Image Not Found

مستقبل العمل والدراسة عن بُعد

حيدر اللواتي – لوسيل

يصل إلى المرء أسبوعياً العديد من الدعوات للانضمام إلى إحدى الدورات التدريبية التي تعني بسوق العمل والدراسة عن بُعد، وكيفية تعامل الموظفين والعاملين في المؤسسات للقيام بأعمالهم من البيوت باستخدام التقنيات الناشئة الحديثة والأساليب الإدارية التي تتطلب هذه الأعمال ومنها الذكاء الصناعي.

الكل يعترف اليوم بأنه مع استمرار هذه الجائحة التي لا تُعطي فرصة التعامل مع قضايا السوق بصورة مباشرة ومعتادة كما كان الحال في السابق، فإن الحاجة إلى استخدام أدوات التعلُّم عن بُعد أصبحت ضرورية ومُلحة في ضوء التدابير التي تَتخذها المؤسسات التجارية والتعليمية لمواجهة تداعيات فيروس كورونا، الأمر الذي يدفع المؤسسات إلى تطوير مواردها وأنشطتها التدريبية والتعليمية لكي تساعدها في الاستفادة من التجارب التي تتطلب مواجهة هذه التداعيات والتحديات سواء في العمل على مستوى الشخصي، أو على مستوى أفراد العائلة في حالة وجود طفل لديهم على مقاعد الدراسة للتعلم عن بُعد.

فالحياة لا تتطلب اليوم حضور الموظفين بأشخاصهم إلى مقار عملهم نتيجة لتفشي الفيروس ومستجداته، فيما يتم تأجيل الكثير من الأعمال الهامشية التي يمكن الاستغناء عنها في الوقت الحالي. ولكن في جميع الحالات يهم الشركات والمؤسسات أن يبقى العاملون لديها في أحسن الأحوال من حيث الصحة والسلامة والفهم ليكونوا على استعداد للتواصل اليومي مع المسؤولين ومتابعة التطورات والمستجدات والتعامل مع التقنيات التي تتطلبها الأعمال الافتراضية، وهذا ما يحصل على مستوى المدارس والكليات والجامعات أيضا. فهذا الأسلوب أدى إلى استمرارية الأعمال التجارية والتعليمية، وبالتالي تزايد الطلب على البرامج التي تقوم بنقل هذه الأنشطة والبرامج أولاً بأول، الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق الاستمرارية والتفاعل مع جميع الفئات المتداخلة في الأعمال الافتراضية اليومية.

ومع ذلك تتطلب جميع هذه الأعمال توافر البيئة المناسبة ووجود فريق عمل قادر على استجابة المهام في حال تعثرها من حيث توفير البرامج والتقنيات والمنصات والمعلومات التي تتطلبها الحياة الافتراضية في ضوء استمرار هذه الجائحة، فليس جميع دول العالم نجحت في تلقيح مواطنيها ليتمكنوا من العودة إلى الحياة والأعمال المعتادة، بالرغم من الجهود التي تبذلها في الحصول على اللقاحات وتطعيم مواطنيها بأسرع وقت ممكن. ولكن في كل الحالات تبقى الأعمال الافتراضية عن بُعد سمة هذا القرن لحين القضاء على هذا الوباء، الذي أهلك أكثر من 4 ملايين شخص في العالم بجانب تعرض الملايين الآخرين للإصابة بالفيروس.

الجهود مستمرة في تحديد الأولويات في مختلف الأعمال التي يتم تقديمها بالأسلوب الافتراضي وعن بُعد وفق حاجة المؤسسات والأفراد الذين يتلقون العلم وأعمال التدريب والتأهيل والمهارات الجديدة، فليس من السهل أن يتوقف الإنسان عن العمل والتعلم والمشاركة في الحياة بسبب تفشي الوباء في مثل هذه الأزمة.

وعليه يوصي الخبراء في هذا الشأن بضرورة قيام المؤسسات المعنية بتوفير الأدوات القابلة للتطبيق للإسراع في إنجاز الأعمال المطلوبة وأخذ الاحتياطات والإجراءات الكافية التي يتطلبها الوباء من حيث التنظيف والتعقيم لإنجاز الأعمال في وقتها. فالتوجه العالمي لإنجاز الأعمال والتعلم سوف يزيد مستقبلاً من خلال التقنيات الجديدة للأعمال الرقمية والافتراضية، الأمر الذي يتطلب تدريب الجميع على هذه التقنيات التي تساير القرن الحالي.