تغطية: حيدر بن عبدالرضا داوود
استضاف مجلس الخنجي الافتراضي الأسبوع الفائت الدكتورة بشائر الريامي، خبيرة في الابتكار في قطاع الصناعات والأعذية، بحضور عدد من مسؤولي الصناعات الغذائية في السلطنة والمهتمين والاكادميين. وتناولت الجلسة “أهمية الابتكار في الصناعات الغذائية” من خلال مناقشة عدة محاور تتعلق بهذا الأمر. وافتتحت جلساتها بالسؤال حول مدى أهمية العمل بمنطومة الابتكار في القطاع الصناعي – الغذائي، والتوجهات الاستثمارية المستقبلية لقطاع الاغذية في السلطنة بالاضافة إلى التعرض للتحديات والحلول الممكنة للصناعات الغذائية.
وتساءلت عن معنى الابتكار في الغذاء قائلة أنها عملية ترجمة الأفكار إلى عمليات خدمات منتجات غذائية جديدة مفيدة ومستخدمة، حيث يمكن تصنيف الابتكار تحت أربعة مجالات عامة وهي ابتكار جديد جذريًا، أو امتداد خط لمنتج موجود، أو تكييف لمنتج حالي، أو تقليد للابتكار. واضافت أن الأمثلة الأخيرة هي أكثر نموذجية لأنشطة الابتكار التي يتم إجراؤها في مجال الأعمال الغذائية. ويمكن من خلال الابتكار توفير امتدادات الخط وتغييرات العبوات والمواضع الجيدة للشركات وهي فرصة للنجاح، مؤكدة أن المتطلبات الرئيسية لجميع الأمثلة المذكورة أعلاه هي الفهم والوعي الواضح للمستهلك والسوق. وقالت بأن الابتكار الصناعي عبارة عن استراتيجية ومنظومة متكاملة يجب تعزيزها على مستوى المجتمع وضرورة تطبيقها مباشرة.
وتناولت الجهود المبذولة في تطوير مفاهيم الابتكار في العالم منذ فترة الخمسينيات من القرن الماضي، مشيرة إلى أنه يمكن تطوير المنتجات من خلال ما هو موجود لدينا في المكتبات، وما نتعمله في الحياة بجانب التعاملات والمتاجرة في المنتجات وكيفية الابتكار فيها، حيث أن الكثير من الشركات تعتمد في الابتكار على شركات أخرى من أجل تطوير المنتجات والاستفادة من البحوث التي تجرى في مختلف القطاعات الاقتصادية.
وأضافت أن عملية الابتكار تؤدي إلى التقليل من المصاريف في عمليات الانتاج في قطاعات معينة بجانب الدفع في التركيز على القيمة المضافة للمنتجات. فنحن مثلا نقوم بتصدير 60% من الاسماك إلى الخارج، ولكن من خلال التعرف على تجارب بعض الدول التي سبقتنا في ذلك كأندونيسيا وايسلندا وسنغافورة وماليزيا مثلا يمكن أن نزيد من القيمة المضافة للاسماك، من خلال استغلال الفواقد السمكية في هذا القطاع، بحيث لا يُرمي أي شيئ من الاسماك، بل يمكن عمل صناعات سمكية جديدة. كما يمكن استيراد كميات الاسماك لهذا الغرض وإعادة تصدير منتجاتها إلى الخارج. وترى المحاضرة أن أندونيسيا وايسلندا وغيرها تطورت كثيراً في صناعة الاسماك، فيما لدينا أيضا ثروة سمكية وحيوانية كبيرة، إلا أن تجربة تصنيعنا في هذه القطاعات صغيرة جداً، وعلى المصانع الاستفادة من ذلك.
وقالت أن الابتكار يحدث فرقًا كبيرًا في مجال الأعمال الغذائية، التي يمكن أن تستمر وتنمو، وتفعل ذلك لأنها قادرة على التغيير، حيث يؤدي هذا التغيير إلى تلبية مستمرة لاحتياجات المستهلك والنمو فيما بعد. كما أن الابتكار في مجال الأغذية والمشروبات يستغرق وقتًا أقصر ومخاطرة قليلة، لكن المنافسة مرتفعة وهوامش الربح منخفضة والمكونات مستدامة وهناك تحديات للمستهلك والسلامة واللوائح. وأضافت أن السوق العالمي للصناعات الغذائية باوروبا وصل إلى ما يقرب من 7210 مليار يورو في عام 2020 ، والقوى الدافعة هي المعهد الأوروبي للابتكار والتكنولوجيا (EIT) الذي استثمر في مشاريع عذائية مبتكرة 56.4 مليون يورو عام 2020، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 44٪ مقارنة بعام 2018. واضافت بينما تأتي الشركات الناشئة بأفكار مبتكرة، فان الشركات الكبيرة غالبًا ما تمتلك الموارد التي تستثمرها في هذه الأفكار وتكتسب المعرفة الصحيحة.
ففي مجال التمور العمانية على سبيل المثال، يمكن الاستفادة منها في كيفية استخدامها في التصنيع وفي مجال الصناعات الاخرى والاغذية بأحجام مختلفة. واشارت أيضا إلى أن سنغافورة استغلت جلد الاسماك في تصنيع وجبات سريعة مستغلة لهذه الفواقد من الاسماك، الأمر الذي يعطي فرصة للصناعات بأن تبقى لمدد طويلة في عمليات الانتاج، مع العمل على مواكبة التطورات التكنولوجية في عمليات الانتاج. وأكدت المحاضرة على أهمية الاستدامة للمشاريع وإحضار الالات للمصانع للاستفادة منها والاستفادة من المنتجات المتوافرة في السوق العمانية في إطار الرؤية المستقبلة عمان2040 في قطاعي الغذاء والمشروبات.
وفي جلسة الأسئلة، فالت د. بشائر أن السلطنة تقوم باستيراد ما قيمته 3.6 مليار دولار في مجال الغذاء وتصدير 1.6 مليار دولار منه، أي أن هناك عجز في القطاع الغذائي بقيمة 2.1 مليار دولار. وقالت بأن السوق العمانية والاقليمية لديها الرغبة في الحصول على الوجبات الخفيفة، وهذه القضايا تحتاج إلى وضع استراتيجية للتصنيع للمستقبل والتي يمكن ان تبني عليها مشاريع التنويع الغذائي والعمل على دراسة التحديات، وعمل ابتكارات وإنشاء تجمعات وحواضن للاستفادة من تلك الامور.