Image Not Found

مطرح تنتظر تنفيذ متطلبات التطوير العمراني للأحياء السكنية وإبراز مقوماتها السياحية

Visits: 11

عُمان – كتبت: عهود الجيلانية – تصوير: خلفان الرزيقي

-حاجة فعلية لتحسين الخدمات الأساسية والطرقات ومقترحات لوضع حلول مبتكرة

-تساؤلات حول جدية دراسات وخطط مشروع إعادة تأهيل مدينة مطرح الذي لم يرَ النور

-ارتفاع واضح في عدد السكان الوافدين بولاية مطرح بعدد 191.7 ألف نسمة بنسبة 83%

-تهالك أنابيب الماء وأسلاك الكهرباء معلقة في الأعمدة بصورة مشوهةما تم إدخاله على المنطقة مجرد تحسينات وتعديلات بسيطة لا يطلق عليها تطوير فعلي

-ضرورة تطوير سوق الشجيعية لحل مشكلة الازدحام ووضع رؤية متكاملة لأولوية المشاريع

أعلنت بلدية مسقط السنوات الماضية عن إطلاق مشروع إعادة تأهيل مدينة مطرح، ولكنه لم يرَ المشروع النور بعد مرور سنوات على إطلاقه ما جعل البعض يتساءل عنه وعن سبب اختفاءه والأسباب التي أدت إلى تراجع الجهات المختصة عن تنفيذه بالرغم من حاجة ولاية مطرح إلى تطوير فعلي وجذري والاهتمام بملامحها العمرانية والحضارية والتاريخية، فقد أكد مسؤولون ومواطنون على أهمية الإسراع في تنفيذ المشروع على مراحل لما تتمتع به المدينة من مقومات سياحية وتاريخية وأهمية تحويل مطرح إلى مدينة جاذبة للسكان وإنشاء منظومة متكاملة من شبكات الطرق وشبكات البنية الأساسية وإبراز المناظر الطبيعية للمدينة وتطوير المرافق العامة مع المحافظة على الهوية التاريخية والثقافية.

وللتعرف عن قرب في مدى حاجة ولاية مطرح إلى تطوير فعلي بالوقت الراهن استطلعت آراء مجموعة من المسؤولين والمواطنين، في البداية قال سالم بن محمد بن حمد الغماري عضو المجلس البلدي بولاية مطرح: حان الوقت لإعادة تأهيل ولاية مطرح خاصة أن معظم الخدمات التي أدخلت بها كانت منذ فجر النهضة وحتى اليوم، لذا تحتاج إلى تنظيم وإعادة تخطيط بصورة مدروسة مقننة حيث لا يوجد بها شبكات الصرف الصحي وخط الألياف البصرية وجميع أسلاك الكهرباء معلقة في الأعمدة بصورة تقليدية وأنابيب الماء أصبحت متهالكة وتحتاج إلى إعادة توصيل الشبكة من جديد بعد كثرة الأعطال وتسريب المياه التي تغمر جنبات السوق يوميا بالمياه فهناك حاجة فعلية وملحة في الوقت الحالي.

وأضاف الغماري: في وقت سابق قامت بلدية مسقط بإعداد مخطط متكامل لإعادة التأهيل وقد شاركنا معهم في وضع المقترحات والآراء وكانت هناك استجابة من قبلهم وتفاعل وتم الأخذ بها وتعديلها وقد حان الوقت لتنفيذ هذا المخطط الذي يحافظ على الهوية التاريخية للولاية ولمركز الولاية بالخصوص، وتعاني الولاية من كثرة الأيدي العاملة التي تقطن في المنازل القديمة مما يشكل عدة ظواهر سلبية للمجتمع منها ديموغرافية المجتمع ومنها وقوع بعض الجرائم المتعلقة بالتحرش والسرقة وإدمان المخدرات والمسكرات ومخالفة قوانين العمل والبلدية وكذلك إشغال معظم المواقف بسبب كثرة الأيدي العاملة التي تقطن بداخل المنزل الواحد حيث يمتلك عدد منهم سيارات مما يضطر إلى الوقوف في المواقف داخل الحارة وتزدحم بالسيارات وكذلك عدم وجود شبكات للصرف الصحي وتكرر عملية فيضان المجاري بصورة مستمرة في بعض الأحياء بسبب كثرة تواجد الأفراد في المسكن الواحد.

وأكد سالم الغماري على تعاون وتكاتف مختلف الوحدات الحكومية مع أعضاء المجلس البلدي في تقديم يد العون والمساعدة ولكن لا بد من العمل بجدية وإعادة التأهيل حتى تصبح الولاية حضارية بنسق الماضي ونحن كأعضاء على تواصل دائم مع المجتمع المحلي ونعمل على الأخذ بمقترحاتهم وإيصالها إلى الجهات المختصة والتفاعل مستمر وموجود من كافة الأطراف في المجتمع العماني. وتمنى الغماري أن يرى الاقتراحات والأفكار التي قدمت سابقا أن ترى النور فعلا وأن تعيد الولاية تاريخها وإعادة سكانها المهاجرين عنها خاصة أن عدد العمانيين سكانها الأصليين في هجرة متواصلة وأعدادهم في تناقص مستمر بسبب الوضع الحالي وأرجو من جميع صناع القرار الإسراع في تنفيذ المشروع في أقرب وقت ممكن.

