيبة الكبرى، وأقل الإلتزام والتمسك بالإيمان فيها – بعد أداء الواجبات – انتظار الظهور.
    ولعل هذا يوضح الحرقة في قلوب المؤمنين المنتظرين ظهور الحجة (عج) لإرجاع الدين الحق وإحقاق الحق ودحض الكفر والنفاق، وكلما تأخر الظهور كان ذلك دلالة على عدم استحقاق المؤمنين ظهور حجة الله.
    ويجدر بالذكر أن كل العناوين الواردة في مطلع المقال مذكورة لدى جميع الفرق الإسلامية مع بعض التفاوت في الدلالات والمعاني مع كون الفكرة الأساسية خالية من الاختلاف.