Image Not Found

مسقط تواكب احتفالات منظمة المدن العربية بيومها السنوي

Visits: 11

  • استحقاق مسقط كعاصمة عربية رقمية استثمار أمثل في اقتصاد المعرفة

عُمان:

في مثل هذا اليوم من كل عام تحتفل المدن العربية بذكرى تأسيس منظمة المدن العربية الذي يصادف الـ 15 من مارس سنة 1967، التي جاءت من منطلقات تهتم بتشكيل مظلة تُعنى بشؤون التخطيط الحضري وقضايا المدن المشتركة تحت كيان إداري أطلق عليه بـ”منظمة المدن العربية” ومقرها الدائم مدينة الكويت، ويستظل تحت سقفها عدد من الدول الأعضاء التي تشترك في الغاية والهدف المنشود، والمتمثل في استدامة الجهود الحضرية وتعزيز أدوار الدول الأعضاء في الاستفادة من ملفات وقضايا البيت الواحد.

تفاعلت قطاعات العمل البلدي في محافظة مسقط مع المناسبة السنوية، حيث قامت بنصب أعلام منظمة المدن العربية في كافة المديريات التابعة لبلدية مسقط: بوشر، السيب، مطرح، العامرات، وقريات وكذلك بجانب مبنى رئاسة بلدية مسقط بدارسيت، لتؤكد من جانب على أهمية المناسبة لكونها عضو تحت مظلة المنظمة، وترسخ من جانب آخر أن الاحتفاء بهذا المناسبة وما تحمله من مضامين ودلالات تركز على الاهتمام بالعنصر البشري.

مسقط مستدامة

تتواءم رؤية محافظة مسقط مع الشعار الذي أطلقته منظمة المدن العربية في هذا العام، حيث وضعت المحافظة رؤية طموحة جسدتها في عبارة “مسقط مستدامة مزدهرة نابضة بالحياة” لتؤكد بهذه العبارات نهجهًا في جعل محافظة مسقط مستدامة الموارد، والمشاريع والبرامج الإنمائية.

من جانب آخر، تؤكد رؤية المحافظة انسجام الدور التخطيطي مع الأدوار التنفيذية التي ترتكز عليها مفردات الرؤية، وتخدم في الوقت ذاته تطلعات سلطنة عُمان الحاضرة والمستقبلية، والكائنة في ترسيخ مفهوم الاستدامة من خلال الحفاظ على المنجزات وصونها، ووضع المعايير والأسس عند تنفيذ المشروعات الاستراتيجية سواءً على مستوى المحافظة أو الدولة؛ بما يضمن استدامتها وصلاحيتها.

كما تتجلى رؤية المحافظة في عنصر الازدهار بتنمية وتطوير الخدمات والمرافق، وإنعاش الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والاجتماعية والشبابية والتنموية، بما يضمن توليد الفرص التي تقوي عمود البنى الأساسية للاستثمار والاصطفاف لمصاف الدول المتقدمة.

كما أريد لمحافظة مسقط الاستدامة من خلال ركائز الرؤية المعبرة عن رؤية طموحة في جعل المحافظة نابضة بالحياة؛ من خلال التخطيط في المشاريع التي تراعي تصميم مساحات وبيئات مناسبة لحياة الفرد والجماعة؛ فمن العناصر التي تجعل المدينة نابضة بالحياة هي “أنسنة المدن” التي تتحقق من خلال توفير المقومات اللازمة من المتنزهات الطبيعية والعامة والحدائق والملاعب وغيرها من المرافق الحيوية والعامة، إلى جانب أدوار القطاعات الخدمية التي تركز على عمليات الإصحاح البيئي وإضفاء اللمسات الجمالية والمعمارية ، بما من شأنه أن يرفع من من مفهوم أنسنة المدن للواقع العملي.

وتعزيزًا لجهودها وإشارةً إلى المستوى الذي حققته؛ فقد قدمت جهود قطاعات العمل في محافظة مسقط ما عمل على رفد استحقاق المحافظة بشكل خاص وسلطنة عُمان بشكل عام لتتوج مسقط بالعاصمة الرقمية العربية لهذا العام 2022، وذلك من خلال تقديم خدمات مستدامة تواكب التطلعات المستقبلية، وتحافظ على تدرج الأولويات من جهة، وتتواءم مع معطيات الثورة المعلوماتية والمعرفية من جهة أخرى، إذ راعت المحافظة كغيرها من المؤسسات الحكومية والخاصة خلال خطة مشاريعها في العامين المنصرمين وضع بعض من مشاريعها التي تستند على ممكنات رقمية وتقنية عززت من فرص الفوز بهذه الاستضافة، حيث أن فوز مسقط من شأنه أن يعزز الجهود المبذولة في مجال التحول الرقمي ويواكب تطلعات “رؤية عُمان 2040” الرامية إلى إيجاد أنظمة تقنية ذكية ومتكاملة تحفز الإبداع الرقمي وتنمي القدرات والمهارات المعرفية.

