عرف عن الإنسان العماني عبر التاريخ تفاعله مع الحضارة الانسانية؛ واسهامه الثقافي والفكري في تقدم العلوم والفنون بأوجهها المتنوعة، وفي عهد النهضة المتجددة ما يزال العماني مساهمًا في بناء الحضارة المعاصرة، وفي هذه المرة يريد صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم لتلك المساهمة أن تكون بطابع معماري.
قراءة شروط المسابقة تشير إلى أن صاحب السمو يحمل رؤية خاصة؛ تتمثل في توجيه طاقات الشباب العماني نحو الابتكار في أحد أهم مظاهر التطور المدني المادي، وهو مجال العمارة، وتركز المسابقة على الابتكار والابداع في مزج بيئة سلطنة عمان وثقافاتها العمرانية القديمة بالحداثة والمعاصرة، هذا المشروع المعماري المراد له أن يجمع التراث والبيئة والمعاصرة هو في الواقع رمز لفلسفة تأصيل الهوية الوطنية وإخراجها بطابع الحداثة، فهو كما يراه المعماريون والمهندسون نمط معماري عماني مبتكر ومعاصر، وكما يراه المتخصصون في مجال السياحة إضافة ثمينة لإطلالة حي الميناء بمطرح، ومن الواضح بأن أهداف هذه المسابقة في مجملها ومضمونها تؤسس لحراك ثقافي وفكري يدعوا لتمكين الشباب المبدع كما كانوا ممكنين دائماً.
ما تقدمه المسابقة لفئة الشباب
تستنهض المسابقة همم الشباب وتثير في أنفسهم الرغبة الصادقة في المساهمة بإبراز الوجه الحضاري لسلطنة عمان، والاستفادة من الفرصة التي تتيحها لهم هذه المسابقة للمشاركة في تنمية الوطن، كما أن المسابقة ترسخ مفاهيم قيم الوطنية والانتماء والاعتزاز بالتاريخ والتراث، وتعزز النظرة الإيجابية لدى الشباب، وتقوي لديهم الإصرار على تحقيق أهدافهم وتقدير مهاراتهم وامكاناتهم، وتسهم المسابقة في تحقيق تطلعات رؤية عمان 2040، وذلك بتبني اصحاب المهارات وتقديم الدعم الكافي لهم وصقل مهاراتهم بالتجربة العملية.
ما تقدمه المسابقة للمجتمع
المسابقة خطوة مهمة لاكتشاف المواهب الشابة القادرة على خلق فرص اقتصادية واعدة؛ عبر تطوير وابراز التراث المعماري العماني والاستفادة من هذا التراث كعنصر جذب سياحي، وتطوير مناطق التراث العمراني في مختلف محافظات السلطنة؛ لتكون مناطق جاذبة للاستثمار ومورد اقتصادي مستدام يساهم في تنويع مصادر الدخل الوطني، فالتراث العمراني قابل للتحول لقمية ثقافية واقتصادية بجهود المبدعين، وسلطنة عمان مليئة بالمباني والمدن والأحياء التاريخية والتراثية، والشباب المبدعين إذا ما تلقوا الدعم والتشجيع الكافي سيكونون قادرين على ايصال رسالة المسابقة وتحويلها إلى واقع مجتمعي.
البعد الإنساني للمسابقة
كان الانسان داخل سلطنة عمان عبر التاريخ متصلاً بالحضارات الأخرى؛ يؤثر ويتأثر إيجاباً بثقافات الشعوب، ويساهم في مسيرة العالم نحو المدنية والتقدم، وفي كل مرحلة زمنية كان هنالك قادة ملهمين؛ يؤثرون في الحركة الثقافية والفكرية والمعرفية، يحثون مجتمعاتهم على النمو والتطور، قادة التجديد الذي يبقي على الأمة في حالة تفاعل دائم مع محيطها الخارجي، وقمة هذا التفاعل هو الوصول بالهوية المعمارية التاريخية لسلطنة عمان إلى العالمية؛ عبر تسويق فنون معمارية تمزج بين التاريخ والمعاصرة لتقديمها للعالم في قالب من التميز والإبداع، ولتكون لهذه الهوية القدرة على المنافسة في السوق العالمية كأحد عناصر التطور المدني الحديث.
أوشكت المرحلة الأولى وهي مرحلة الاشتراك في المسابقة على الانتهاء؛ وقد حدد لها الفترة من منتصف يناير إلى 5 فبراير 2022م، وسوف نكون على موعد مع اعلان المشاريع الفائزة بالجائزة بتاريخ 15 مارس 2022م، دعائنا للشباب المبدع بالتوفيق.