د.طاهرة اللواتية
في قراءة لوضع السلطنة في تقرير الجاهزية لمستقبل الإنتاج، الصادر من المنتدى الاقتصادي لعام ٢٠١٨، نلاحظ الأرقام والمؤشرات الدولية المقارنة التي تقيس مدى استعداد وجاهزية مائة دولة من ضمنها السلطنة، للاستفادة من تغير طبيعة الإنتاج من خلال اعتماد التكنولوجيا الجديدة، التي تقودها الثورة الصناعية الرابعة، والقدرة على الصمود في مواجهة التحديات غير المتوقعة في المستقبل.
وقد اعتمد التقرير على ركيزتين أساسيتين هما ركيزة هيكلية الإنتاج التي تعكس خط الإنتاج الحالي للبلد، وركيزة محركات الإنتاج التي تشير إلى العوامل الرئيسية التي تمكن الدول من الاستفادة من الثورة الصناعية الرابعة لتطوير نظم الإنتاج.
وأتت السلطنة ضمن التصنيف الأخير وهو ما يسمى بـ«الدول الناشئة» التي لديها قاعدة إنتاج محدودة، وتظهر مستوى منخفضًا من الاستعداد للمستقبل من خلال ضعف الأداء في محركات الإنتاج.
وذكر التقرير أن هذه الدول تمثل فقط 10% من القيمة المضافة العالمية، وهي بحاجة إلى زيادة في رفع مستويات الاستثمار ! وأوضح أن واحدة من الخطوات المهمة في أي تحول هو فهم الوضع الراهن؛ لاتخاذ أفضل السبل لمواكبة المشهد الإنتاجي الجديد، والتطوير، لإيجاد قاعدة صناعية متقدمة خلال المرحلة القادمة! ويؤكد التقرير تفوق السلطنة في الإطار المؤسساتي – فهو أحد عناصر ركيزة محركات الإنتاج – فالسلطنة متفوقة في مدى سرعة الإطار القانوني للبلد في التكيف مع نماذج الأعمال الرقمية، ومدى ضمان الحكومة لتوفير بيئة سياسية مستقرة لممارسة الأعمال التجارية، ومدى استجابة الحكومة بشكل فاعل للتغيير التكنولوجي، والاتجاهات الاجتماعية والديموغرافية، والتحديات الأمنية والاقتصادية، والتفوق السيبراني، ووجود رؤية طويلة الأجل.
ورغم هذه البيئة المؤسساتية المواتية المتفوقة؛ يذكر التقرير أن رأس المال البشري، والموارد المستدامة، هما من التحديات الرئيسية التي تواجه السلطنة، فهي بحاجة إلى مواصلة رفع قدرات القوى العاملة الشابة والمتنامية بسرعة، وأن تقوم بالاستمرار في تنويع مصادر الطاقة لديها، وأن تدعم التوسع والتطور في قطاع الصناعة، وأن تضع نهجًا جديدًا للتعاون بين القطاعين العام والخاص للتعجيل في طريق التحول، فهي كلها عوامل مهمة جدا للجاهزية للمستقبل.
نعم، في خضم الثورة الصناعية الرابعة، فالسلطنة مطالبة عبر المنتدى الدولي للاقتصاد بدعم التوسع والتطور في قطاع الصناعة، فلا تزال الصناعة هي الرافعة الأهم للجاهزية للمستقبل، والتغلب على مكامن القصور في محركات الإنتاج بالاستثمار في الصناعة، كي تصبح ذات قاعدة إنتاج قوية، وتكون على مستوى عال من الاستعداد للمستقبل.
لا ندري لم البعض لا يزال يرى الصناعة أصبحت خلفنا رغم كل ما تحققه الصناعات التحويلية، والصناعة بالمطلق من ريادة للدول في عالم اقتصاد اليوم؟ ولا ندري متى سنرى جهدًا منظمًا ومركزًا للعمل في هذا المنحى؟.