Image Not Found

السلطنة تواصل جهودها بجدية وشفافية للتعامل مع جائحة كورونا وَسَط ثقة المواطن

  • سلامة الإنسان في سلم الأولويات وخطوات ضمِنت وضوح المعلومات

كتب ـ سهيل بن ناصر النهدي:

أعلنت وزارة الصحة أمس عن تسجيل 5 حالات وفاة و181 إصابة خلال الأيام الثلاثة الماضية، بواقع وفاتين و61 إصابة يوم الخميس ووفاة واحدة و51 إصابة يوم الجمعة ووفاتين و69 إصابة يوم السبت، ليبلغ إجمالي الوفيات المسجلة بمرض كورونا 4089 حالة، فيما بلغ إجمالي الحالات المسجلة 303105 إصابات منذ بداية الجائحة، وبلغت نسبة التعافي من مرض كورونا 96,7% بعد تعافي 247 حالة جديدة، ووصل إجمالي حالات التعافي 293254 حالة.

وأشارت وزارة الصحة إلى أن عدد الحالات التي تم تنويمها خلال الـ 24 ساعة الماضية بلغ 8 حالات، وبلغت الحالات المنومة في العناية المركزة 26 حالة ليصل إجمالي الحالات المنومة بمرض كورونا بالمؤسسات الصحية 64 شخصا.

وتواصل السلطنة جهودها للتحكم بالجائحة حيث اتسمت الجهود التي بذلت منذ بداية جائحة كورونا كوفيد-19، بالجدية في التعاطي والشفافية والوضوح في إعلان مستجدات الأوضاع، حيث أثمرت هذه الجهود تحقيق نتائج إيجابية على مستوى انخفاض الإصابات والوفيات وارتفاع مستوى التعافي، وزيادة أعداد المحصنين على مستوى السلطنة للمواطنين والمقيمين.

وعلى الرغم من الضغوطات والتأثيرات الكبيرة التي لحقت معظم القطاعات على مدى أكثر من عام ونصف، إلا أن سلامة الإنسان كانت في سلم أولويات السلطنة واهتماماتها في التعاطي مع مستجدات الجائحة، فمضت الجهود لرعاية الإنسان وكل من يعيش على هذه الأرض المعطاء من مواطنين ومقيمين دون تمييز بين أحد وآخر، انطلاقا من أهمية حياة وسلامة الإنسان وضمان عيشه الكريم.

وعندما يأتي الحديث عن الجدية في النهج الذي سارت عليه السلطنة في تعاملها مع مستجدات جائحة كورونا، يتضح ذلك جليا من خلال تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وأصدر أوامره السامية الكريمة بتشكيل لجنة عليا تتولى بحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا كوفيد-19، برئاسة معالي السيد وزير الداخلية وعضوية عدد من أصحاب المعالي والسعادة، على أن تتولى اللجنة رصد تطورات الفيروس والجهود المبذولة إقليميا وعالميا للتصدي له ومتابعة الإجراءات المتخذة بشأن ذلك ووضع الحلول والمقترحات والتوصيات المناسبة بناء على نتائج التقييم الصحي العام، بحيث تستعين اللجنة بالأدوات والإمكانات اللازمة لإنجاح المهام المنوطة بها، وعندما تكون لجنة بهذا المستوى يتم تشكيلها من لدن جلالته ـ أعزه الله ـ فهذا يؤكد مدى اهتمام السلطنة بهذا الجانب.

ومنذ أن أمر جلالته ـ أبقاه الله ـ بتشكيل اللجنة العليا يحظى موضوع انتشار جائحة كورونا باهتمام بالغ من مقامه السامي، حيث تفضل جلالته ـ أيده الله ـ وترأس اجتماعات اللجنة العليا عددا من المرات، ففي واحد من تلك الاجتماعات التي ترأس فيها جلالته ـ أبقاه الله ـ اجتماع اللجنة العليا أكد على ( أن الغاية الأسمى في السلطنة، ومنذ حالات الإصابة الأولى من هذه الجائحة، هي حماية جميع من يعيش على أرض عُمان الطاهرة، من مواطنين ومقيمين، إضافة إلى استمراريّة عمل الدولة وأدائها لواجباتها، والتقليل من تأثير الأوضاع المستجدّة على جميع القطاعات، وحماية الاقتصاد العماني واستمرارية عمل القطاع الخاص، بأقلِّ قدر من الأضرار) وهنا تتجلى المعاني العميقة والحقيقية للمتابعة والاهتمام الذي يوليه جلالته للشأن الصحي وسلامة الجميع، كذلك كانت كل الاجتماعات التي ترأسها جلالته ـ أعزه الله ـ تتناول أهم الجوانب والمستجدات والجهود التي تقوم بها السلطنة في إطار احتوائها للجائحة.

