الصحوة – ثريا العذالية
نعيش اليوم واقعا مختلفا عن قبل، إذ سيطر على مجتمعاتنا حب الظهور والتباهي والاهتمام المفرط بالمظاهر الشكلية، ولا يعد هذا الأمر غريبًا في ظل التحولات الاقتصادية والانفتاح وبروز وسائل التواصل الاجتماعية التي أتاحت تفشي هذه الاهتمامات بشكل أكثر وضوحا بحكم ميزاتها وخصائصها المتجددة يوما بعد يوم. ولكن تبقى الإشكالية في تحول الاهتمام بالمظاهر الشكلية إلى ضرورة أساسية لدى الأفراد واعتبارها مطلبا لا غنى عنه، مما أدى إلى حدوث تداخل في استيعاب وتفرقة ما هو أساسي وضروري في الحياة وما هو ثانوي فيها. ثم إن الانقياد وراء هذه الشكليات له تبعاته السلبية التي تنخر في جذور المجتمع وأفراده شيئا فشيئا إلى أن تفقده التركيز في ما هو أهم له ولمجتمعه.
و فيما يتعلق بهذا الأمر أشار مبارك الحمداني – باحث في علم الاجتماع – إلى مقولة الواقع المفرط ” Hyper reality” لعالم الاجتماع جان بودريار ” ماذا تبقى من الواقع المادي ونحن نشهد في كل مكان حقنا هائلا ومتواصلا للواقع بالصورة والمتخيل” والافتراضي” حيث ربط الحمداني ذلك بواقعنا وما أحدثته وسائل التواصل الاجتماعي عبر مختلف تطبيقاتها ومواقعها من تحويل للحياة الواقعية إلى ما يشبه الواقع المفرط من خلال إسهام هذه الشبكات في جعل الاهتمام بالماديات والشكليات جزء من قيم هذا الواقع.
العلاقات الزبونية
وأوضح الحمداني ذلك بشكل أقرب من خلال دراسة له ” النخب المستجدة والعلاقات الزبونية : دراسة في الفعل الاجتماعي لمؤثري التواصل الاجتماعي “. وكانت نتائجها ” أفادت عينة الدراسة وكان قوامها 566 فرد من المجتمع العُماني بما نسبته 44% منهم أنهم على استعداد مباشر للاستفسار – على أقل تقدير – عن منتج أو خدمة يعرضها بعض المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك محاولة تحليل القدرة على الحصول على هذا المنتج أو الخدمة، أو على الأقل تخيل التحصل عليه واستخدامه، أو في أقصى الظروف التحصل على منتج شبيه (مقلد) له “. مضيفا أن هذه الشبكات عملت على تشكيل تراتبية اجتماعية جديدة، فيما يعرف في علم الاجتماع بالعلاقات الزبونية التي كانت سابقا تجري بين نخب مثقفة، قبلية، سياسية أصبحت في الغالب تجري مع أصحاب القاعدة الجماهيرية الأكبر في شبكات التواصل الاجتماعي، حيث فسر أن قيم هذه النخبة تنطلق من مقاربة “التشيئ” وتقديم الحياة الاجتماعية حول “المادة/ الشكل” بوصفها ضابطا لنسق العلاقات والتفاعلات.
خارطة جديدة للقيمة الاجتماعية
وأكمل حديثه بذكر مثال للتوضيح فقال: لا نتعجب أن يقول أحدهم في إعلانه: “تريد تروح مع جماعة وتكشخ… تضبيطك يكون من المنتج الفلاني”. أو “عندك مناسبة وتحب تفاجئ أحدهم.. المنتج الفلاني يضبطك”. حيث أشار أننا أمام خارطة جديدة للقيمة الاجتماعية، تتمحور في عمليتي ” الاصطناع Simulation, والإخفاء dissimulation, والمحاكاة Conformity”.. مضيفا أن هناك عدد من الدوافع التي أسهمت في حفز هذه العمليات الثلاث تنطلق من الرغبة في الهروب من وضعية اجتماعية معينة أو واقع اجتماعي معين نحو تجربة وضعية اجتماعية أخرى، قد تكون هذه الوضعية محققة لمكانة مادية معينة، أو وضع اجتماعي استثنائي.
