Image Not Found

تدشين حلقة العمل الثالثة للمبادرة الوطنية لزراعة عشرة ملايين شجرة

عُمان:

وأوضح سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة أن الهيئة تعمل جنبًا إلى جنب مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة والأفراد والجمعيات الأهلية والفرق التطوعية في عملية استزراع بمختلف البيئات في سلطنة عُمان، مشيرًا إلى أن عملية الاستزراع لم تعد ترفيهًا بل أصبحت ضرورة قصوى للحد من الانبعاثات وامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون بهدف الحفاظ على كوكب الأرض، مشيرا في حديثه إلى وجود العديد من المبادرات التي جاءت بعد هذه المبادرة على مستوى العالم منها استزراع أشجار برية، وعلى هذا الأساس تقوم هيئة البيئة بتجهيز مشاتل في مختلف محافظات سلطنة عُمان لتوفير كافة الأشجار البرية بمختلف أنواعها.

واختتم حديثه قائلا: إن الجميع شركاء في حماية البيئة، والحفاظ على منظومة الاستدامة، مؤكدًا أن المبادرة الوطنية لزراعة 10 ملايين شجرة جاءت لتحقق مجموعة من البرامج في مقدمتها مكافحة التصحر وزيادة الرقعة الخضراء وامتصاص ثاني أكسيد الكربون.

مبادرات بيئية

قال المهندس سليمان بن ناصر الأخزمي مدير عام صون الطبيعة: فعّلت هيئة البيئة عددا من المبادرات البيئية لتعزيز حماية البيئة وصون مواردها الطبيعية التي بدأت في تحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع، وتأتي المبادرة الوطنية لزراعة 10 ملايين شجرة من أبرز المبادرات الرامية إلى زيادة الغطاء النباتي وحماية الموائل الطبيعية ومكافحة التصحر، والحد من تدهور الأراضي والحفاظ على توازن الأنظمة البيئية وتحسين جودة الهواء وخفض الانبعاثات الكربونية للحد من تأثيرات التغيرات المناخية والكثير من الفوائد التي لا حصر لها.

إنشاء مشاتل

وأوضح الأخزمي أنه منذ تدشين هذه المبادرة قامت هيئة البيئة بالعمل على تأسيس البنية الأساسية التي تساهم في تطويرها وتنفيذها وفق ما هو مخطط له، وتم ذلك من خلال تعزيز وتأهيل وإنشاء مشاتل النباتات للتأكد من جاهزيتها لإمداد المشروعات الهادفة لزيادة الرقعة الخضراء بالشتلات المطلوبة، وتم إلى الآن تأهيل وإنشاء 10 مشاتل في مختلف المحافظات، بطاقة استيعابية لإنتاج ما يقارب من 400 ألف شتلة للمرة الواحدة، والهيئة ماضية قدمًا في إنشاء مشاتل جديدة أخرى في جميع المحافظات، وتتم الاستعانة بعدد من المشاتل الخاصة لتوفير شتلات إضافية لتغطية الطلبات المتزايدة لتنفيذ حملات استزراع النباتات البرية، حيث يقوم فريق عمل المبادرة باستقبال الطلبات من مختلف المؤسسات والأفراد والتنسيق لتوزيع الشتلات على المستفيدين، وبلغ عدد الشتلات التي يتم توزيعها أو استزراعها حتى نهاية شهر أكتوبر الماضي ما يقارب من 200 ألف شتلة، وتم نثر مليونين بذر لأشجار برية وأشجار القرم في بعض المحافظات.

توسيع الجهود

وأضاف مدير عام صون الطبيعة: تساهم المبادرة في تثقيف المجتمع بأهمية المحافظة على النباتات البرية وتشجيع أفراد المجتمع على ممارسة نمط حياة أكثر نشاطًا وحيوية، وسعت الهيئة من خلال هذه المبادرة إلى توحيد الجهود وتوسيع الشراكة بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني للمحافظة على البيئة الطبيعية بما ينسجم مع أهداف وتوجهات «رؤية عمان 2040» وأهداف التنمية المستدامة 2030، مؤكدًا أن الهيئة تسعى من خلال خطة العمل المستقبلية إلى تعزيز جهود الجهات الحكومية ذات العلاقة وتوسيع آفاق التعاون والشراكة بين المؤسسات، بما يحقق أهداف الاستراتيجيات وخطط العمل الوطنية للمحافظة على التنوع الأحيائي والبيئة بشكل عام.

