Image Not Found

سهل الباطنة وبحيرة الأنواء !

د.طاهرة اللواتي – عُمان

يقول خالد الجهوري الراصد الجوي: إن سهل الباطنة من جنوبه إلى شماله يعد سهلا زراعيا منخفضا جدا، فهو قابل للغرق ليس من إعصار، بل حتى من منخفض عادي، لأنها أراض منخفضة كثيرا وخصبة زراعيا.

ويكمل الجهوري: انه بغض النظر عن تصنيف درجة الإعصار المداري، إلا أن التضاريس لها دور كبير في حصيلة الدمار والخسائر، ولحسن الحظ لم تكن سحابة الإعصار شاهين كبيرة الحجم، لكن لأن تضاريس سهل خط الباطنة تعد من الأراضي المنخفضة، يتخللها الكثير من الأودية والشعاب التي اصطدمت بكثافة سكانية عالية جدا.

لذلك كان التأثير أشد على محافظتي جنوب وشمال الباطنة، خاصة أن أودية الرستاق والعوابي ونخل تصل إلى ولاية السويق. ويوجه الجهوري الدعوة لكل من كان يرفض من أبناء المحافظة عمل السدود خوفا على محاصيلهم، فالكثير كان يقول إن إقامة سدود حماية، وقنوات التصريف بالأودية الرئيسية بخط الباطنة ممكن أن يؤثر على الملوحة ويضر بالزراعة.

وأقول: إنه يمكن التغلب على الملوحة بفتح قنوات التصريف بين فترة وأخرى على الأراضي، وغسل الأراضي، فالتقنية تقدمت كثيرا في المجال. وإذا تم إنشاء بحيرة تتوسط شمال الباطنة وجنوبها بحيث توجه مياه الأودية عبر قنوات التصريف إلى البحيرة؛ فإننا بهذا الأمر سنحل إشكالية غرق أراضي الباطنة أثناء الأنواء المناخية، وكذلك سنحتفظ بمياه الأودية التي تسيل سنويا بسبب الأمطار. فهناك كميات كبيرة من المياه تذهب سنويا إلى البحر، وبالمقابل هناك شح مياه واضح في سهل الباطنة. إن البحيرة وقنوات التصريف ولو سيكون إنشاؤها مكلفا ؛ فإن العوائد منها ستتمثل في ازدهار سهل الباطنة مائيا وزراعيا، مما سيحقق قيمة مضافة للوطن على مر الأجيال.