المجتمع المعلن
وفيما يخص الوضع الراهن الذي نعيشه، فقد أشار الحمداني إلى “المجتمع المعلن” حسب ما سماه، وهو الذي يرى صورته في المعلنين وطروحاتهم والتي عليها يحاول بعض الأفراد بناء قواعد جماهيرية مماثلة للدخول إلى وضعية الإعلان، مشيرا إلى أننا قد نصل إلى وقت يزيد فيه عدد المعلنين على عدد الخدمات والمنتجات. وأشار إلى مجانية العالم الرقمي التي جعلتنا أمام شكل جديد من أشكال الطبقية لا تقوم على معيار اقتصادي صرف كما هو في السابق بل على معيار اليوم وهو القدرة على الحيازة (الحيازة على الأتباع) (الحيازة على موارد إعلانية قد تتضمن نبوءة بمظاهر وشكليات معينة) وبالتالي قدرة رمزية على التأثير، أو ما يعرف في علم الاجتماع بـ “رأس المال الرمزي”. مما يترتب عليه عدد من التمظهرات تتمثل في تراكم القروض الشخصية على الأفراد وضعف التقدير للمؤسسات الاجتماعية وسيطرة الفردانية على صنع التأثير في الحياة العامة إضافة إلى تغير أنماط المعايير الحاكمة للعلاقات الاجتماعية فلا يصبح للأخلاق والالتزام بالمعايير الاجتماعية وزنها بقدر ما يصبح للشكليات والمظاهر دورا حاسما في صنع خارطة العلاقات والتحالفات الجمعية.
ويقول يونس المعمري -باحث اجتماعي- إن الاهتمام المكثف بالمظاهر الاجتماعية الشكلية ليست ضرورة أساسية في المجتمعات، فهناك كثير من أفراد وطبقات المجتمع وحركاته ضد التوجه نحو الشكلانية والمظاهراتية، ويدعون للتقليل من الاعتماد عليهما في التفاعل المجتمعي. مشيرا إلى أن هذا التواجه بين الفريقين يجعلنا نعيد النظر في التأكيد على ضرورة وجودهما.
ضعف المناعة المجتمعية
وأضاف أن هناك العديد من العوامل التي أسهمت في انقياد الكثير نحو الشكليات منها اشتغال الإعلام لسنوات طويلة على تسليع الجسد والمظهر وجعلهما يمثلان القيمة الأعلى في الإنسان، كما أن التغير في البنية الثقافية القيمية لدى المجتمع أحد العوامل المهمة إذ أصبحت القيمة مربوطة بالمظهر وليس أي عنصر آخر، وهذا قد يكون بسبب سهولة الانخداع، وعدم وجود فكر حقيقي. وذكر كذلك النظام الرأسمالي وإعلائه لقيمة المال وكيفية الحصول عليه بغض النطر عن الطريقة. كما أن أشار إلى دور شبكات التواصل الاجتماعي في عولمة المظاهر الاجتماعية وجعلها تنتقل بسرعة هائلة بين المجتمعات، مما أدى لضعف المناعة المجتمعية التي كانت تحارب الشكلانية وبقية التوجهات الاجتماعية، وحينئذ سهلت دخولها لمجتمعاتنا. وقال أن بعض أفراد المجتمع يعاني من انخفاض في مستوى الفكر الناقد مما يجعلهم متقبلين لكل التغيرات مهما كانت مضرة، وهذا ساهم في انتشار ظاهرة الشكلانية في المجتمع.
شبكات التواصل الاجتماعي
وأوضح أن التوجه نحو الشكليات واحد من الدوافع الرئيسة لمشكلة التباهي الاجتماعي، وإظهار المستوى الطبقي في المجتمع، حيث أشار إلى أن التباهي الاجتماعي سابقا كان صعبا إلا أنه أصبح سهلا ميسرا بسبب شبكات التواصل الاجتماعي. حيث أن منصات التواصل الاجتماعي تتيح نشر كل شيء، في كل وقت وبسهولة تامة وبسعر يقترب من المجانية، بالإضافة لكثير من الأدوات التقنية والرقمية المساعدة على إبراز الشكل والمظهر. ذاكرا أنه من خلال ملاحظاته اليومية لما يحصل هناك بعض الأفراد زادت مديونياتهم وإن كانت بمبالغ غير كبيرة، في سبيل الظهور بمظهر يراه هو جميلا.
