تغطية: حيدر بن عبدالرضا داوود
استضاف مجلس الخنجي الافتراضي هذا الاسبوع القبطان/ طالب بن خميس الوهيبي رئيس الاتحاد العماني للهوكي للتحدث عن لعبة الهوكي في عمان، حيث تناول الضيف عدة محاور منها تاريخ بداية لعبة الهوكي في السلطنة، ومكرمة المرحوم صاحب الجلالة السلطان قابوس – طيب الله ثراه- بكأس السلطان للهوكي، ومشاركة السلطنة الدولية والقارية في هذه اللعبة ،وقرار السلطنة باستضافة كأس العالم لخماسيات الهوكي الأولى.
بدأ القبطان طالب حديثه باعطاء نبذة عن تاريخ لعبة الهوكي في السلطنة والتي تعتبر واحده من أقدم الرياضات التي تمت ممارستها في البلاد اعتبارا من عام 1914 أي قبل الحرب العالمية الاولى. وحول تاريخ اللعبة قال بان لعبة الهوكي دخلت إلى السلطنة منذ أوائل القرن الماضي نتيجة لتوافد السفن التجارية على مسقط والقطع البحرية للجيش البريطاني، حيث كان القادمون على هذه السفن يمارسون اللعبة، واخذ العمانيون عنهم، وبدأت اللعبة تنتشر نتيجة لحب الأهالي لها. ومن أبرز الاسماء العمانيين الذين اهتموا بنشر اللعبة محمد بن سالم الرستاقي، فيما تمكن السيد هلال بن بدر البوسعيدي من جمع المحبين للهوكي حيث أعلن في عام 1932م عن تشكيل أول ناد عماني بمشاركة سمو السيد ماجد بن تيمور وأخوه سمو السيد طارق بن تيمور وسمو السيد علي بن محمد بن تركي آل سعيد، ومحمد بن سالم الرستاقي، وناظم بن علي صادق، ومسعود الماس، ومحمد أمين بن سالم المنذري، وخلفان بن سالم تيجر، وحارب بن طالب، وآخرون. كما تم تشكيل فريق مقبول وفريق المدرسة السعيدية وفريق مطرح والشبيبة وغيرها. أما أول حكم عماني الذي قام بتحكيم كأس جلالة السلطان قابوس فهو المرحوم محمود محمد مراد، إلا أن الضابط لشكران كان أقدم حكم عماني للهوكي.
وبدأ بعد ذلك تكوين فرق عديدة للهوكي في الحارات العمانية، بجانب تكوين فريق الجيش السلطاني العماني (ليوي) وهو أول فريق تكوّن في عمان من قبل المرحوم سمو السيد طارق بن تيمور رحمه الله، ثم فريق العلم الأحمر. وقد تم تخصيص عدة أماكن وملاعب لممارسة هذه اللعبة في كل من مسقط ومطرح.
ومنذ عام 1970 شهدت اللعبة عدة تطورات إيجابية عندما أعلن المرحوم جلالة السلطان قابوس – طيب الله ثراه- بتنظيم وإطلاق أول مسابقة كأس جلالته في الهوكي عام 1971 تكريما يليق بأهمية هذه اللعبة التي تبناها العديد من الاندية والفرق المحلية، فيما قام الاتحاد العماني لاحقاً بالكثير من الجهود لرقي وتطوير هذه اللعبة، مع سعيه بنشرها في البلاد وعلى مستوى المنطقة أيضا. وأضاف القبطان طالب أن الاتحاد وبامكانياته البسيطة نجح في استضافة الكونجرس الآسيوي في السلطنة لأول مرة وبحضور ثلاث دول عربية خليجية وهي العراق والسعودية والبحرين. كما وقع العديد من مذكرات تفاهم للاستفادة من الخبرات ورفع وتطوير شأن هذه اللعبة. كما استضاف الاتحاد المجموعة التأهيلية لدورة الألعاب الآسيوية والتصفيات، مؤكداً أن هناك اهتماما كبيرا لتطوير قاعدة هذه الرياضة وبناء لاعبي الهوكي، من مرحلة الأشبال، ودعم الأندية لإنشاء مراكز لإعداد الناشئين.
وبعد قيام الاتحاد في أكتوبر 1983م إنطلق العمل بهذا النشاط الرياضي من جديد وانضم الاتحاد العماني للهوكي لعضوية الاتحاد الآسيوي عام 1977م والاتحاد الدولي عام 1978م والاتحاد العربي عام 1990م وكان أحد مؤسسيه. أما بالنسبة للبطولات فقد نال شرف الفوز بالكأس الأول لهذه اللعبة نادي عمان عام 1971 حيث استلم الكأس من لدن جلالته د. حمد الريامي. كما أن أندية أخرى نالت شرف الحصول على الكأس لاحقا منها النادي الاهلي والنهضة وغيرها من الاندية الاخرى. وبعد عام 1994 ونتيجة لطغيان كرة القدم في العالم، تراجعت أهمية هذه اللعبة، إلا انها مستمرة في الاندية العمانية. واليوم فان المركز العماني للهوكي يأتي في المرتبة 26 عالميا والـ 6 آسيويا، وهناك ارتقاء للعبة حاليا.
ومؤخرا تمكن الاتحاد الدولي للهوكي، من الفوز باستضافة كأس العالم لخماسيات الهوكي في يناير عام 2024 بعد حصول الملف العماني على 13 صوتاً من أصل 16 في منافسة مع 6 ملفات أخرى إلى جانب ملف السلطنة. وبهذا الفوز فإن منتخب السلطنة من الرجال والنساء سوف يشارك مباشرة في هذه البطولة العالمية بوجود 32 منتخباً منها 16 للرجال و16 للنساء. وقال القبطان طالب إن الفوز بتنظيم هذه البطولة يعدّ مكسباً كبيراً للسلطنة وللرياضة العُمانية، مؤكداً أن ذلك سيؤدي إلى تطوير لعبة الهوكي مستقبلا في البلاد، مضيفا أن المنافسة على شرف الاستضافة كانت بين 7 دول وهي: السلطنة وهولندا وإسبانيا وجنوب أفريقيا والهند وباكستان وسنغافورة.
وفي جلسة الأسئلة والاجوبة، قال القبطان طالب أن لعبة الهوكي شهدت منذ الثمانينيات من القرن الماضي العديد من التغييرات على القوانين من بينها دوران اللاعب 360 درجة بدلا من180 درجة في السابق، كما أن اوقات اللعب تغيرت من شوطين بواقع 35 دقيقة إلى 4 اشواط بواقع 15 دقيقة لكل منها، مشيراً إلى أن هناك العديد من التخصصات في اللعبة. واضاف أن لعبة الهوكي تعثرت قليلا بعد عام 1994 بسبب سيطرة لعبة كرم القدم عالمياً، إلا ان لعبة الهوكي تحقق تطوراً مستمراً في السلطنة ، وهناك تفكير بانشاء فريق الهوكي للنساء لمشاركته في الخماسيات كأس العالم المقبلة، في الوقت الذي يتهيأ الاتحاد باصدار مجلد كامل عن هذه اللعبة العريقة في السلطنة خلال السنوات الخمسين الماضية وما قبلها. ونحن نعمل على إيجاد لاعبين دوليين في اللعبة، في الوقت الذي أبدى العديد من المؤسسات العمانية في دعم الاتحاد لاستضافة كأس خماسيات العالم، فيما سيقوم المختصون بالترويج والتسويق لهذا الحدث القادم إن شاء الله وفق الاساليب المتاحة.