Image Not Found

الطبيب العماني بمواقع التواصل الاجتماعي .. تحد ومسؤولية في مواجهة “كوفيد

د . عبدالناصر المعولي: الناس متعطشون للمعلومات التي تخص صحتهم ولكنهم يخشون من عدم دقتها –

د. عامد العريمي: مواقع التواصل سلاح ذو حدين وتنشر فيها الشائعات والمعلومات المغلوطة –

د . محمد الشكيلي: على الطبيب أن يتكلم بلغة المجتمع وتكون رسالته واضحة ومختصرة –

د . رضا اللواتي: في الوقت الحالي أسئلة ” كوفيد 19″هي الشغل الشاغل للناس –

عُمان: كتب- أسيد أحمد البلوشي

وسط كل الظروف التي يمر بها العالم اليوم جراء تفشي جائحة كورونا (كوفيد-19) وصعوبة الوصول إلى الأطباء واستشارتهم فيما يتعلق بالحالات الصحية ، أصبح دور الطبيب على مواقع التواصل الاجتماعي دورا مهما في توعية الناس وتبصيرهم بما يعود لهم بالنفع، ومشاركتهم التجارب التي يمرون بها كما يقوم بتصحيح المعلومات المغلوطة التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي حول اللقاحات والوباء والأمور الصحية الأخرى من حين إلى آخر. وفي هذه المساحة اقتربنا من عدد من الأطباء على مواقع السوشيال ميديا الذين لايبخلون بمشورتهم حول واقع مرض كورونا وتحدياته المختلفة، وناقشنا معهم الصورة الكلية التي يقدمونها لمختلف فئات المجتمع ممن يحتاجون إلى المشورة الطبية والتبصير بتحديات المرض وأسبابه المختلفة وظروف التغلب عليه.

أهمية وجود الطبيب على مواقع التواصل الاجتماعي

في حديثه عن أهمية وجود الأطباء اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الدكتور عبدالناصر المعولي (طبيب في الطب المهني): وجود الطبيب في وسائل التواصل الاجتماعي مهم جدا، ففي هذا الوقت يحتاج المجتمع لمن يصحح الكم الهائل من المعلومات الطبية والصحية المغلوطة والتي قد تؤثر أو تهدد صحة المريض، نجد الكثير من غير المختصين يتحدثون عن تجارب وقصص قد يظنها الناس صحيحة وخاصة إذا كانت من أشخاص لديهم الكثير من المتابعين، فينجر الناس وراءهم للتجربة وقد تتأثر صحتهم بهذه التجارب فيكون وجود الطبيب هنا ضرورة لتصحيح هذه المغالطات.

‏وأضاف: “الناس متعطشون للمعلومات التي تخص صحتهم ولكنهم يخشون من عدم دقة المعلومات فبمجرد وجود طبيب في أحد وسائل التواصل بمعرف واقعي والطبيب يعرف بنفسه سيبدأ الناس بمتابعته، ليستفيدوا من مجال تخصصه ما ينفعهم، ويفضل أن تنوه وزارة الصحة بحسابات الأطباء المهتمين بالتوعية وكذلك وسائل الإعلام لكي تكون هذه الحسابات مرجعا للناس في المعلومات الموثوقة”.

فرصة لتغيير السلوكيات !

ويقول الدكتور عامد العريمي (استشاري جراحة القولون والمستقيم والجراحة العامة): “تعتبر منصات التواصل الاجتماعي فرصة جيدة للكثير من الأطباء في الإسهام من أجل تغيير السلوكيات غير الصحية وكذلك في نشر الوعي بين أفراد المجتمع، وهناك الكثير من الأفراد من لديهم استفسارات عديدة عن الجوانب الصحية و في معظم الأحيان يجدون الإجابة في منصات التواصل الاجتماعي”.

‏مضيفاً بأنه: “في الوقت ذاته فإن منصات التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، فقد تكون مصدرا للمعلومات الصحية و النصائح المفيدة و قد تكون مصدرا للكثير من الشائعات و المعلومات المغلوطة، لذلك فإنه من الجيد تواجد الأطباء ذوي الاختصاص في منصات التواصل الاجتماعي من أجل الإسهام في رفع الوعي الصحي و دحض الشائعات بالحجة و المعلومات الموثوقة، كذلك وجود الأطباء في منصات التواصل الاجتماعي يخلق ساحة خصبة للتواصل بين المرضى في شتى ربوع العالم مع الأطباء المختصين من أجل الحصول على استشارات و أراء طبية في مختلف التخصصات الطبية”.