عدوى مجتمعية
أصيلة الزرعية – باحثة اجتماعية ومحاضرة متعاونة مع كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس- ترى أن بعض فئات المجتمع أصبحت تميل إلى الاهتمام بمثل هذه المظاهر وخاصة من فئات النساء والشباب أيضا، حيث نجد أنه في بعض الأحيان لا تستطيع هذه الفئات التمييز بين الحاجة والرغبة في الاقتناء أو التملك، مما يدفعها إلى جعل مسألة الاقتناء مهمة وضرورية حتى لو لم تتوفر لديها الإمكانيات. وأضافت أن استمرارية هذه الفئات في الاقتناع بأهمية المظاهر الشكلية في حياتها سيترك المجال لإيجاد بيئة خصبة لزيادة الاهتمام بهذه المظاهر ومن ثم جعلها ضرورة من ضروريات الحياة، وعليه سيؤدي إلى انتشارها كعدوى مجتمعية بين جميع شرائح المجتمع تدريجيا.
الانفتاح والتطور
وقالت أن تعدد المواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي أدى إلى زيادة المظاهر الاجتماعية الشكلية وأفسح لها المجال للانتشار والتطبيق من قبل فئات المجتمع المختلفة من باب الانفتاح والتطور، إلا أنها أوضحت أن الأمر لا يقتصر على وسائل التواصل الاجتماعي، فالأفراد يتحملون جزءا من بروز هذه الاهتمامات الشكلية والأمور غير الأساسية في الحياة إذ يميل بعضهم إلى المقارنة بين ما يمتلكه أو يقدمه الآخرون من نفس الطبقة الاجتماعية أو الأعلى منها، وبالتالي يدفع الأفراد إلى تحدي الظروف والتكلف والضغط على أنفسهم ماديا للظهور بمستوى مساوي لغيرهم من الأفراد الآخرين ولتفادي سماع الآراء المنتقدة.
تقليد الآخرين والتباهي
وذكرت أن عقدة النقص والحاجة إلى لفت الانتباه قد تكون سببا من الأسباب التي تدفع البعض إلى التركيز على المظاهر والشكليات، ولكن هناك أسباب أخرى تدفع إلى ذلك منها عيش البعض في مستويات اجتماعية تجبرهم على العيش بنمط حياة صعب التغيير إلا بتغير بعض القيم وبتغير مفاهيم السعادة لدى هؤلاء الأفراد. حيث أوضحت أن البعض يؤمن بأن المظاهر الاجتماعية والاهتمام بالشكليات سبيلا لتحقيق الراحة النفسية والسعادة. وفي الوقت نفسه نجد أن فئة أخرى تحاول جاهدة إلى التكلف وإقناع المحيطين بهم بمدى أهمية هذه المظاهر بالنسبة لهم وبعدم قدرتهم على العيش دونها رغم أن هذا الأمر يكلفهم الكثير من الجهد والمال والراحة النفسية في بعض الأحيان، مشيرة إلى أن ذلك كله يكون بدافع تقليد الآخرين والتباهي أو لفت الانتباه بصرف النظر عن مدى حاجتهم أو مدى توفر الإمكانيات المادية.
حلقة وصل
ثم أشارت إلى العلاقة الوثيقة بين وسائل التواصل الاجتماعي وتفاقم الاهتمام بالمظاهر الاجتماعية الشكلية موضحة دور هذه الوسائل التي تعد حلقة وصل بين الأفراد في مختلف الأقطار في استعراض أنماط الحياة للأفراد من مختلف الطبقات، حيث ساعدت على استعراض العديد من السلع والأدوات للناس. وأضافت أن هذه الوسائل تفننت في الإعلان عن العديد من السلع، وأبدعت في إظهار المستويات المعيشية المختلفة للأفراد ليس فقط في نطاق جغرافي معين وإنما تعدى ذلك إلى دول العالم المختلفة. كما وجدت سبلها الخاصة في إقناع متابعيها بأهمية المظاهر الاجتماعية الشكلية. فنجدها بالفعل استطاعت لفت انتباه الأفراد بأهمية التنافس في التملك والتباهي والتميز في إعداد الحفلات، بالإضافة إلى مساهمتها في دخول بعض السلوكيات والمظاهر الاجتماعية الدخيلة على المجتمعات.
