تميزت دولة قطر خلال السنوات الماضية بأنها دخلت موسوعة جينيس فيما يتعلق برياضة الدراجات الهوائية نتيجة للمساحات التي أنشأتها لممارسة هذه الرياضة التي يزداد الاقبال عليها عاماً بعد عام، وبالتالي يُمكنها اليوم دعم الكثير من الجهود التي تُبذل في الترويج وتسويق الامكانات السياحية التي تتمتع بها من حيث الطرق والفنادق ومقار الضيافة، بجانب المراكز والمجمعات التجارية والملاعب العالمية لممارسة لعبة كرة القدم بالاضافة إلى ما تتميز بها من معارض ومتاحف ومؤسسات تراثية وثقافية.
وبالتالي فانه من المتوقع أن يزيد الطلب على استخدام الدراجات الهوائية خلال السنوات المقبلة بقطر، خاصة وأنها مقبلة على تنظيم فعاليات كأس العالم لكرة القدم خلال العام المقبل باذن الله، الأمر الذي تطلب منها تهيئة البنية التحتية لانجاح هذا الحدث الرياضي العالمي سواء من الملاعب الدولية أو مقار الضيافة والسكن بجانب توفير الخدمات اللوجستية والعامة التي سوف يتطلبها اللاعبون والاداريون والفنيون وغيرهم. ففي مثل هذه الفعاليات واثناء الحدث الرياضي العالمي فان ممارسة ركوب الدراجات سوف تزداد من جميع القادمين سواء عند ممارسة هذا الحدث الرياضي أو في التنقلات البسيطة للاشخاص من مركز إلى آخر.
لقد حققت قطر خلال الفترة الماضية إنجازاً عالمياً في رياضة الدراجات الهوائية سجلته موسوعة الجينيس للأرقام القياسية وذلك من خلال بناء أطول مسار لحركة هذه الدراجات بطول يبلغ حوالي 33 كيلو مترا تقريبا وعرض 7 أمتار، بالاضافة إلى بناء أطول قطعة اسفلت تم رصفها بشكل متواصل بطول 25.3 كيلو متر وعرض 28 متراً. امأ من حيث موقع هذا المسار للدراجات الهوائية، فانه يقع على طريق الخور متضمناً خمسة مواقف للسيارات في موقع متميز يضم جامعة قطر ومحطة مترو لوسيل وحلبة لوسيل الدولية ومؤسسات تجارية واجتماعية أخرى، مع وجود الانارة لإضاءة المكان وتشجيع الجميع على ممارسة ركوب الدراجات الهوائية ليلا. وجميع هذه المشاريع تمت تحت مراقبة ووفق مواصفات قياسية بحيث تكون جودتها عالية وتبقى لسنوات عديدة للاستخدام.
وفي الوقت نفسه تعمل دولة قطر على تنفيذ حوالي 2650 كيلو متراً من مسارات المشاة والدراجات الهوائية بحلول العالم المقبل 2022، الأمر الذي سوف يمكنّها بأن تستضيف أكبر الفعاليات والمنافسات الرياضية لهذه اللعبة على مستوى العالم. كما ستصبح قطر خلال الأعوام القادمة قبلة لمجموعة من الشركات والفعاليات العالمية في هذا الاتجاه، الأمر الذي يتطلب من دول المنطقة الاستفادة من هذه الاحداث الرياضية من أجل تعزيز الحركة الاقتصادية وحركة السياحة لديها.
فالكل يعلم بأن وجود المسارات الآمنة لممارسة هذه الرياضة سوف تساهم في تغيير نمط الحياة في المجتمعات، بجانب أن ذلك يساعد الدرّاجين بالمرور دون اية عوائق تتعلق بعملية السير لمسافات طويلة، وتحدّ من حوادث السير التي ربما يتعرضون لها في الشوارع العامة. فهذه المسارات آمنة لجميع ممارسي الدراجات الهوائية ومتصلة ببعضها البعض، وتناسب جميع الشرائح من مُختلف الأعمار، سواء أكانوا رياضيين محترفين أو هواة أو فئات المجتمع الاخرى، الأمر الذي يساعد الاتحاد القطري للدراجات بأن يستغل هذه البنية في تنظيم مزيد من الفعاليات، بجانب تشجيع المواطنين والوافدين بركوب الدراجات الهوائية، وإقامة الأنشطة والمنافسات على هذه المسارات الدولية.