أكد مستثمرون ورجال أعمال وخبراء أهمية الزيارة التي قام بها جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الشقيقة، تلبية لدعوة كريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، التي وصفوها بالتاريخية لما ستسهم به في دفع التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين الشقيقين. وقال رجال الأعمال لـ الشرق: إن هناك فرصا متنوعة في البلدين تشكل أساساً متيناً لتعزيز العلاقات التجارية، وزيادة فرص الاستثمار، وإقامة الشراكات، وإنجاز مشاريع ذات قيمة مضافة في العديد من القطاعات والميادين، فضلا عن زيادة حجم التبادل التجاري وتنويعه، وتعزيز دور القطاع الخاص بما يحقق التكامل في مصالح البلدين.
العلاقة الثنائية
وفي هذا الصدد أكد رجل الأعمال المهندس محمد ناصر الهاجري المدير العام لمصنع الوجبة للألبان والعصائر، أهمية الزيارة التي قام بها جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الشقيقة، تلبية لدعوة كريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، حيث ستفتح آفاقا كبيرة للتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين الشقيقين. وقال الهاجري في تصريح لـ الشرق: إن العلاقة الثنائية بين دولة قطر وسلطنة عمان تتميز بخصوصيتها على الصعيد التجاري والاستثماري، مضيفا في هذا الصدد إن مصنع الوجبة للألبان والعصائر لديه اتصالات متقدمة مع شركات عمانية لبدء الاستيراد والتوزيع في السلطنة، ومن المتوقع أن يتم البدء قريبا بتصدير منتجات مصنع الوجبة من العصائر والألبان القطرية ومشتقاتها إلى الشركات العمانية وهو ما سيشكل إضافة لحجم التبادل التجاري بين البلدين.
وأشاد الهاجري بما تضمنه البيان المشترك لدولة قطر وسلطنة عمان الذي صدر في أعقاب الزيارة، قائلا: إنه يعكس علاقات التعاون والشراكة المتميزة بين البلدين في كافة المجالات، ويؤكد الرغبة المشتركة في التعاون الاقتصادي وزيادته في مختلف المجالات. وأكد الهاجري ما تضمنه البيان من أن الفرص الحقيقية والمتنوعة في البلدين تشكل أساسا متينا لتعزيز العلاقات، وزيادة فرص الاستثمار، وإقامة الشراكات، وإنجاز مشاريع ذات قيمة مضافة في العديد من القطاعات والميادين، فضلا عن زيادة حجم التبادل التجاري وتنويعه، وتعزيز دور القطاع الخاص بما يحقق التكامل في مصالح البلدين.
آفاق واعدة
ومن جانبه قال رجل الأعمال السيد أحمد الخلف، رئيس مجلس إدارة الشركة العالمية لتطوير المشروعات: إن الزيارة التي قام بها جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الشقيقة، تلبية لدعوة كريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، تعتبر زيارة تاريخية بكل المقاييس، خاصة وان لجلالة السلطان هيثم بن طارق مكانة خاصة في قلوب القطريين، وقد برهنت العلاقات الراسخة بين البلدين الشقيقين على عمق الشراكة الاستراتيجية بين دولة قطر وسلطنة عمان والعمل على تقويتها وترسيخها في مختلف المجالات، ولاسيما المجال الاقتصادي والاستثماري الذي يعتبر ركيزتها الأهم، وفي هذا الصدد فلا شك أن هذه الزيارة ستفتح آفاقا أرحب لمستقبل البلدين في الجانب الاقتصادي.
وشدد الخلف في حديثه لـ الشرق على أن الشراكة الاقتصادية بين دولة قطر وسلطنة عمان مقبلة على مزيد من التعاون والمشروعات المشتركة نظرا لما يزخر به البلدان من مقومات جديرة بأن تعزز من العلاقات التجارية والاقتصادية.. ولما يربط البلدين من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم حول التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والدبلوماسية والعلمية والسياحية، فضلا عن اللجنة العمانية القطرية المشتركة، ومجلس رجال الأعمال القطري العماني الذي ينعقد بصورة دورية، فضلا عن المعارض التجارية المتبادلة التي لعبت دورا كبيرا خلال الفترة الأخيرة في تنمية وتطوير الشركات والاستثمارات وأوجدت فرصا مهمة للشركات الاستثمارية في البلدين وساهمت في زيادة تواجد الاستثمارات في سوقي البلدين.
وقال الخلف إن التعاون الاقتصادي بين قطر وعمان شهد خلال الفترة الأخيرة، نمواً لافتاً في قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والمواصلات والاتصالات والطاقة والسياحة والتعليم والإنشاءات والخدمات المصرفية، بالإضافة للمجال الاستثماري للقطاع الخاص والذي سجل تطوراً كبيراً، حيث يوجد عدد من المشاريع المشتركة في مجالات الزراعة وصناعة مواد البناء، ونحن كمستثمرين بهذا المجال، يضيف الخلف، ننظر إلى زملائنا من رجال الأعمال في السلطنة كشركاء في تطوير هذه العلاقات وزيادة الاستثمارات المتبادلة في المستقبل وبما يعود بالنفع والفائدة على الاقتصاد الوطني في كلا البلدين.