ومن جانبه قال الدكتور رضا عيسى اللواتي (طبيب في الطب الباطني): مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وصعوبة الوصول إلى الطبيب في العيادة لظروف العمل أو غيرها، فإن تواجد الطبيب في وسائل التواصل الاجتماعي مهم جدا، خصوصا في هذا الوقت وهو وقت انتشار جائحة كوفيد19، فعندما بلغت الإصابات ذروتها يتم تأجيل جميع المواعيد والمراجعات الطبية وبعض العمليات غير المستعجلة، فهنا لابد من وجود الأطباء بين الناس يجيبونهم على استفساراتهم ويوجهونهم وينصحونهم. وأيضا لابد للطبيب أن يعرف عن نفسه في صفحته وعن تخصصه حتى يتسنى للمتابع أن يسأل سؤاله للطبيب المناسب.

كما أكد الدكتور محمد الشكيلي ـ طبيب طوارئ ـ حول دور الطبيب في المشاركة الفاعلة مع الناس بمواقع التواصل قائلا : هو هدف محوري مهم لكل طبيب وبروزه لإيصال رسالته بحكم أهمية قنوات التواصل الاجتماعي في إيصال المعلومة وكذلك دوره خدمي يزداد نموه في هذه السنوات التي تستخدم هذه القنوات، أما وصول الطبيب لهدفه المنشود في صفحات التواصل الاجتماعي فيكون ذلك بمراعاة المهنية في التواصل مع المجتمع ومراعاة الفوارق المجتمعية كون المجتمع المتلقي عبر وسائل التواصل متعدد الأطياف والتوجهات وذا ثقافة متباينة فعلى الطبيب أن يتكلم بلغة المجتمع وتكون رسالته واضحة ومختصرة ومستهدفة تصل للمتلقي بدون عناء، كذلك على الطبيب أن يتقبل تفاعل الناس واختلاف الآراء من حوله.

طبيعة النشاط

وقال الدكتور عامد العريمي مشيرا إلى طبيعة نشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي: كوني طبيب جراحة فإنني أحاول دائما التطرق للأمور الطبية وفي بعض الأحيان أتطرق لبعض المواقف الأخلاقية الرائعة التي نشاهدها ونلمسها من قبل المرضى وأقاربهم وكذلك من قبل زملائي، أعتقد بأن التفاعل جيد من قبل المتابعين حيث أني أتلقى الكثير من الاستفسارات و التساؤلات عن مختلف الحالات الجراحية و بالطبع أحاول جاهدا الرد على هذه التساؤلات وكذلك إعطاء النصائح.

من جانبه قال الدكتور رضا اللواتي حول ردود أفعال الناس حول المحتوى الذي يقدمه: في الوقت الحالي معظم ما أطرحه هو ما يتعلق بالجائحة، فهي الشغل الشاغل والحديث الأبرز لمختلف شرائح المجتمع، في بعض الآحيان أتلقى استحسانا من المتابعين وفي البعض الآخر أتلقى أسئلة تتعلق بالجائحة أو اللقاحات أو معارضة على بعض ما أطرح وهذا هو المتوقع.

ويرى الدكتور محمد الشكيلي أن وجوده على مواقع التواصل ليس مقتصرا على الشؤون الطبية فقط: نشاطي في التواصل الاجتماعي هو محاولة سرد ما هو مفيد ومتنوع، وعدم تخصيصه للمحتوى الطبي فقط، فلدى الطبيب ميول غير طبية يحبها ويحب التفاعل فيها مع بقية الناس في وسائل التواصل، كما أحب أن أكون على اطلاع بأهم القضايا الراهنة التي تمس حياة المواطن والتي يحتاج لها للدعم

وحول تفاعل الناس أضاف: “أما تفاعل الناس فهو كالعادة بين المؤيد والمعارض ولكل إنسان رأيه وله الحق باحترام وجهات النظر من دون تعد على الآخرين”.