وتحظى مسقط بإمكانيات ومقومات تقنية ورقمية وبيئات نموذجية لاستقطاب الاستثمارات الواعدة في مجالات التكنولوجيا والاتصالات، والانسجام مع المحاور الأربعة لاستراتيجية محافظة مسقط للتميز، المتمثلة في البيئة المستدامة، والحوكمة المؤسسية، والتنمية الاقتصادية، والمجتمع، والسعي نحو تجسيد الواقع الرقمي المأمول الذي يخدم الأفراد والمؤسسات.

وها هي سلطنة عمان ممثلة في محافظة مسقط تحتفل مع المدن العربية بيوم المدينة العربية؛ لمواصلة خططها وأعمالها التي تنشد غاية واحدة ترتكز على استدامة جهود التخطيط الحضري في كافة المجالات، وإيجاد مرونة في التعامل مع متطلبات الثورة الرقمية التي تؤكد بأهمية بالغة على تبني الاتصالات وتقنية المعلومات للنمو والتطور الاقتصادي المستدام في مجالات المشاريع والبرامج الإنمائية على مستوى المحافظات في سلطنة عمان.

ويشكل الاحتفال بهذا اليوم فرصة لتجديد التواصل وتعميقه بين المدن العربية، وتبادل الخبرات لجعل المدينة العربية تضاهي مدن دول العالم المتطورة؛ وذلك من خلال الاستفادة من التطور المتواصل في وسائل الاتصال الذي يحتم على المدن العربية أن توظفه في مختلف برامجها وأنشطتها، وأن تسعى جاهدة إلى تحديث أساليب العمل وتطوير القدرات البشرية والآلية بما يواكب اتجاهات العصر وبما يحفظ للمدينة العربية هويتها وخصوصيتها، ويهيئ لها من جانب استدامة جهودها التي ترقى بالمستوى المأمول في إيجاد مجتمع أكثر ازدهارًا

ووضعت منظمة المدن العربية شعار المناسبة لهذا العام بما يتواكب مع الوضع الذي عاصرته المدن العربية في الفترة الماضية، الذي شكل تحديًا ألقى بظلاله على المدن كافة.

وأشار أمين عام منظمة المدن العربية معالي المهندس أحمد حمد الصبيح في كلمة بهذه المناسبة إلى “أن تداعيات جائحة كورونا كأزمة أثرت عالمية على المدن العربية كغيرها من دول العالم ومدنها، إلا أن الجهود التي أفرزتها الأزمة قد أكدت بشكل ملحوظ على أن المقدرة في تخطي الصعوبات؛ من خلال اتخاذ سلسلة من الإجراءات والقرارات الكفيلة بتقديم مفهوم إدارة الأزمة” عبر برامج وخطط أثبتت قدرتها على التعلم المستمر والثبات، فاتخذت المنظمة من شعار “مستقبل المدن: الاستدامة والمرونة” ترجمة للخطوات الإجرائية التي عززت من مفهوم الاستدامة والمرونة كبوابة أساسية نحو مدن مستقبلية”.

وأوضحت كلمة الأمين العام لمنظمة المدن العربية “أن المدن العربية بشكل خاص قد عانت ما عانته من جائحة كورونا، فقد شرعت إثر ذلك في تطوير آلية عملها، والانفتاح على محيطها؛ لتطبيق أحدث الاستراتيجيات والمبادرات التي تحقق لها الشمولية والاستدامة، ولعل هذه الاعتبارات هي التي جعلت شعار احتفالية يوم المدينة العربية لهذا العام يؤكد على أن مستقبل المدن يقوم على دعامة أساسية تأخذ في اعتبارها عنصري الاستدامة والمرونة في حالة التخطيط أو العمل؛ بهدف ضمان استمرارية الأعمال وعدم التأثر بالمتغيرات.