تتنوع ادخارات الناس في عدد من المنتجات الثمينة كالعقار والسندات والأسهم، بجانب تجارة الذهب والالماس والنقد وغيرها من السلع الأخرى التي يمكن ان تعود عليهم بعوائد مجزية في المستقبل. فالذهب مقبول من جميع فئات المجتمع، حيث إن له قيمته المادية والمعنوية في المجتمعات، كما أنه من المنتجات التي لا يمكن تلوثه في الأجواء على مر السنوات، وتبقى قيمته ولمعانه مستمرين، فيما تبقى رغبة الناس والاقبال عليه باستمرار وفي جميع الاوقات والظروف حسب العرض والطلب.
والناس من جانبهم يتابعون حركة الذهب سواء من التجار أو البنوك أو المؤسسات المالية والعاملين في البورصات العالمية. ويقوم مجلس الذهب العالمي برصد صفقات ومبيعات الذهب باستمرار، ويقوم بين فترة وأخرى بنشر البيانات والتوقعات. ويتوقع المجلس أن يزيد الطلب على المجوهرات في النصف الثاني من العام الحالي بحيث يصل ما بين 1600 و1800 طن بمستوى أعلى بكثير من مستويات العام الماضي 2020، في الوقت الذي يتعافى فيه العالم قليلاً من آثار الجائحة، الأمر الذي يؤدي إلى انتعاش الطلب على الذهب والمجوهرات بصورة عامة، وتزداد فرص الاستثمار وشراء هذا المنتج سواء من قبل البنوك المركزية أو في تجار الذهب في أسواق العالم.
وخلال الاشهر الماضية تميّز السوق العالمي بالطلب على شراء الذهب من السبائك والعملات، الأمر الذي أدى إلى تذبذب سعره بين ارتفاع وانخفاض عدا سعره في البورصات، وشهد إقبالا من الصناديق، الأمر الذي أدى إلى حصول تدفقات وطلب على السبائك والعملات الذهبية بمستوى جيد وحقق أفضل ربع له منذ عام 2013، فيما بلغ متوسط سعر الذهب بالدولار الأمريكي 1,817.4 دولارًا أمريكيًا للأوقية في الربع الثاني من العام الحالي، بزيادة قدرها 6% مقارنة بنفس الفترة من عام 2020، الأمر الذي أدى إلى تحقيق بعض المكاسب من المنتج، مع زيادة طلب البنوك المركزية على شرائه، بالرغم من أن الطلب يعتبر أقل مما تميز به الذهب في السنوات العشر الماضية.
ويرى محللو أسواق الذهب أنه مع استمرار الانتعاش الاقتصادي العالمي بعد فترة الجائحة، فإن طلب المستهلكين على الذهب والمجوهرات سوف ينمو مرة أخرى سواء من قبل الافراد أو المؤسسات، في الوقت الذي يلاحظ فيه الخبراء حصول تدفقات مالية من قبل بعض الصناديق لشراء هذا المنتج، الأمر الذي يتوقع منه حصول تحسّن جيد من قبل المستثمرين الذي ينوون زيادة استثماراتهم ومخصصاتهم لامتلاك هذا العنصر الثمين في المستقبل، مع تحسن الأسواق ورجوع الحياة والحركة التجارية اليومية إلى المدن العالمية. ورغم ذلك، فإن جميع الناس في هذه الاحوال حريصون على أخذ التحوطات من أية مخاطر يمكن أن تتعرض لها أسواق الذهب مستقبلاً.
وكما هو معروف فإن رغبات الناس للذهب تختلف من فئة إلى أخرى، حيث يوضح مجلس الذهب العالمي أن مصطلح “السبائك والعملات الذهبية” على سبيل المثال يشير إلى استثمار الأفراد في سبائك ذهبية صغيرة من بين كيلوغرام واحد أو أقل، فيما يتم استثمار الآخرين في عملات السبائك الذهبية، وتباع مختلف الكميات حسب العيار سواء أكانت من الذهب الخالص أو مدمجة مع مواد أخرى، بجانب الساعات الذهبية والمجوهرات المستعملة والمعادن المطلية الاخرى.