الشكليات على حساب الجوهر والأخلاق
وذكرت الزرعية أن انعدام أو قلة الوعي وانخفاض المستوى الفكري لدى الأفراد في هذه المجتمعات سيجعلهم يركزون على الشكليات على حساب الجوهر والأخلاق، وقد يدفعهم إلى تقليد الغير دون الاهتمام بالمستوى الثقافي والفكري للأشخاص الذين يقلدونهم. حيث أشارت أن الاهتمام بالمظاهر قد يكون على حساب بعض متطلبات الحياة الأساسية، إذ يميل البعض إلى زيادة الاهتمام بها لتغطية جانب النقص أو الفشل في أحد جوانب الحياة الأخرى فنجدهم يسعون إلى إثبات الذات عن طريق تسليط الضوء على ما يمتلكونه أو على مستوى الرفاهية التي يستطيعون العيش فيها. مضيفة إلى أن الاهتمام المطلق بالمظاهر من شأنه أن يشغل أذهان الناس ويبعدهم عن الاهتمام بما هو أسمى كالعطاء وإثبات الوجود عن طريق الإبداع في المهن وزيادة الانتاج، والاهتمام بالغير، والسعي نحو التطور الإنساني.
ضرورة وطبيعة بشرية
أما عن صفية الهاشمية – باحثة اجتماعية- فتقول إن الاهتمام بالشكليات طبيعة بشرية حالها حال الاهتمام بالروح أو الجوهر إن صح التعبير، فالإنسان مكون من جسد (مادة) وروح ، ومطالب بالاهتمام بكلا الشقين حتى يعيش متوازنا في هذه الحياة، وعندما يميل اهتمامه في شق على حساب الآخر تظهر المشكلة، سواء كان اهتمامه بالروح أو الجسد (المادة )، وأكدت على أن الاهتمام الذي يخص المظاهر الاجتماعية الشكلية يعتبر ضرورة بل طبيعة بشرية أي سلوك بشري متوقع من الإنسان، لأنها تخدم حاجياته مضيفة أن هذا الاهتمام لا يمكن قياسه أو تحديد صوره أو تقييمه، لأنه يختلف بحسب الثقافة المجتمعية، أي يختلف من مجتمع و آخر.
ليس كل ما هو شائع أمر ضروري
وأوضحت أن المشكلة الحاصلة هي الاهتمام المفرط بالمظاهر الشكلية، أي الاهتمام النابع ليس من الحاجة الفطرية الإنسانية بل من الرغبة التي لا مبرر لها سوى التقليد أو التماهي مع اهتمام الآخر المختلف. وترى الهاشمية أن الاهتمام بالشكليات أو المظاهر ضرورة ما لم تؤدي إلى مشكلات أخرى على الصعيد الشخصي أو المجتمعي وإن تشكل هذا الاهتمام لدى شريحة كبيرة في المجتمع، مؤكدة على فكرة ليس كل ما هو شائع أمر ضروري وله قيمة وجودية، فالعقل الجمعي للمجتمع لا تشغله الضرورات دائما.
القيمة الاستهلاكية
وواصلت لتوضح أن مسألة الاهتمام المفرط بالمظاهر الشكلية وإن كان في حقيقته ليس ضرورة وجودية تمس العيش الكريم أو جودة الحياة التي يعيشها المجتمع لكنها تعزوه إلى انجراف الناس وراء الاستهلاك. مشيرة إلى أن الناس أخذت تهتم بالقيمة الاستهلاكية، أي أصبحت تلبي رغباتها من خلال المادة، وهذا الأمر تزامن مع انفتاح الناس على العالم واستخدام السوشال ميديا. حيث أوضحت أن التكنولوجيا والعالم الافتراضي يعززان القيمة المعنوية للاستهلاك لدى الأفراد، ونظرا لما تتميز به التكنولوجيا من قدرة على إذاعة الشي ونشره فهذا على الأرجح هو السبب في معرفة الناس بها ومحاكاتها كظاهرة المشاهير.
الوضع المعيشي أو الاقتصادي
وأضافت أن الوضع المعيشي أو الاقتصادي في عمان قد تحسن بشكل ملحوظ بعد قرار تعديل الرواتب، مما أدى إلى رفع متوسط الدخل الفردي الذي بدوره ساهم في تعديل الفرد العماني لمستوى حياته الذي بدأ يصرف النظر إلى رفاهيته مشيرة إلى أن عدم التقنين منها يؤدي إلى اهتمام مبالغ فيها.
