غُمان: حوار – سارة الجراح
“وإن لي مع السواد حكاية، تروي قسوة الحياة ومراراتها، ولكن بالقلم جعلت من السواد بياضا تزهو به الحياة فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة”.. هكذا تصف الفنانة فاطمة اللواتية -الطالبة الجامعية ورائدة أعمال في برامج التواصل الاجتماعي- لوحاتها التي يضيء شعاعها على ورق أسود كعتمة الليل لتعبر من خلالها عن مشاعرها ولترى فيها تميزها، فما أجمله من أحساس حين نحيي الأمل في ما نراه سوادًا، ونرسم السعادة على شفاه لبست أعينها ثوب السواد.
من خلال لوحات فاطمة التعبيرية لمسنا فنًا مختلفًا، لذا كان لنا هذا الحوار مع صاحبة القلم المضيء.
- متى كانت بدايتك في الرسم؟
• كنت أمارس هواية الرسم منذ الصغر وجربت جميع أنواع الفنون منها الزيتي، الاكريليك، الزجاج وغيره، وفي ٢٠١٤ بدأت في مجالي الخاص ألا وهو الرسم على الورق الأسود وبفضل الله تميزت فيه داخل السلطنة كوني من القلائل في هذا المجال الفني الجديد.
- موهبتك بالرسم هل هي بالفطرة أم مكتسبة؟
• الهواية بالفطرة لأنني لم أدرس الأساسيات في الفن وأعتبرها هبة من رب العالمين، لكن اكتسبت المهارات عن طريق الممارسة والتعلم الذاتي وأيضا المشاركة في مختلف المعارض داخل وخارج السلطنة.
- رسوماتك تعبيرية، ما السر في ذلك؟
• جميع البشر يمرون بتجارب وقصص تصقل شخصيتهم، ومن خلال أعمالي أحببت التعبير عن بعض مشاعري لأوصل رسالة للمشاهد وفي محتواها القوة، والصبر، والعزيمة، على مختلف تحديات الحياة لكن بالطريقة الفنية وانتهاج المدرسة التعبيرية.
- ما سبب اختيارك للون الأسود في الخلفيات؟
• (أجابت فاطمة على هذا السؤال بخاطرة بسيطة من تأليفها)، “وإن لي مع السواد حكاية، تروي قسوة الحياة ومراراتها، ولكن بالقلم جعلت من السواد بياضا تزهو به الحياة فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة”.
- ألا تميلين للرسم الواقعي؟
• نعم، وبداياتي كانت مع المدرسة الواقعية لكن مع مرور السنوات دمجت المدرسة الواقعية مع السريالية، وأيضا المدرسة التعبيرية، هذه المدارس الثلاث أعتبرها من العناصر الأساسية في أعمالي حاليًا.
- كم تأخذ كل لوحة معك من الوقت؟
• عادة من ٥ إلى ١٢ ساعة لكل عمل، ولكن كل عمل يعتمد على حجمه وتفاصيله، مع أن بعضا من الأعمال تأخذ أكثر من أسبوع وهكذا.
- هل لديك أوقات محددة للرسم؟
• أفضل وقت بالنسبة لي في الليل تحديدا بعد المغرب ولغاية انبثاق الفجر.
- هل لك مشاركات في المعارض؟
• نعم ولله الحمد شاركت في عدة معارض داخل وخارج السلطنة، ومن ضمن المشاركات سنة ٢٠١٩ في إمارة دبي كان من أوائل المعارض التي شاركت فيها وكنت الوحيدة المشاركة من السلطنة أمام الرسامين الكبار من مختلف مدارس الفن وقد وصل عدد الدول المشاركة في هذا المعرض أكثر من ٨٠ دولة، وفي خضم أجواء جائحة كوفيد-١٩ والذي منعت مشاركة الفنانين حضوريا إلا أنه لم يمنع من المشاركة في المعرض الفني مرئيا عبر الشاشة الافتراضية بشهر مايو ٢٠٢١ والذي أقامته نقابة الفنانين والإعلاميين بدولة الكويت الشقيقة.
كما شاركت أيضا في معرض أبعاد تشكيلية (النسخة الثانية) في النادي الثقافي بالسلطنة ب ٣ لوحات ولها رسائل مختلفة إلى جانب معارض أخرى داخل السلطنة.
- عدد المسابقات التي شاركتي بها؟
• لم أشارك في مسابقات محلية أو إقليمية، ولكن كانت لي تجربة المشاركة في إحدى الجامعات الحكومية وقد حزت على المركز الثالث برسم لوحة في ٤ دقائق ونصف وأترقب المسابقات القادمة سواء كانت داخل السلطنة او خارجها.
- هل هناك إقبال على شراء لوحاتك؟
• للأمانة الإقبال كبير جداَ، ولكن أنا على مبدأ أن الأعمال ليست للبيع والسبب لأنها عزيزة علي معنويا لذلك لا أرغب في بيعها.
- عدد اللوحات التي شاركتي بها في المعارض ؟
• عدد اللوحات التي شاركت فيها في مختلف المعارض الفنية بلغت أكثر من ١٥ لوحة.
- هل في رسوماتك رسالة معينة؟ ما هي؟
• في كل لوحة من أعمالي رسائل خاصة إيجابية بحتة ومن خلالها أنقل بعض التجارب التي استفدت منها شخصيا وأحببت أن أجسدها في الأعمال الفنية، (ومثل ما يُقال) بأن الشاعر يبعث رسائله عن طريق شعره، وأنا أسير على غرار هذا النهج بوسيلة فنية مختلفة.
- نصيحتك لكل فنان؟
• أنت كفنان جرب مختلف أنواع الفنون حتى تصل لفن يمثل شخصيتك، لا تجعل آراء الآخرين تؤثر على مستواك الفني، دائما أسعى للتطوير وانتهاز الفرص، أخيرا كن واثقا من نفسك وتحلى بالطموح واجعل لك هدفا عاليا.