تصل إلى المرء أحياناً عدة رسائل وهمية من الغرباء تحت عناوين مصرفية، وكأنها مرسلة من المصارف الحقيقية التي يتعامل معها العملاء، ومن هذا المنطلق تحرص المصارف في المنطقة الخليجية وخارجها على توعية عملائها بعدم الاستجابة لتلك الرسائل، خاصة إذا كانت تطالب بتقديم أرقام الحسابات أو الأرقام السرية لبطاقاتهم الائتمانية أو غيرها من المعلومات التي يمكن للمحتالين الاستفادة منها في الدخول إلى حسابات العملاء عبر استخدام التقنيات الحديثة، والعمل على تحويل تلك الأموال المودعة إلى حساباتهم.
فالرسائل التحذيرية التي ترسلها البنوك تؤكد ضرورة حماية العملاء من محاولات ومخاطر الاحتيال التي تشهدها المنطقة أحياناً، خاصة أنها شهدت في الآونة الأخيرة زيادة في عددها. ومن هنا نرى أن عدداً من العبارات تصاحب هذه الرسائل للعملاء منها: كُن يقظاً، وكُن على اطلاع حول أي نشاط مشبوه لحماية نفسك من المحتالين الذين قد يستهدفون معلوماتك بطريقة أو بأخرى، كما تطالب العملاء بضرورة الحذر من الطلبات غير المرغوبة كإعطاء المعلومات الشخصية للأفراد الوهميين، لأن بعض المحتالين يدعون أنهم ممثلو المصارف أو السلطات الحكومية أو الإدارات الرسمية وغيرها، وأحيانا تستمر هذه التساؤلات من قبل المحتالين ممزوجة ببعض الضغوط على العملاء كقيام المصرف بحظر الحساب الرسمي أو إلغاء البطاقة في حال عدم الإرسال.
كما يستخدمون أحياناً طرقاً ترغيبية كإخبار العميل بفوزه بجائزة يانصيب لإغرائه في التعرف على المعلومات.
وإزاء ذلك تطالب المصارف في المنطقة والعالم بعدم الرد على رسائل البريد الإلكتروني أو الرسائل القصيرة عبر الجولات، مع ضرورة قيام العميل بالاتصال بالفرع الذي يتعامل معه للتأكد عمّا إذا كانت الاتصالات حقيقية أو وهمية لحماية نفسه من أي احتيال.
والمطلوب من الجميع عدم الإفصاح لأي غريب عن البطاقة الشخصية أو جواز سفر أو البطاقة الائتمانية، وتواريخ إصدارها وصلاحياتها. فدوائر الأمن في المصارف أصبحت اليوم تلعب دوراً كبيراً في متابعة هذه القضايا والرد على استفسارات العملاء، مع قيامها بضرورة تنويههم بعدم فتح الروابط أو المرفقات التي تصل إليهم عبر البريد الإلكتروني غير المعروف، أو قيامهم بتنزيل برامج ضارة وتجسسية يمكن أن تؤثر وتكشف المعلومات للمحتالين.
كما أن بعض الطلبات تأتي على شكل مساعدة الفقراء واحتياج المؤسسات إلى تبرعات ومساعدات، الأمر الذي يتطلب ضرورة معرفة هذه المؤسسات قبل الاستجابة لها، مع ضرورة مراجعة الكشوفات الحسابية في كل مرة للتأكد من عدم حصول سرقات إلكترونية من الحسابات، أو حصول أي نشاط مشبوه، والاتصال فوراً مع المؤسسات المصرفية في حالة حصول أي اختلاس في الأموال، أو تلقي أية مكالمات أو رسائل بريدية إلكترونية وهمية.
وقد اعتادت المصارف اليوم بإرسال خطابات لعملائها توضح فيها أنها لن تطلب منهم أية معلومات سرية أخرى باعتبار أنها تمتلكها منذ أول مرة يقوم فيه العميل بفتح الحساب، إلا في حالة تغيير بعض البيانات في البطاقة الشخصية أو غيرها من المعلومات الأخرى.
اليوم فإن العديد من المؤسسات ومنها المؤسسات المصرفية والمالية تستخدم عشرات من المنتجات التي تتعامل مع الأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات بهدف معالجة الأهداف الأمنية وحماية مواردها من أية اختراقات تأتي من المحتالين من اجل الحفاظ على أموال الآخرين.