عُمان: كتب – يوسف بن سالم الحبسي –
بلغ إجمالي المُطعمين من الفئة العمرية (من 12 إلى 17 سنة) من طلبة المدارس في جميع محافظات السلطنة ضمن الحملة الوطنية للتحصين ضد «كوفيد-19» حتى نهاية الأسبوع المنصرم 305 آلاف و530 بنسبة 90% من إجمالي المُستهدفين البالغ عددهم 339 ألفًا و661 طالبًا وطالبة من المدارس الحكومية والخاصة، بينما بلغ إجمالي المُطعمين المُستهدفين بجرعة واحدة 277 ألفًا و381 بنسبة 81.6% فيما بلغ إجمالي المُطعمين بجرعتين 28 ألفًا و149 بنسبة 8.3%، وتعد النسبة التي سجلتها السلطنة في الفئة العمرية «12-17 سنة» ضمن أعلى النسبة عالميًا بين طلاب المدارس مع بقاء أسبوع قبل انتظام الطلبة في مقاعد الدراسة الأحد المقبل.
موضع قوة
وقال الدكتور زيد بن الخطاب الهنائي، أستاذ مساعد واستشاري الأمراض المعدية لدى الأطفال بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة السلطان قابوس: إن نسبة المطعمين في الفئة العمرية بين «12 و17 سنة» في السلطنة بلغت 90% من إجمالي المستهدفين البالغ عددهم أكثر من 305 آلاف طالب وطالبة من المدارس الحكومية والخاصة ضمن الحملة الوطنية للتحصين ضد «كوفيد-19» وهي نسبة ممتازة وتعد من أعلى النسب حول العالم، ونأمل أن تصل جميع الفئات العمرية إلى هذا المستوى من التحصين، الأمر الذي سيجعلنا في موضع قوة أمام أي موجة مستقبلية، حيث يتوقع الخبراء بأن هذا الوباء سيستمر وستكون هناك موجات في المستقبل، ونريد أن نكون على أتم الاستعداد لذلك.
وأشار إلى أنه مع عودة الطلبة إلى المدارس الأسبوع المقبل قد تزداد الإصابات بـ«كوفيد-19» وعلينا أن نتذكر أن الأطفال دون سن الـ12 عامًا لم يحصلوا على التحصين بعد، وبالتالي التمسك بالإجراءات الاحترازية مهم للغاية، ونشدد على أهمية العزل المبكر والفحص لأي شخص تظهر عليه الأعراض مهما كانت خفيفة حتى لا تنتقل العدوى للآخرين، وأخذ التطعيم لمن لم يأخذ اللقاح بعد، بالإضافة إلى لبس الكمامة وتطبيق التباعد، وتهوية الأماكن المغلقة وتجنب الازدحام.
وحول الجرعة الثالثة للقاحات المضادة لـ«كوفيد-19» أكد الدكتور زيد الهنائي أن الدراسات أظهرت انخفاضًا جزئيًا في حماية اللقاحات بعد حوالي 5 و6 أشهر من الجرعة الثانية، وبالتالي تتم دراسة ما إذا كانت جرعة ثالثة ستساعد في تعزيز الحماية وعودتها إلى أعلى نسبة، إذ تشير الدراسات الأولية إلى أن الجرعة الثالثة غالبًا سيكون لها دور في تعزيز الحماية خصوصًا للفئات المعرضة لخطورة أكبر، لكن الموضوع ما زال قيد الدراسة في أغلب الدول ونتوقع أن تتضح الصورة أكثر في المستقبل القريب.
فقدان حاسة الشم
وقال الدكتور رضا اللواتي، الطبيب بالمستشفى الميداني في حديث له على وسائل التواصل الاجتماعي: إن هناك الكثير من التساؤلات عن فقدان الشم أو تغير حاسة الشم «رائحة مثل الكبريت» وأيضًا حاسة التذوق بعد الإصابة بـ«كوفيد-19»، إذ أشارت إحدى الدراسات الحديثة إلى أن فقدان حاسة الشم قد تصل إلى 75% أثناء وبعد الإصابة بفيروس كورونا، إذ تم خلال هذه الدراسة متابعة مجموعة من المصابين بفقدان أو تغير حاسة الشم لمدة 11 شهرًا بعد تعرضهم لـ«كوفيد-19»، واشتملت الدراسة التي كانت عن طريق استبيانين في وقتين مختلفين على 1468 شخصًا أصيبوا بفيروس كورونا من أصل 12 ألفًا تم التواصل معهم، وذكر 484 منهم أن حاسة الشم عادت إليهم ولكن بنسبة أقل من 80% مما كانت عليه قبل الإصابة بمرض كورونا بينما 620 منهم ذكروا أن حاسة الشم رجعت لكن بنسبة أكثر من 80% مما كانت عليه قبل الإصابة بمرض كورونا.
وأشار الطبيب بالمستشفى الميداني إلى أن الدراسة خرجت بنتائج أن 10% من المصابين بكورونا عادت إليهم حاسة الشم كاملة بعد شهر من الإصابة لتصل إلى 39% عند النساء و52% عند الرجال بعد 11 شهرًا، مشيرًا إلى أن 39% ذكروا أن من بين الأعراض بعد إصابتهم بـ«كوفيد-19» فقدان حاسة التذوق أيضًا إذ عادت حاسة التذوق لـ20% من المشاركين في الدراسة، و3% من المشاركين فقدوا حاسة التذوق من دون فقدان حاسة الشم.
وأضاف: إن فقدان حاسة الشم منتشر بكثرة بعد الإصابة بـ«كوفيد-19» وقد تكون هناك علاقة بين عدم عودة حاسة الشم مع أعراض كورونا طويلة المدى، ونحتاج إلى دراسات أكثر لمعرفة السبب وطرق العلاج.