Image Not Found

صاحب الحنجرة الذهبية يغادر دنيانا

د. علي محمد سلطان

ما أعذب من ترنيماتٍ وهو يشدو في الليالي الملاح.
وما آلم من بكائياتٍ وهو ينوح بكربلائيات.
عاش محمد علي شعبان داود ومنذ نعومة أظفاره في أزقات سور اللواتيا بين شاد ونائح.
لازم المنبر الحسيني منذ باكورة سني عمره ملازمة الطفل أثر أمه.

حفظ القصائد عن ظهر قلب وحاكى كبار الخطباء ممن ارتادوا المنابر في مطرح وجبروه ومسقط والباطنة ولم يزل طري العود.
كان ومع كل مستجد من الونات والأطوار والترجيعات يلتقط الأسلوب فيقلد أهل الفن بما قد أجادوه وحفظوه فيتحول إلى مجالس الصغار من النشئ في البيوت وبعيدا عن مراقبة العيون فيلقي على مسامعهم بما حفظ وما تلقى ومع الوقت يكون قد أضاف لرصيده إضافة مستجدة.

لم يكن قد حاز مرتبة ( ملا) فهي مرتبة لكبار السن من القراء ولم تكن نياشين الملالي قد تناثرت كما يوم الناس هذا فليس كل من صعد الأعواد نال مرتبتها وأخال أن العادة دخيلة وطارئة.

كان قارئا شعبيا محبوبا عند جماهيره بوناته وويلياته حتى غدا أيقونة النواحي بعدما حل في موقع الحاج أمين رمضان عيسى في مرثيته عصر عاشوراء وهو ينعى الرسول صلى الله عليه وآله في رثاء حفيده:
زينب تنادي ياجد طه
هذا حسين فوق ثراها
حتى إذا وصل به المشوار في :
قم ياعلي وادرك بناتك

تهتز لشجوه جدر ساحة بدروه وعلى وقع أيقاعاته الصادرة من توامير صدره وآهات زفراته يتحادر الدمع من محجره بتلقائيته.
عاش وجدان محبيه في الأفراح والأتراح وقد غمر مناسبات الأعراس بجلوات إستذوقها محيطوه فتماهت بحنجرته حناجر مردديه وهي على حالة من النشوة ولله من أيام ذهبت هي الأخرى كما ذهبت سرادق الأعراس واختفت وراء الأستار.

كنت أزوره في غرفته المستقلة في بناية والده في روي وكان لديه أرشيف قديم لكبار القراء الحسينيين ومن مختلف البلدان لاسيما ممن جاؤوا إلى عمان وأرجو أن لايضيع هذا الإرشيف مع الركام الذي يزحف على كثير من التراثيات.

نسأل الله له المغفرة والرحمة وأن يجعل مقامه في أعلى عليين ويحشره مع أبي عبدالله الحسين ع.

الصورة لأحد الأعراس في سور اللواتيا في الستينيات من القرن الماضي وفي الصورة المرحوم محمد علي شعبان ينشد بجلوة العرس وبجواره الأستاذ قاسم عبدالله وفي الخط المعرس الحاج مصطفى محمد الحاج علي وكذلك ماستر حسن ثم والد المعرس الحاج محمد