تطوير العمل البيئي

وعرج في حديثه حول حرص السلطنة على تطوير العمل البيئي من خلال مسيرة حافلة لحماية البيئة وصون مواردها الطبيعية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، وامتدادًا لذلك جاءت تطلعات السلطنة للمستقبل وفق محاور وأولويات وأهداف «رؤية عمان 2040 والانطلاق نحو المستقبل حافل بالطموحات الوطنية للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة كمستهدف رئيسي لرؤية عمان 2040» إذ نص الهدف الاستراتيجي لأولوية البيئة على ضرورة إيجاد نظم أيكولوجية فعّالة ومتزنة ومرنة لحماية البيئة واستدامة مواردها الطبيعية دعمًا للاقتصاد الوطني، وهناك العديد من العوامل التي أدت إلى تدهور وفقدان التنوع الأحيائي والنباتي وفي مقدمتها بعض العوامل البشرية المؤثرة في اختلال التوازن البيئي إضافة إلى العوامل الطبيعية الأخرى التي تتمثل في التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية خاصة الفيضانات والجفاف.

واختتم الأخزمي حديثه قائلا: لا يخفى على الجميع الأهمية البيئية والاقتصادية والثقافية للنباتات كونها مصدرًا أساسيًا للصناعات الغذائية والدوائية، بالإضافة إلى أنها تدعم حياة الكثير من الكائنات الحية وتحافظ على توازن الأنظمة البيئية، وتعمل هيئة البيئة باعتبارها الجهة المسؤولة عن حماية التنوع الأحيائي والحياة الفطرية بالسلطنة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة للتنسيق ومواءمة المشروعات الوطنية للحفاظ على التنوع الأحيائي واستخدام مكوناته بصورة مستدامة وضمان أن هذا الاستخدام لا يشكل خطرا على فرص بقاء الأنواع في الطبيعة.

وقدم المهندس محمد بن أحمد الغريبي مدير العلاقات الخارجية والاتصالات كلمة شركة تنمية نفط عمان قال فيها: جاء تدشين هيئة البيئة وشركة تنمية نفط عمان للمبادرة الوطنية لزراعة 10 ملايين شجرة في يوم البيئة العماني لعام 2020 ضرورة أملاها الواقع البيئي، وعملًا استباقيًا يستشرف حال الغطاء النباتي في السلطنة أن ظل الأمر على ما هو عليه، وتهدف المبادرة إلى عدة غايات رئيسية منها زيادة الغطاء النباتي واستدامته ورفع الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، أما بالنسبة لاختيار النباتات والأشجار المحلية يجب أن تتمتع بخصائص محددة وقادرة على التكيف مع مناخ السلطنة الحار والجاف نسبيا فلا تحتاج للري إلا في السنوات الخمس الأولى على أقصى تقدير، ومن الناحية الاقتصادية يمكن استخلاص العديد من المنتجات من هذه الأشجار كالأدوية والبخور.

تقدم التكنولوجيا

وأضاف المهندس محمد الغريبي: إن التقدم الكبير في التكنولوجيا والطرق الزراعية يحتم علينا النظر في طرق جديدة ومبتكرة، وامتدادًا لعمليات التحول الرقمي المتسارعة في شركة تنمية نفط عمان، حرصت الشركة على تجريب تقنيات جديدة، مثلًا استخدم الفريق في زراعة أشجار القرم التي ذكرتها آنفا طائرات بدون طيار «درون» مما قلل من الجهد البشري وساهم في تسريع العمل، إضافة إلى ذلك ابتدأ الفريق في استخدام طريقة الزراعة بالصناديق المائية في المقر الرئيسي لشركة تنمية نفط عمان والعمل جارٍ على تجربة 500 وحدة أخرى في مواقع مختلفة، ومن ناحية أخرى طور فريق الشركة لوحة معلومات لعمليات الاستزراع قائمة على نظم المعلومات الجغرافية التي تعرض مواقع الاستزراع المختلفة، سواء في المواقع الحالية أو المكتملة أو المخطط لها، وما يتعلق بها من معلومات مهمة مثل مصادر المياه والاستهلاك ومقدار التخفيض المقدر لثاني أكسيد الكربون والعدد الإجمالي للأشجار ومواقع المشاتل.

