تلعب المرأة دوراً حيوياً في المجتمع بجانب ما تقوم به من مسؤليات عائلية بمنرلها تجاه رعاية الأطفال وتنظيم شؤون البيت وتوفير الراحة لأفراد الأسرة الواحدة، وبذلك فان عملها مقدّر أمام الله والمجتمع والوطن. ولكن نتيجة لاحتياجها إلى المال لتوفير اللقمة النظيفة، والحياة السعيدة لأبنائها والالتزام تجاه المصاريف الشهرية بجانب ما يقوم به ربّ الاسرة، فانها كغيرها بحاجة إلى الحصول على المال لكي تقوم بعمل تجاري من داخل منزلها، الأمر الذي يساعدها في تعزيز انشطتها التجارية الصغيرة من خلال العمل في أوقات الفراغ.
مثل هذه التمويلات المالية متوفرة في العديد من المجتمعات النامية وخاصة الناشئة منها، حيث ترتبط النساء عبر اتفاقيات التعاون من أجل تعزيز المنتجات والخدمات المالية لهن ومن أجل المساهمة في اندماج أفراد المجتمع النسائي في الديناميكيات الاجتماعية والاقتصادية. فعلى سبيل المثال تجد في بيرو، وهي إحدى دول أمريكا اللاتينية وعاصمتها ليما، حوالي مليوني شخص من جنسيات أخرى (54٪ نساء)، إلا أن نسبة صغيرة وبواقع 14٪ فقط لديهن إمكانية الوصول إلى المنتجات المالية. وربما نفس هذه النسب يمكن أن نجدها في المجتمعات الخليجية، حيث أن الكثير من النساء لديهن قدرات على الانتاج وتقديم الخدمات من خلال العمل المنزلي، ولكن المعضلة تكمن في الحصول على المال. هذه القضايا تحتاج إلى توفير أدوات من أجل المسح والمعرفة خاصة تلك التي تتعلق باحتياجات النساء ورغباتهن في الحصول على التمويل المالي، وتلبية احتياجاتهن من المنتجات والسلع للاستمرار في أعمالهن الخاصة.
اليوم وبعد جائحة كوفيد 19 التي مرت بالعالم، فان الكثير من أفراد الأسرة الواحدة بحاجة إلى المال لاعادة النشاط التجاري لكل منهم، خاصة ممن يبحثون عن فرص العمل من الجنسين. وأصبح من الأهمية بمكان أكثر من أي وقت مضى تعزيز الإدماج المالي للأسرة الواحدة من خلال تمكين النساء اللواتي يسعين إلى حياة أفضل لأنفسهن وأسرهن في المجتمع من خلال المضي في ريادة الأعمال، وإشراك الفتيات في العمل المناسب، الأمر الذي يتطلب من أفراد المجتمع الاقبال على انتاج العاملات في المنازل خاصة الفئة التي تعاني من ظروف صعبة في الحياة. وبذلك يمكن للمجتمع أن يُفيد النساء من خلال قيام المؤسسات المالية بتوفير المال اللازم لأعمالهن الانتاجية مقابل فائدة بسيطة، بل يمكن مساعدتهن من مبالغ المسؤولية الاجتماعية المخصصة للمجتمع المدني بحيث يصبحن قادرات على تشغيل مؤسساتهن في المستقبل.
هناك اليوم عدة مؤسسات بالعالم تقوم بمساعدة النساء والرجال الضعفاء من أجل تحقيق التنمية المستدامة لهم الأمر الذي ساعد على خدمة آلاف الاشخاص مادياً واجتماعياً. فيما تعمل هذه الانشطة على تعزيز النمو والابتكار، والحد من الفقر والبطالة وسد الفجوات بين الجنسين.
ومن هذا المنطلق، فان مثل هذه المشاريع يمكن لها أن تحظى باشادة من أفراد المجتمع، خاصة إذا تمكنت المؤسسات المالية من تقديم الخدمات الاستشارية لرواد الأعمال وخاصة النساء لتعود بالنفع على أفراد هذه الفئات والمجتمع ويمكن للمؤسسات المالية الاستفادة من خبرات مؤسسات التمويل الدولية التي تعمل في مثل هذه الأنشطة في كثير من دول العالم وخاصة في دول أمريكا اللاتينية والافريقية بهدف تعزيز أنشطة المؤسسات الخاصة وريادة الأعمال.