تغطية: حيدر بن عبدالرضا داوود
استضاف مجلس الخنجي الافتراضي هذا الاسبوع الفاضل/ هيثم الفرعي، رائد أعمال ولاعب دراجات هوائية وترياثلون للتحدث حول أهمية الدراجة الهوائية من المنظور الاقتصادي والصحي. حضر الجلسة عددا من المهتمين بهذه القضايا. وقد تناول هيثم عددا من المحاور منها مسيرة الدراجات الهوائية في السلطنة والعالم، وأهمية قطاع أعمال الدراجات، وتأثير جائحة كورونا على قطاع الدراجات الهوائية، بالاضافة إلى مستقبل الدراجات الهوائية في البلاد.
بدأ الضيف حديثه حول دراجي عمان، مشيرا إلى أن منصته تحتوي على تغطية الفعاليات للمؤسسات والشركات والفرق الاهلية التي تقوم بهذه الرياضة، الأمر الذي يساعد على نشر الوعي والتعان الصحي والرياضي في المجتمع. وأكد بأن المجتمع يحتاج إلى سلامة الدراجين ومرتادي الطرق. كما تحدث عن مشاركات الدارجين في المحافل الدولية، حيث كان آخرها فيGlobal Biking Initiative قبل سنتين والتي بدأت في السويد وانتهت في ألمانيا، وبمشاركة 400 رياضي من العالم، مشيرا إلى أي العائد المادي او المساهمات من هذه المناسبات تسلّم لاحقا للجمعات الخيرية في نفس الدولة التي يأتي منها المنافسون وفق قوانين المؤسسات المنظمة لهذه الفعاليات. وقال بأن خلال رحلتهم وتطوافهم على الدراجات تعرفوا على الكثير من الشعوب الاجنبية والعربية والخليجية أيضا.
ثم تحدث عن أنواع الدراجات في العالم كالدراجة العادية للطريق، والدراجة الجبلية، ودراجة BMX للحركات البهلوانية، والدراجة الهجينة، بجانب أجهزة التدريب المنزلية للمحاكاة والتمارين الرياضية وكذلك للمنافسات الافتراضية وخاصة في هذه الفترة من الجائحة.
ثم تناول وضع الدراجات الهوائية في السلطنة مشيرا إلى إن الاتحاد العماني للدراجات تأسس في عام 1986 برئاسة الفاضل/ عبدالله بن ناصر الخصيبي، ومرّ بمخاضات عديدة. وقال بأن السلطنة بدأت تستضيف بعض الفعاليات الدولية في هذا الشأن منها طواف عمان، الذي هدفه السباق العالمي للدراجات، بجانب إشهار وإظهار إمكانات الدول من الناحية السياحية وما تتمتع بها من امكانات، حيث أن كل وفد يأتي لهذه الفعاليات يصطحب معه المدربين والإداريين واللاعبين ومن مختلف الجنسيات، الأمر الذي يعزز من الترويج الاقتصادي والسياحي للدول، خاصة وأن هذه الفعاليات يتم تغطيتها عبر القنوات الاعلامية العالمية المباشرة، بجانب وسائل التواصل الاجتماعي التي تتابع الحدث والمناظر بصورة حية أولا بأول.
وقال بأن بعض الفعاليات في رياضة الدراجات تضم ما بين 1000 إلى 4000 شخص، وأن وجود هذه المجموعات الكبيرة تأتي بنتائج إيجابية كبيرة على الاقتصاد والقطاع السياحي للدول، لأن البعض يأتي بأفراد أسرته وأولاده وأصدقائه. وأكد بأن السلطنة يمكن لها أستيعاب السباقات العالمية مثل Haute Route Oman بسبب وجود البئية والجو المناسب والموقع الاستراتيجي لحركة الدراجات سواء على الأرض أو الجبال.
وتحدث عن أهمية الدراجات الهوئية وارتباطها بصحة الناس، مشيرا إلى أنها تمنح الحيوية والصحة باعتبار أن الدراجة الهوائية تعتبر واحدة من أفضل الرياضات بجانب السباحة وركوب الجبال باجماع الخبراء بهدف المحافظة على صحة الفرد ونقص الوزن وحرق السعرات الحرارية الزائدة، بجانب أنها تمنح قوة للقلب من خلال استخدام الرجلين.
ثم تناول الاحصاءات التي تعني بانتاجية وتصدير الدراجات في العالم، مؤكدا أن هناك سوق كبير للدراجات في العالم، وأن الطلب عليها يزيد عن العرض في كثير من الاحيان، موضحاً أن المنطقة لديها اليوم ثقافة كبيرة بهذه الرياضة من حيث أهميتها للصحة والسياحة والثقافة بجانب الرياضة.