تحديات

وأوضح الغريبي التحديات التي فرضتها جائحة كورونا حيث واجه فريق المشروع من هيئة البيئة وشركة تنمية نفط عمان والشركات المتعاقدة إلا أنهم حققوا إنجازات كثيرة منها زراعة أكثر من 50 ألف شجرة محلية في شتى أرجاء السلطنة، وتوزيع آلاف الشتلات وإنشاء مشاتل جديدة وإعادة تأهيل القديم منها، وتنظيم الحلقات والجلسات التوعوية، وخير شاهد على الجهود الدؤوبة هو نثر وغرس قرابة مليون بذرة من أشجار القرم في ولاية محوت، حيث تحظى أشجار القرم بقدرة فائقة على امتصاص الكربون وتخزينه وهو ما يتلاءم مع أحد أهداف هذه المبادرة.

أوراق عمل

قدمت الدكتورة ثريا بنت سعيد السريرية المديرة العامة المساعدة لصون الطبيعة رئيسة الفريق الفني للمبادرة تعريفا حول المبادرة، وقدم المهندس نبيل اللواتي مدير التعاون البيئي بشركة تنمية نفط عمان ورقة عمل حول تحقيق العائد الكربوني من المبادرة.

من جهته قدم المهندس المعتصم بن سعيد السريري مدير العلاقات الخارجية والمسؤولية الاجتماعية بشركة أوكيو ورقة عمل حول مبادرة أوكيو الخضراء، أما المهندس هلال بن خلفان الذخري مدير عام تطوير الأعمال والتسويق بالشركة العمانية لخدمات الصرف الصحي والمياه ورقة عمل حول الاستفادة من المياه المعالجة في التشجير، كما قدم الدكتور خير بن طوير البوسعيدي مدير دائرة النخيل والإنتاج النباتي بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ورقة عمل حول إدارة الموارد الوراثية، وناقشت المهندسة أصيلة البوسعيدية والمهندسة نور الرئيسية من وزارة الإسكان والتخطيط العمراني ورقة عمل نحو تنمية عمرانية مستدامة، أما الدكتور علي الصبحي استشاري موارد وراثية ونباتية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار قدم ورقة عمل حول برنامج المنافع والجدوى الاقتصادية من الأشجار والنباتات العمانية، واستعرض الدكتور أحمد الحضري رئيس مجلس الإدارة بجمعية السدر العمانية أنشطة وبرامج الجمعية.

سليمان الأخزمي:

تأهيل وإنشاء 10 مشاتل لإنتاج ما يقارب من 400 ألف شتلة للمرة الواحدة

توزيع واستزراع 200 ألف شتلة ونثر مليوني بذر لأشجار برية والقرم حتى نهاية أكتوبر الماضي

كتبت – مُزنة الفهدية

دشنت يوم أمس أعمال حلقة العمل الوطنية الثالثة للمبادرة الوطنية لزراعة عشرة ملايين شجرة، التي نظمتها هيئة البيئة بالتعاون مع الشركاء من شركة تنمية نفط عمان، ومختلف الجهات الحكومية والخاصة والجمعيات والمهتمين بالشأن البيئي، وذلك برعاية سعادة محمد بن سليمان الكندي نائب محافظ مسقط، وسعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة، وعدد من المسؤولين والمهتمين، وتهدف المبادرة إلى التعريف بأهمية العائد الكربوني وتحقيق القيمة المضافة والجدوى الاقتصادية من الأشجار والنباتات البرية العُمانية والاستفادة من المياه المعالجة.

وأكد سعادة محمد بن سليمان الكندي نائب محافظ مسقط أن هذه المبادرة الوطنية التي نظمتها هيئة البيئة تأتي في إطار تعزيز الحماية من آثار التغير المناخي بالإضافة إلى التنوع البيولوجي على مستوى البيئة الخصبة في كثير من الأحياء الطبيعية والحيوانات الدقيقة المختلفة التي تعيش في مثل هذه البيئات المزروعة في سلطنة عُمان، وجاءت المبادرة بالتعاون بين مختلف الجهات من القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني في زراعة 10 ملايين شجرة عبر مراحل مختلفة.

محمد الكندي: المبادرة تأتي في إطار

تعزيز الحماية من آثار التغير المناخي

د. عبدالله العمري: عملية الاستزراع أصبحت ضرورة قصوى للحد من الانبعاثات

محمد الغريبي:

حرصنا على تجربة تقنيات جديدة مما قلل الجهد البشري وأسهم

في تسريع العمل

بدء استخدام طريقة الزراعة بصناديق مائية والعمل جارٍ على تجربة 500 وحدة أخرى