أساليب التفاعل مع الناس

وقال الدكتور عبدالناصر المعولي مشيرا إلى أثر الكلمة في نفوس الناس: “الطبيب في هذه الفترة لا يقتصر عمله على العلاج وصرف الدواء، فالكلمة لها أثر كبير في نفوس الناس، وأقصد بالكلمة هنا التوعية وتصحيح المعلومات ونشر ثقافة الحفاظ على الصحة من مبدأ الوقاية خير من العلاج”.

ودعا الأطباء العمانيين إلى التفاعل مع الناس بتنوع تخصصاتهم وعن نقل المعلومات من مصادرها قائلا: أنا أتعجب من وجود أطباء متخصصين في السلطنة ولا تتعدى مشاركاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي بعض العبارات والصور التي لا تمت لتخصصهم بشيء، لا ننكر أن هذه حرية شخصية ولكن تخيل أن تجد مجموعة من الأطباء في تخصصات مختلفة ناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي يقدمون المعلومة ويصححون المغلوط منها، كم مريضا سيستفيد وكم حياة قد تنقذ.

‏وأضاف: لا أرى الكثير من الأساليب السلبية يتبعها الأطباء ولكن أنصح الجميع بالابتعاد عن نقل معلومات بدون ذكر مصدرها وخاصة بعض العبارات تنقل بدون ذكر كاتبها وهذا يحدث في جميع الأصعدة، كما أنصح نفسي وزملائي بالابتعاد عن التراشق والمناظرات في وسائل التواصل الاجتماعي فيتوه المريض بينهم ويفقدون ثقة الناس، إذا اختلفت مع طبيب وإن لم يكن غير مختص تحدث معه حديثا جانبيا وتبين منه وخاصة إذا كنت أنت صاحب هذا الاختصاص.

ويرى الدكتور عامد العريمي بأنه من الضروري أن يكون الطبيب متجاوبا مع الناس على مواقع التواصل لتعم الفائدة حيث قال: نعلم جميعا بأن الطبيب لديه من الأشغال ما يكفي ولاسيما حينما يكون في مناوبة متواصلة ولكن في رأيي الشخصي أن الطبيب يجب أن يكون متجاوبا في وسائل التواصل الاجتماعي و بالأخص فيما يخص الجوانب الطبية، كذلك يفضل أن لا يخوض في الكثير من القضايا التي لا تسمن و لا تغني من جوع و بالأخص في هذا الوقت لكثرة اللغط وانعدام المادة في الكثير من الكتابات والمنشورات في التواصل الاجتماعي، وأرى بأن الإسهام بنشر المعلومات المفيدة له الكثير من الفائدة في رفع وعي المجتمع و على كل طبيب التأكد دائما من صحة و دقة هذه المعلومات.

كلمة وتفاعل

ويقول الدكتور رضا اللواتي: على الطبيب أن يكون منفتحا في طرحه وأيضا في استقباله لرد الناس عليه، فالمتابعون الآن يستطيعون الوصول إلى المعلومة بشتى الوسائل ورب معلومة ساعدت الطبيب المريض بشيء عن مرضه أو علاجه. ولابد أيضا أن يتقبل الرأي الآخر فليس كل الأطباء على رأي واحد.

وأضاف: نعم هناك بعض الطرق السلبية كأن يتعالى الطبيب ويعتقد نفسه الشخص الوحيد الذي يعلم وبقية الناس لا يعلمون أو أن لا يجيب على استفسارات المتابعين بحجة أن سؤالهم غير صحيح، بل لابد أن يصحح لهم أسئلتهم ويعطيهم إجابات شافية وكافية.

وأشار الدكتور محمد الشكيلي إلى السلبيات التي يرى بأنها تضر الطبيب على مواقع التواصل حيث قال: من السلبيات التي أراها قد تضر الطبيب وتواصله مع الناس هو عدم مشاركة المجتمع همومه وتطلعاته سواء كانت في القطاع الصحي أو غيره حيث أرى أن كثيراً من زملاء العمل على الرغم من امتلاكهم حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي إلا أنهم لا يبادرون بالتفاعل مع الأوضاع الراهنة ولا يضعون المقترحات أو نقاط النقاش ولا يتكلمون أو يشاركون في ما يتبادر في الساحة، لذلك أحث جميع الأطباء أن يكون لهم كلمة وتفاعل في جهات التواصل الاجتماعي مع قادم الأيام.