التوقعات الاجتماعية أو التقييم الاجتماعي
وترى الهاشمية أن المكانة الاجتماعية التي يحوز عليها الفرد تسهم كذلك في اهتمامه بالشكل ليتماشى مع توقعات الجماعة والمجتمع، فتراه يبدأ بالاهتمام بامتلاك سيارة فارهة وبيت فخم وغيره. وأضافت أن الثقافة الاجتماعية السائدة قد تشكل أحد عوامل بروز الاهتمام بالمظاهر الشكلية، حيث لخصتها في “التوقعات الاجتماعية” أو “التقييم الاجتماعي” التي ينشأها العقل الجمعي، أي أن الفرد هو ما يظهر عليه، حيث أوضحت ذلك بقولها من يحظى بمال وافر وعنده ممتلكات ثمينه له احترامه في المجتمع، ومن لا يملك الكثير فلا يلقى له بال، فكما لو أنه أصبح تقييم الناس للناس من خلال ” كم فلسا لديك ؟ أقول لك من أنت ”
مجتمعا رخوا
وأضافت أن هذا الاهتمام المفرط بالشكليات سينشأ جيلا مهزوزا يستمد قوته من المادة التي يمتلكها ويقيم الآخرين على أساسها، وذكرت أنه سيسبب الكثير من المشكلات على الصعيد الأسري والاجتماعي، كارتفاع حالات الطلاق التي أصبحنا نسمع عنها كثيرا وزيادة المشكلات النفسية بسبب الاهتمام المبالغ بالشكليات التي تذبل روح الفرد وتقلل اهتمامه بالجوهر وأساس وجوده في المجتمع، وهذا بدوره يصنع مجتمعا رخوا لا يستطيع مجابهة الأزمات والمشكلات سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو الأسرية أو التعليمية .
شخصية الفرد
أحلام اللواتية- إخصائية اجتماعية– تقول لاشك أن للمظهر تأثير كبير على الأشخاص لكن هذا لايعني أنه يمكننا تحديد شخصية الفرد أو اكتشاف جوانب شخصيته في التعامل مع الأفراد أو الأشخاص كما أنه لانستطيع الحكم على تصرفاته الخارجية وأهدافه في الحياة . حيث أوضحت أن كثيرا من الأشخاص المتمكنين اقتصاديا يبدون ذات شخصيات عاقلة وفاهمة لكن بالتعامل معهم نكتشف حقيقتهم، بينما هناك أشخاص من أول وهلة نحكم عليهم بضعف الشخصية وعدم القدرة على التصرف في المواقف الصعبة ولكن يتبين لنا العكس فيما بعد.
الإعلام والإعلان
وأشارت أن للإعلام والإعلانات تأثيرات تشجع الكبير والصغير على الاهتمام بالشكل إذ أصبح من الصعب إقناعهم بالتقليل من الاهتمام بالشكليات، إضافة إلى دور الدخل الاقتصادي والتربية في الأسرة، مؤكدة على أن المجتمعات وبالأخص الخليجية أصبحت تعد الشكل والمظهر هو الأساس الذي يعطي انطباعا عن الشخص.
النقص الداخلي
وتقول سميرة اللواتية- استشارية نفسية اجتماعية- أن قوة شخصية الفرد لا يمكن قياسها بناء على مظهره الخارجي، فالنظرة الأولى للمظهر تعطي انطباعا أوليا عن الفرد من حيث البعد الثقافي والاجتماعي الذي ينتمي إليه ولكنه ليس قياسا للشخصية. موضحة أن المفرط في الاهتمام بالشكليات والتباهي بها يسعى أحيانا لتعويض النقص الداخلي الذي يعاني منه أو عانى منه سابقا.
الآثار السلبية
وأشارت أن الإفراط في هذه الشكليات مع الوقت قد يولد عددا من الآثار السلبية في المجتمعات منها وجود الطبقية في المجتمع أو المشاكل الأسرية أو حتى بين الأقران إذا طغت صفة التباهي على ما يملك مما قد يولد شعورا للآخرين بالدونية، وبناء على ذلك ذكرت اللواتية عددا من الحلول للتقليل من الإفراط في هذه الاهتمامات تتمثل في التربية الأسرية التي لها دور كبير في غرس المفاهيم الصحيحة، إضافة إلى محاولة توجيه وإرشاد المغترين بهذا النوع من المظاهر وتفعيل دور الإعلام في توجيه الجيل إلى الاهتمام بالمعرفة العلمية وطرح مبدأ التنافس في العديد من المجلات التي تعود بالنفع على المجتمع.