Image Not Found

رحيل المفكر صادق بن جواد بن سليمان ابو عادل

د. حيدر بن عبدالرضا داوود

افتقدت الساحة العمانية اليوم احد ابرز ادباءها ومفكريها والدبلوماسي السابق المرحوم صادق بن جواد بن سليمان ابو عادل الذي وافته المنية خارج حدود الوطن وهو في زيارته للهند لمواصلة العلاج.

لقد التقيت بهذه الشخصية الفذة لأول مرة في الملحقية الثقافية العمانية بسفارتنا في واشنطن العاصمة بمكتب الأخ عبدالجليل بن احمد الذي كان يومه ملحقا ثقافيا، وكان ذلك في شهر أغسطس من عام 1987 عندما كنت في أول زيارة إلى العاصمة الأمريكية للمشاركة في إحدى البرامج الصحفية التي أقيمت بجامعة بوسطن بولاية ماسيشوسس. ثم قابلته عدة مرات في مناسبات اخرى بمسقط عندما كان يحاضر في جلسات فكرية في النادي الثقافي ومراكز ثقافية أخرى خاصة بعدما أصبح رئيسا لمجلس إدارة جمعية الادباء والكتاب العمانية. كما كان المرحوم حاضرا في الكثير من المناسبات الاجتماعية للقيبلة في الافراح والاتراح.

و هو يعتبر واحدا من ضمن الكتاب والمفكرين العمانيين الذين خاضوا تجربة كبيرة في هذه الجوانب منذ نعومة أظفاره من الكويت ودول عربية واجنبية عدة، وقدم العديد من الاعمال الادبية والكتابات التي بلغت المكانة المرموقة والعالمية، ونشرتها كبريات الصحف والمجلات المعروفة في العالم العربي وخارجه.

لقد كان المرحوم مفكراً وبارعاً تناول العديد من الجوانب التي تهم الفكر في العديد من المجالات التي تهم القضايا الفكرية والمعرفية والتأملية التي اثرى بها المجتمع العماني والخليجي والعربي بصورة عامة. فهو صحفى مارس المهنة بدولة الكويت قبل فترة النهضة المباركة للسلطنة، وعمل فترة من الزمن بوزارة الخارجية العمانية ليصبح في الثمانينيات سفيرا للسلطنة في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي.

وله العديد من المؤلفات والمقابلات المكتوبة والمسموعة والمرئية مع الصحف والمجلات ووسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي. كما كان للمرحوم حضورا ملفتا في الجامعات الأجنبية في تقديم الندوات العلمية في مواضيع شتى، وخاصة خلال فترة تقاعده بامريكا، بجانب عمله كمحاضر في إحدى الجامعات الأمريكية وظهوره في وسائل الإعلام المحلية والأجنبية للتحدث في قضايا حرية الفكر والتعبير والرأي وغيرها من القضايا التي تهم المجتمع العماني.

رحم الله أستاذنا ومفكرنا المرحوم صادق بن جواد سليمان وتغمده الله بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته وحشره مع محبيه محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام. وانا لله وانا اليه راجعون.