كما تبذل اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع جائحة كورونا جهودا كبيرة في إطار اختصاصاتها ومسؤولياتها لمتابعة مستجدات الجائحة وانتشارها والجهود المبذولة في هذا الإطار، حيث تواصل اللجنة منذ تشكيلها قبل أكثر من عام ونصف حالة الانعقاد الدائم.

وتشكل حالة الانعقاد الدائم للجنة العليا أهمية كبيرة في متابعة كافة المستجدات واتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب، إضافة إلى متابعة وضع الجائحة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، إضافة إلى الاطلاع بشكل مستمر على القطاعات ومدى تأثير الجائحة عليها، ثم اتخاذ ما يلزم حيال ذلك.

مستوى عال

وعندما شكلت اللجنة بهذا المستوى الوزاري ساهم ذلك في شمولية القرارات ومراعاتها لكل القطاعات، الأمر الذي وضع وبشكل دائم قراراتها موضع التنفيذ الفوري، حيث يتم ذلك عبر سرعة التطبيق والجدية في التعامل وعدم التهاون في أي قرار بهذا الشأن، وذلك لتحقيق المصلحة العامة والوصول إلى الغاية المنشودة في التعافي حيث تحققت هذه الغايات بتكاتف الجميع والعمل المشترك.

ولدورها البالغ الأهمية كانت وزارة الصحة ولا تزال تتابع الشأن الصحي المتعلق بالجائحة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي منذ أن تم الإعلان عن أول حالة لهذا الوباء في الجمهورية الصينية، حيث عقدت العديد من الاجتماعات على المستوى المحلي والمستوى الدولي وشاركت وزارة الصحة في هذه الاجتماعات بشكل فعال، وتابعت المعطيات والمستجدات بدقة متناهية وبعين المتخصص في الشأن الصحي والوبائي، ومن خلال هذه المتابعة كانت الخطى ولا تزال تمضي لضخ مزيد من الاستعدادات لهذه الجائحة والتعامل معها، فحشدت الهمم البشرية والبنيوية وجهزت المستشفيات بالمعدات والأجهزة اللازمة والكوادر المناسبة، فمضت السلطنة على مدى يناهز العامين وهي تتعامل مع الجائحة وتزايد الأعداد بنفس طويل وعزم متين وصبر حتى بدأت الكوادر الصحية والمستشفيات تلتقط أنفاسها بانخفاض الأعداد في الإصابات والوفيات.

مؤشرات إيجابية

وعلى مستوى الإحصائيات والمؤشرات الإيجابية فقد سجلت وزارة الصحة حتى يوم الخميس الماضي وفاة جديدة (واحدة) بفيروس كورونا و/57/ إصابة وتعافي /97/ حالة، وبلغ عدد الحالات المنومة خلال الـ 24 ساعة الماضية /10/ فيما بلغ عدد الحالات المنومة في المؤسسات الصحية (82) حالة ووصل العدد في العناية المركزة إلى (26 ) ووصلت نسبة المتعافين إلى 7. 96 بالمائة، فهذه المؤشرات التي تنشرها وزارة الصحة بشكل يومي تؤكد النجاح الذي حققته السلطنة في احتواء الجائحة والسيطرة عليها بشكل مناسب.

وهذا المؤشر الإيجابي هو ما أكد عليه معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة خلال لقائه مع أصحاب السعادة السفراء رؤساء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية في السلطنة الأسبوع الماضي عندما قال: الأرقام الوبائية في السلطنة في تحسنٍ مستمر وما تظهره البيانات والإحصاءات التي تُصدرها وزارة الصحة والأرقام تؤكد على أن السلطنة تحكمت وسيطرت على هذه الجائحة في هذه الموجة وأنّ نسبة الفحوصات الإيجابية في السلطنة وصلت حاليًّا إلى 1 بالمائة فيما كانت في أوج الجائحة 25 بالمائة.

الشفافية والوضوح

وفيما يخص الشفافية والوضوح في إعلان المستجدات، حرصت السلطنة ممثلة باللجنة العليا ووزارة الصحة على الإعلان عن كل مستجدات الجائحة بشكل شفاف وصريح، حيث تعلن وزارة الصحة بشكل يومي عن أعداد الإصابات والوفيات ونسب التعافي، حتى وإن كانت تتوقف في أيام الإجازات الأسبوعية أو الدينية وغيرها، فإنها تستكمل الإعلان بعد استئناف الدوام بشكل مباشر وتفصح عن كل الأعداد التي أصيبت أو الوفيات التي حدثت والنسب التي تسجل في أيام هذه الإجازات.

