العمانية – أثير
نشرت المجلة الأمريكية المعروفة “بالمجلة العالمية للأمراض المعدية” دراسة عمانية طبية حديثة عن أهمية التدخل الصيدلاني السريري لترشيد استهلاك المضادات، وهي من المجلات العلمية المرموقة في هذا المجال.
وأُجرِيت هذه الدراسة من قِبل الصيدلانية بشرى بنت مصطفى سلمان والدكتورة آمنة بنت خميس الحشار والصيدلانية آثار بنت صلاح الخرباش من مركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث السرطان، والبروفيسور إبراهيم بن سعود الزكواني من جامعة السلطان قابوس.
وأوضحت الصيدلانية بشرى بنت مصطفى سلمان أنّ هذه الدراسة تعدُّ الأولى من نوعها في السلطنة، حيث إنّها ألقت الضوء على أهمية الصيدلاني السريري في جانبين مهمين، وهما الاستعمال الرشيد للمضادات الحيوية، والتركيز على مفهوم اقتصاديات الدواء وفعالية التكلفة الدوائية وأثرها الاقتصادي في المنظومة الصحية.
وبيّنت في تصريح لوكالة الأنباء العمانية، أهمية الاستعمال الرشيد للمضادات وما ينتج عنه من نفع للمريض والمجتمع في تخفيف الآثار الجانبية الناتجة عن الاستهلاك العشوائي للمضادات، وما قد يتبعه من ظهور السلالات البكتيرية الخطيرة المقاومة للمضادات.
وأضافت أنّ الدراسة عملت في عام 2018 على تحليل 830 حالة استدعت التدخل الصيدلاني السريري لإجراء تعديلات على المضادات الحيوية، مشيرة إلى أنّ 35 بالمائة من هذه الحالات تمّ إيقاف المضاد لاستيفاء المدة المقترحة أو ظهور أنواع من البكتيريا لا تتناسب مع المضاد الذي تمّ وصفه وهناك 45 بالمائة من الحالات تمّ فيها زيادة أو خفض الجرعات بما يتناسب مع وظائف المريض وعمره وغيرها من التفاصيل الديموغرافية.
وأكّدت الصيدلانية أنّ النتائج أظهرت أنّ معظم التغييرات كانت على مرضى العناية المركزة يليها الطب الباطني، ومعظم هذه التغييرات 64 بالمائة اعتُبرت ذا أهمية قصوى لمنع الضرر الناتج عن الاستعمال غير الحكيم للمضادات.
وقالت إنّه فيما يتعلّق بالجانب الاقتصادي، بيّنت الدراسة أنّ هذه التدخلات انعكست بشكل إيجابي على تخفيض التكلفة الشرائية للدواء سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق تقليل التكلفة المتوقعة من علاج الأضرار الجانبية المرتبطة بالاستعمال الخاطئ للمضادات الحيوية، عن طريق الاستعانة بالمعدلات العالمية في هذا المجال.
وأشارت إلى أنّ هذه الجهود نتج عنها توفير ما يقارب 200 ألف دولار في السنة، ولو تمّ تطبيق هذه الدراسة على كافة الحالات التي استدعت التدخل الصيدلاني سوف يتم توفير ملايين الدولارات في العام الواحد، حيث إنّه تمّ توثيق قرابة 6000 تدخل صيدلاني في عام 2018.
يُذكر أنّ هناك تخصصات فرعية متعددة في مجال الصيدلة وأحد هذه التخصصات هي الصيدلة السريرية، ومن مسؤوليات الصيدلي السريري متابعة حالة المرضى المنومين في الأجنحة، والتأكد من مناسبة الأدوية للمريض بناء على تشخيص الطبيب ومناسبة الجرعات لوظائف الكبد والكلى وعمر المريض.
وقد أبرزت هذه الدراسة أهمّية الصيادلة السريريين ودورهم المهم في الفريق الطبي بالإضافة إلى تأثيرهم الأساسي على فعالية التكلفة الدوائية التي تعدّ من التوجهات الأساسية للعاملين الصحيين في الدول المتقدمة.
