الشيخ هلال بن حسن اللواتي
إلى أين معلمي القدير؟!
إلى أين معلمي القدير؟!
هل يا ترى تغير زماننا أم نحن تغيرنا؟؟!!
صار حالنا تربويا يرثى له… صارت مدارسنا يختفي منها أهم أركانها…نعم بدون مبالغة أهم أركانها و أهم عناصرها و أهم ما يصلحها ويقومها… إنه معلمي القدير و القديم
ساءني حال مدرستي و أنا أرى معلمي القدير يسلم زمام و أمر التدريس لغيره و يرحل بكل هدوء(يتقاعد)
سألته بكل ألم : إلى أين معلمي القدير؟!
فرد علي بكل أسئ: بني أرهقني ما وصلت إليه مدارسنا…صار المعلم يحاسب قبل أن يكافأ
ويحارب من قبل الجميع مهما كان عطاءه
يصب عليه أعمال لا نهاية لها و كأنه آله لا تتعب و لا ضير أن تستبدل في أي وقت…نعم المعلم القديم يستبدل بالجديد وكأنه ما قدم شيئا يستدعي الجلوس معه و تفهم متطلباته وسبب رحيله!!! أليس كذلك بني؟!
سبقتني العبرات و سالت ألما لعلها ترطب حرارة وجهي فقلت : معلمي إن رحلت رحل العلم وضاعت أمتي ..فتريث لطفا في قرارك.
فرد علي : بني تأكد ما صبرنا حتى الساعة إلا ﻷجل بناء أمتنا و حمل رسالة التعليم التي برع أسلافنا فيها… صبرنا من أجل جيلا واعدا ينهض بأمته…
و لكن بني ضاقت بنا مدارسنا لا تقدير و لا أعتراف بعملنا … كل ما نتلقاه أوامر و أعمال و تكاليف لا نهاية لها و بعد هذا و ذاك يصب علينا النقد و اتهامات التقصير …
بني. ..
ألا يكفينا تأنيب ضمائرنا سعياً لنعلم كل طلابنا رغم اختلاف مبادئهم؟؟!
ألا يكفينا اجتهادا لغرس كل ما هو طيب في نفوس طلابنا بكل ما أوتينا من قوة ؟؟!!
ألا يكفينا ضغطا نواجه كل العقبات بأنفسنا دون تذليل من أحد؟؟!!
ألا يكفينا إرهاقا كلما انتهينا من عمل صب علينا النقد و العتاب و كأننا ما برعنا يوما؟؟!!
ألا يكفينا ألما بإحساسنا بإجحاف حقوقنا و عدم المبالاة لها؟؟؟!!
ألا يكفينا نفورا بأن نجد المعلم بات مسلوب الحقوق و أصبح شماعه يعلق عليها كل عمل صعب؟؟!
ألا يكفينا هروبا بأن صار المعلم لا قيمة له؟؟!!
بني قل ﻷمتي إني أحببتها و قدمت لها كل ما استطيع حبا و ودا و علما و عطاءا و ما زلت أحن ﻹعطاء المزيد…
و كل ما أطلبه منها تقديراً أتزود به ﻷبقى في مسيرة التعليم …
بني قل لهم ذلك قبل أن يرحل كل معلم قدير
وتبقى مدارسنا بدون معلم قدير و قديم يستفاد من خبراته و تجاربه ويقتبس من مشواره في التعليم.