وفي جلسة الاسئلة والاجوبة قال بأن الازدحام السكاني في العالم دفع ببعض الدول إلى استخدام الدراجات في إنهاء أعمالهم اليومية، وأن عدة دول في العالم ومنها الدول الاوروبية وضعت مسارات مخصصة لحركة وسياقة الدراجات الهوائية في العالم، وأن هذه الحركة ازدادت في الجائحة التي تمر علينا. واضاف بأن السلطنة يمكن لها أن تخصص مثل هذه المسارات في بعض المناطق خاصة وأنها تتمتع بوجود الشواطيء والجبال والبراري، بينما في العالم اليوم هناك مضامير مخصصة لهذه الرياضة وخاصة في بعض الحدائق والمنتزهات، حيث تجد ذلك في بعض الدول العربية ومنها دولة قطر ومدينة دبي بدولة الامارات العربية المتحدة، حيث دخلت قطر موسوعة جنيس في هذا الاطار، وبعد الجائحة ستكون قبلة لمجموعة من الشركات والفعاليات العالمية في هذه الرياضة، خاصة وأنها مقبلة على تنظيم كأس العالم في العام المقبل 2022، وعلينا الاستفادة من هذه الفعاليات من الناحية الاقليمية والاقتصادية.
وأكد بأن استخدام الدراجة ثقافة لدى الشعوب، وعلينا الابتعاد عن أعذار التمسك بان الجو حار أو بارد، حيث هناك دول تزيد درجة الحرارة والبرودة بها عما هو سائد في المنطقة، ولكن الافراد يمارسون هذه الرياضة ويستخدمونها في أعمالهم اليومية في معظم أشهر السنة إلا أيام الثلج والمطر يتوقفون عن الاستخدام.
وأكد على أهمية وجود التشريعات والقوانين في السلطنة لهذه الرياضة للحفاظ على أرواح الناس والرياضين والتأمين على الدراجات لأن قيمة بعضها تصل في حدود 5 آلاف ريال عماني. كما يمكن تنقل الافراد وخاصة في بعض المؤسسات كجامعة السلطان قابوس بالدراجة بدلا من استخداد الباصات في تنقل الطلاب من مبنى لآخر.
واكد أن الطلب على الدراجات في العالم وخاصة في اوروبا سوف يتضاعف، الأمر الذي يعطي فرصة للدخول في هذه الصناعة في المنطقة، مشيرا إلى أن دولة الكويت ستقوم بصناعة دراجة هوائية منافسة في المنطقة وأوروبا خلال الفترة المقبلة، مطالبا بضرورة تنمية فعاليات دراجي عمان باعتبار أن ذلك سوف تساهم في وجود أشخاص أصحاء بعيدين عن الامراض والمستشفيات، الأمر الذي سوف يساعد على التقليل من الموازنات المالية المخصصة للصحة في هذا الشأن.
وحول الحوادث التي تقع للدارجين في البلاد، قال بأن السبب يعود إلى عدم وجود أماكن مخصصة للدراجين، وعلينا ألا نقع اللوم على أحد، لكن من الضرورة إبداء الحذر واليقظة اثناء السواقة للدراجات، وعدم الخروج لممارسة هذه الرياضة في أوقات الذروة، بينما يفضل الركوب في الصباح الباكر حيث تكون الشوارع خالية من السيارات. وناشد هيثم الجهات المعنية من الاسكان والنقل والبلديات والشرطة والاتحادات بضرورة تخصيص مناطق معينة لممارسة هذه الرياضة، مشيرا إلى أن بعض الدول خصصت أماكن للدراجين مقابل رسوم معينة نتيجة لوجود الكثير من التسهيلات كالاستحمام والمراحيض والمقاهي والمطاعم وغيرها. وقال بأن هذه المطالب تحتاج إلى دعم الفرق الاهلية والاندية والاتحادات لتوصيل الطلب إلى الجهات المعنية. فهذه الرياضة تساعد الكثير من مرضى السكري والأمراض الاخرى في التخلص منها. ونحن في السلطنة نحتاج إلى وضع التشريعات لهذه الرياضة كلبس الخوذة على الرأس وتأمين الدراجات والأشخاص في آن واحد، مقترحاً بأن يخصص شارع خاص على الشارع البحري السريع لممارسة هذه الرياضة.