الوجهة الأولى
وبدوره قال رجل الأعمال، السيد عبدالله المنصوري، إن الزيارة المهمة للدولة التي قام بها جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الشقيقة، تعكس عمق الشراكة القائمة بين البلدين الشقيقين، وستشكل نقلة نوعية في مجالات التعاون الاستثماري والتبادل التجاري، خاصة أن سلطنة عمان تحتفظ بموقعها كوجهة أولى للصادرات القطرية، كما عرف التبادل التجاري بين قطر وسلطنة عمان نموا كبيرا في السنوات الثلاث الأخيرة، بدءا من ملياري ريال في عام 2016، ارتفاعا إلى 3.8 مليار ريال في عام 2017 ليصل في العام الماضي إلى مستوى قياسي تجاوز 6.8 مليار ريال، بنمو غير مسبوق نسبته 240 % خلال عامين.
وبخصوص الاستثمارات المشتركة المتوقعة خلال المرحلة المقبلة، قال المنصوري: إننا سنشهد قفزة في أعداد الشركات والاستثمارات المشتركة بين البلدين، مشيرا إلى أن عدد الشركات القطرية العُمانية المشتركة التي تعمل في السوق القطري وصل إلى أكثر من 350 شركة في مختلف القطاعات حسب الإحصاءات الصادرة عن غرفة قطر، بينما تتوزع معظم الاستثمارات القطرية في سلطنة عمان على حصص وتحالفات وشراكات في أكثر من 200 شركة عُمانية، في قطاعات متنوعة. وقد حافظت مسقط على كونها الوجهة الأولى للصادرات القطرية غير النفطية خلال العام الماضي.
وقال المنصوري إن العلاقات الاقتصادية بين قطر وعمان تشهد نمواً ملحوظاً على كافة الأصعدة، وإن الروابط التاريخية بين البلدين والتوجيهات الكريمة للقيادة الحكيمة شكلت داعماً أساسياً لتعاون اقتصادي وتجاري قوي يقوم على الاستغلال الأمثل للإمكانات الهائلة المتاحة لدى الجانبين، وأن هذه الزيارة ستشكل دفعة قوية لرجال الأعمال القطريين على نقل العلاقات الاقتصادية لمستويات أعلى والتعرف على الفرص الاستثمارية بالسلطنة، والدخول في شراكات مع رجال الأعمال العمانيين، مشيراً أن هناك استثمارات مشتركة ناجحة بين الجانبين، وأضاف إن كافة الظروف مهيئة لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، خاصة في ظل تشغيل خطوط بحرية مباشرة تربط بين ميناء حمد والموانئ العمانية.
التعاون الاقتصادي
ويقول الخبير العماني والكاتب في الشؤون الاقتصادية د. حيدر بن عبدالرضا اللواتي، إن البيان الختامي للزيارة التاريخية لصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله لأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حمل الكثير من التطلعات المستقبلية للشعبيين الشقيقين لتحقيقها خلال العقود المقبلة بما فيها التعاون العسكري والأمني، حيث ترمي الاتفاقيات الموقعة إلى تحقيق المزيد من العلاقات الأخوية وتعزيز الروابط التاريخية الراسخة في جميع المجالات التي تهم البلدين.
ويضيف الدكتور حيدر اللواتي إن الزيارة تناولت أيضا تبادل وجهات النظر حول عددٍ من القضايا الإقليمية والدولية المهمة التي تهم المنطقة في المقام الأول في ضوء الجهود المبذولة من القائدين لتبقى هذه المنطقة بعيدة عن التوترات العسكرية والحروب الإقليمية، وفتح مزيد من مجالات التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة وتعزيز التكامل الاقتصادي، الأمر الذي سوف يمنح مزيداً من الفرص لتشغيل العمالة الخليجية في الدول التي تتوفر فيها الكفاءات والقدرات مع معالجة كافة قضايا المنطقة الأخرى.
كما أن الزيارة ستفتح آفاقاً جديدةً من التشاور والتنسيق والتعاون بين البلدين الشقيقين على مستوى العلاقات الثنائية في مجالات جديدة التي يمكن التطرق إليها من قبل اللجان والمجالس المشتركة بين البلدين التي تم إنشاؤها خلال السنوات الماضية والتي أثبتت أهميتها خاصة في الوقت الذي تعرضت فيه دولة قطر إلى مشاكل لوجستية وتجارية قبل أن تثبت جدارتها في التعامل مع تلك القضايا. هذه الزيارة ستؤدي إلى ايجاد مزيد من التعاون في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية المتاحة خلال الأعوام المقبلة، حيث أكد البيان أهمية تحقيق الفرص الحقيقية والمتنوعة في البلدين، وزيادة فرص الاستثمار، وإقامة الشراكات المستقبلية التي تتوافر فيهما سواء في الموارد الزراعية والسمكية والمعادن واللوجستية والفنية.
ما يميز هذه الزيارة أيضا توقيع اتفاقية خاصة في مجال التعاون العسكري بين الدولتين، الأمر الذي يشكل نقطة جديدة في هذه العلاقات وتفتح مجالات التعاون الأمني والسياسي لإبعاد المنطقة عن الصراعات المستقبلية. أما في المجال الاقتصادي فالاتفاقيات شملت تجنب الازدواج الضريبي والاستثمار الذي سيعزز مزيدا من المبادلات التجارية والتعاون مع الشركات العمانية والقطرية في مجالات الإدارة والصناعة والسياحة وتنمية الموارد البشرية وفي المجالات التعليمية والرياضية التي تتميز بها دولة قطر.