Image Not Found

لماذا الحجر المؤسسي على القادمين من العراق وإيران فقط؟

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

قرار اللجنة العليا لمكافحة الجائحة بضرورة الحجر المؤسسي على مواطني السلطنة والقادمين من العراق وإيران كان مفاجئا للذين غادروا السلطنة بالأمس الاثنين صباحا ليصدر القرار بعد عدة ساعات وهو لم يصلوا إلى وجهتم المقصودة .


انا من الذين توجهت الى العراق الشقيق ضمن مجموعة من الزوار قاصدين زيارة مولانا الإمام الحسين بن علي عليه السلام بيوم عاشوراء حيث كان سفرنا بالامس صباحا.


مثل هذه القرارات يجب دراستها بصورة دقيقة قبل اتخاذها، الأمر الذي يتطلب إصدارها بفترة كافية ليعرف الجميع عنها ويمتنع السفر إلى تلك الدول.


والسؤال الآخر الذي يتطلب الإجابة عنه هو عن اقتصار الحجر المؤسسي على القادمين من هاتين الدولتين، بينما هناك دول أخرى يفتك بها وباء الكورونا مثل ماليزيا وتركيا ومصر وتونس وان العديد من العمانيين قد توجهوا الى بعضها. فلما القرار اقتصر فقط على كل من العراق وإيران؟


منذ شهر خطط الكثير من المواطنيين الشيعة كغيرهم بزيارة الامام الحسين عليه السلام، وهي زيارة عاشوراء لأنها تحتاج إلى تجهيز التذاكر والتأشيرة والفحوص اللازمة قبل السفر وغيرها من الأمور الأخرى المرتبطة مع المقاول، فلماذا لم يصدر القرار قبل اسبوعين لإلغاء مثل هذه الزيارات والسفريات. ولماذا يفرض الحجر المؤسسي على المسافر وهو لم يكن يعرف عن ذلك قبل سفره؟، ولماذا نحمله مصاريف الإقامة في الفنادق وهو يمتلك بيته وباستطاعته حجر نفسه عن المدة المطلوبة؟ هذه المصاريف يجب أن تتحملها الجهة المعنية بالقرار اذا كانت عازمة على تنفيذ القرار لان البعض سافر مع زوجته وعياله، الأمر الذي يكلفه كثيرا تجاه هذا الطلب.


اقترح بأن يؤخذ من الشخص تعهدا في المطار بأن يبقى في الحجر بمنزله للمدة المطلوبة، مع العلم ان الكثير من المسافرين قد حصلوا على اللقاحين اما عبر الجهة المعنية أو دفعوا قيمتهما في المستشفيات قبل سفرهم.


هذا القرار يدعو إلى إعادة النظر فيه بحيث لا نحمل الناس فوق طاقتهم، وخاصة البعض فيهم كان ينتظر زيارة الامام الحسين عليه السلام بفارغ الصبر، وجمع المال لتحقيق هذا الغرض وليس باستطاعته صرف مبالغ للفنادق التي تعاني من غياب المسافرين الأجانب ليأتي المواطن ويجبر الاقامة فيها.


كان حرص الجهات المعنية هو ان يحصل المواطنيين على اللقاحين وقد التزموا بذلك. فلماذا يجبرون اليوم وخاصة القادمين من إيران والعراق بالحجر المؤسسي بينما جميع دول العالم تعاني من هذا الوباء بصورة أشد من هاتين الدولتين؟؟


اتقوا الله في الناس وخاصة ممن لا يستطيع تحمل تكاليف فحوصات السفر، واذا به يفاجأ في ليلة وضحاها بقرار إجبارهم بالحجر المؤسسي. من اين يأتون بالمال والمصاريف التي سوف تزيد عن مبلغ زيارتهم لتلك الدول.


لقد سبقني البعض بطرح هذا الموصوع واقترح بأن تعطى فرصة ١٠ أيام للمسافرين، ويتم التعامل معهم وفق نتيجة الفحص الفوري بالمطار. وعند ذلك يتخذ قرار حجره بالمنزل أو بالحجر المؤسسي كما يعمل به في جميع دول العالم.


هذه القرارات سوف لا تغير الواقع كثيرا في وجود اللقاحات التي تقدمها الجهة المعنية لزيادة حصانة الناس، فيما يتخذ الوباء أشكالا كل مرة، وارجو ألا يفسرها البعض بأنها قرارات مقصودة لفئة من المواطنين يتوجهون لزيارة أئمتهم في العراق وايران، خاصة وأن السلطنة معروفة عنها بالتسامح في هذه القضايا والشعائر الدينية .


كربلاء 7 محرم 1443 هجرية
الموافق 16 أغسطس 2021 ميلادية