Image Not Found

فاطمة اللواتية تكتب للصحوة “مواقع التواصل الاجتماعي: حضن الإنسانية ومهادها”

الصحوة: فاطمة اللواتية

منذ أيام وفكرة تطور الإنسانية في أحضان مواقع التواصل الاجتماعي تذهلني، كيف إن هذه المواقع التي عدها الكثيرون عدو الوقت ومضيعة له أصبحت تربي الإنسانية، وليس ذلك فحسب، بل امتد تأثيرها إلى مظاهرات وحشود لم يحركها سوى الجانب الإنسانيّ

وقد يتساءل بعضهم كيف أن مواقع التواصل عملت كل ذلك، وهذا يعيدنا لأحداث عشناها معا، حيث وجدنا تضامنات عديدة مع حادثة جورج فلويد عام 2020، فالإنسانية في قلوب رواد مواقع التواصل هي ما حركتهم وأثارت مشاعرهم من خلال المقطع المرئي المؤثر، ودفعتهم للتضامن تجاه ظاهرة عالمية كبرى، وهي التمييز العنصري

وهذه الحشود التي تتجمع بدافع الإنسانية لا تشكل مشاعرَ مؤقتةٍ فحسب، بل قد تجعل الدول تتخذ إجراءات إصلاحية، وذلك كما حدث في المملكة العربية السعودية بعد حادثة الطفل ريان، فقامت المملكة بردم 2450 بئرا مهجورة. ولعلنا جميعًا سمعنا من حكايات أجدادنا بخطورة الآبار، وبوقوع أطفال فيها قديما، وإلى الآن، لكن ما جعل حادثة ريّان بهذا الزخم هو التعاطف الإنسانيّ الذي كانت مواقع التواصل الاجتماعي منشأه، ومهده الذي كبرت فيه

إن هذا كله يقودنا إلى أن هذه الإنسانية وهذا التلاحم الذي تصنعه مواقع التواصل لابد أن يكبر مع مختلف الأجيال، وهناك العديد من الأهالي الذين يعتبرون وسائل التواصل مضيعة وقت ، ولكنها في الأصل سلاح ذو حدين ، لذا من دواعي الوعي أن تتم تربيتهم على كيفية التعامل مع هذه المواقع بدلا من حجبهم عنها، وبهذا يتعلمون من جهة كيفية تنظيم وقتهم، ومن جهة أخرى يُخلق عندهم عنصر التلاحم مع البشر، فيشكلون في المستقبل قوة إنسانية عظمى، والتي أعدها أكبر قوة قد تواجه الأزمات الإنسانية التي يمر بها العالم