بدورها حرصت اللجنة العليا على الوضوح والشفافية من خلال المؤتمر الصحفي الذي يعقد بشكل متواصل منذ بداية الجائحة والذي يشارك فيه صحفيون وممثلون لوسائل الإعلام الحكومية والخاصة وقنوات ووكالات الأنباء على المستوى الخارجي، حيث يُتاح لجميع المشاركين في المؤتمر السؤال عن كل ما يتبادر في أذهانهم من أسئلة واستفسارات وتتم الإجابة عليها بكل شفافية ووضوح وبشكل (مباشر) حيث تنقل وقائع المؤتمر الصحفي مباشرة على تلفزيون سلطنة عمان و إذاعة سلطنة عمان و قنوات أخرى، إضافة إلى منصات التواصل الإلكترونية.

وفي ذات الإطار تصدرت أخبار جائحة كورونا تغطيات الصحف والتلفزيون والإذاعات ووكالة الأنباء العمانية منذ بداية جائحة كورونا وإلى وقتنا الحاضر، وبشكل يومي، حيث يتم تناول كافة مستجدات الجائحة بشكل مفصل وبالأرقام، في تأكيد على الشفافية والوضوح الذي تنتهجه السلطنة.

كما تم تخصيص حساب خاص في منصة (تويتر) تحت اسم (عمان تواجه كورونا)، حيث يبذل القائمون عليها جهودا كبيرة في التواصل الاجتماعي لنشر مستجدات الجائحة والنصائح والإرشادات وكل الجوانب المتعلقة بالجائحة، إضافة إلى مراكز تقنية المعلومات ومركز الاتصالات الذي يرد على الاستفسارات والاستيضاحات المتعلقة بالفيروس.

إغلاق مطرح

وعندما نستذكر بشكل جلي الجهود التكاملية التي بذلت منذ بداية الجائحة نستذكر الإغلاق الأول من نوعه لولاية مطرح بمحافظة مسقط بسبب تفشي الوباء في تلك الفترة هناك، حيث أصدرت اللجنة العليا قرار إغلاق الولاية، وتم التعامل بشكل منظم مع السكان لتوفير كافة المستلزمات والمؤن، وإجراء الفحوصات الطبية المتعلقة بكورونا، وتم التعامل مع كافة السكان من مواطنين ومقيمين بكل سواسية، وبما أن ولاية مطرح تعد من الولايات التجارية ويقطنها عدد كبير من الوافدين فقد تم التعامل مع الجميع بإنسانية ووفرت المواد الغذائية للجميع، كما تم إجراء آلاف الفحوصات و أيضا التعامل مع الحالات المرضية بشكل مناسب.

تعامل إنساني

وبذلت السلطنة جهودا كبيرة في التعامل مع الوافدين والمقيمين في السلطنة من منطلق التعامل مع الإنسان وسلامته، حيث تم حث مؤسسات القطاع الخاص على ضرورة إجراء الفحوصات للعاملين لديهم وأيضا تحمل تكاليف التنويم إن تطلب الأمر مع التأكيد على عدم تخلي السلطنة عن أي أحد، وذلك ما أكد عليه معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة في أكثر من مرة وفي واحد من المؤتمرات الصحفية أكد على أن السلطنة لن تتخلى عن أي أحد، في إشارة إلى الوافدين الذين لم يلتزم كفلاؤهم بعلاجهم أو فحصهم أو توفير الطعوم لهم.

كما قامت وزارة العمل (وزارة القوى العاملة) سابقا، بتسوية أوضاع آلاف من العمال المنتهية إقامتهم والسماح لهم بالسفر دون غرامات بالتنسيق مع سفارات بلدانهم، حيث جاء هذا القرار بالتنسيق مع اللجنة العليا، وتزامن مع إغلاق الكثير من الأنشطة التجارية والتي أثرت على سوق العمل في تلك الفترة الأمر الذي تأثرت معه أوضاع الكثير من العمال، وعلى ضوء ذلك غادر آلاف منهم إلى بلدانهم.

وفي هذه الأيام تواصل السلطنة جهودها بحملة التحصين ضد مرض كورونا، وتطبيق مبدأ شرط التطعيم لدخول المؤسسات العامة والخاصة، حفاظا على استمرارية التعافي.

ومن هذه الإجراءات وغيرها، حققت السلطنة أهدافها في الاحتواء والسيطرة على انتشار الفيروس، وحققت مكاسب كبيرة في الشفاء والتعافي وتوافر ملايين الجرعات من اللقاحات المعتمدة والتي تعد السلاح الوحيد مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية للتعافي والشفاء من مرض فيروس كورونا.

وانطلاقا من هذه المكاسب فإن المواطنين والمقيمين في السلطنة يثقون بشكل كبير في كل هذه الجهود المبذولة ويقدرونها، لذلك فإن جهود السلطنة واضحة للجميع والأرقام تتحدث عن الواقع الذي تحقق بفضل الجهود المبذولة وحسن التعاطي مع المستجدات، واليوم ومع هذا التقدم الواضح يواصل الجميع الحفاظ على هذه المكاسب من خلال الحرص على أخذ اللقاحات والالتزام بالتباعد وأخذ الاحتياطات المناسبة.