تحديات

وتحدث حمد بن خلفان الوهيبي عضو المجلس البلدي بولاية مطرح عن رأيه قائلا: ولاية مطرح تعاني من العديد من التحديات التي تحتاج إلى النظر فيها وتسخير كافة الإمكانيات المتاحة حيث يشير الإحصاء السكاني إلى أن عدد الوافدين يمثلون 70% والمواطنين 30% والنسبة تزداد تباعا لأسباب مختلفة منها هجرة سكان الولاية والتوجه للسكن في الولايات الأخرى القريبة بسبب شح الأراضي بالولاية وتواجد الوافدين الأجانب بكثرة في الأحياء السكنية، لذا أقترح أن يتم استحداث أراضٍ جديدة بالولاية بالمرتفعات الجبلية وأيضا إعادة تأهيل المناطق الحالية كمثال مدينة روي ومناطق الحمرية وروي والولجة والوادي الكبير وأيضا مدينة مطرح.

وأضاف الوهيبي: ولاية مطرح تحتاج لإعادة النظر في تطويرها بما تملكه من إمكانيات كبيرة فهي تملك مقومات سياحية من القلاع والسواحل والأسواق التجارية القديمة وهي عصب الاقتصاد بوجود البنوك والشركات والقطاع الخاص والأسواق بمدينة روي ومطرح وأيضا حي روي التجاري، كما أن هناك حاجة إلى إعادة إحياء وتأهيل المدن القديمة فيها كمطرح وروي ودارسيت وعن خلفيات الوهيبي حول مشروع تطوير مطرح مع بلدية مسقط، أوضح: المشروع مجرد دراسات وخطط تقوم بها بعض الجهات كبلدية مسقط ومشروع الواجهة البحرية لشركة عمران وأيضا هناك بعض المقترحات من بعض الجهات الحكومية ولكن بالواقع لا يوجد أي مستجد في جدية إعادة التطوير لأسباب كثيرة منها مالية ويتمنى الجميع أن يرى مشاريع تطوير مطرح وأيضا سوق مطرح، ونحتاج إلى إيجاد موازنات خاصة لإعادة تأهيل سوق مطرح بخصوصية عمانية متجددة وأيضا إعادة النظر بتطوير المناطق السكنية والتجارية بولاية مطرح كمدينة روي ومطرح وطرح مبادرات جديدة لخدمة الولاية وأبنائها.

وحول مستوى التنسيق مع الجهات الحكومية والخاصة لحل المسائل المتعلقة بتقديم الخدمات للقرى في الولاية وهل هناك مشاركة فعلية حقيقية، قال الوهيبي: التنسيق مستمر والجهات الحكومية قائمة بدورها ممثلة بمكتب والي مطرح وأيضا لجنة الشؤون البلدية بالولاية وبلدية مطرح الكبرى قائمة بواجبها وأكثر ولا ننسى الدعم الكبير الذي تقدمه لجنة الشؤون البلدية بالولاية لإيجاد الحلول المناسبة للخدمات التي تخدم الولاية وأبناءها، والشراكة مع المجتمع هي أساس التعاون ومن خلالهم يكون العمل أفضل للمصلحة العامة فالمقترحات والملاحظات تقدم للرشداء المعينين من المواطنين مباشرة أو عن طريق أعضاء مجلس البلدي بالولاية ومن ثم تنقل لاجتماع لجنة الشؤون البلدية أو بتواصل مباشر مع الجهات الحكومية المختصة من خلال أعضاء المجلس البلدي بالولاية.

سوق الشجيعية

وأكد محمود بن عبيد الحسني على حاجة ولاية مطرح وبالأخص منطقة مطرح القديمة من التطوير الفعلي من خلال الارتقاء بمستوى الخدمات والتحسين العمراني والاهتمام بالمظهر العام بوضع خطط مدروسة من أصحاب الاختصاص لتحسين المنطقة وتنفيذ مشاريع البنى الأساسية والطرق والخدمات العامة الأخرى التي تحتاجها الولاية لكي تحافظ على هويتها الحضارية والتاريخية.

وقال الحسني: أن ما تم إدخاله على المنطقة مجرد تحسينات لا يطلق عليها تطوير فعلي وإنما مجرد تعديلات بسيطة في الشوارع والطرقات، والتطوير الذي حصل كان في الواجهة البحرية وكورنيش مطرح فقد تم تجميله وتطويره وما زال بحاجة إلى إضافات أيضا، ومنطقة القرم وحتى دارسيت ومنطقة روي فقد نالت بعض التطوير الواضح ولكن مطرح القديمة فهي ما زالت بحاجة إلى تطوير بمعنى الكلمة حتى يكون التغيير ملموسا وواضحا.

والتحديات التي تواجه المنطقة يمكن كسرها من خلال تسخير كافة الإمكانيات ووضع رؤية متكاملة لأولوية المشاريع فقد تغلبت الحكومة على تحديات صعبة على سبيل المثال في شق الطرق الوعرة والصعبة في محافظات السلطنة لذا لا يعتبر تطوير منطقة مطرح القديمة من التحديات الكبيرة في هذه الحالة فهناك منازل قديمة يمكن وضع بعض الحلول الجزئية وأراضي تملكها الدولة بعضها لبلدية مسقط وأخرى لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية أو أراضي تعود لأملاك خاصة يمكن تعويض ملاكها والاستفادة منها لتنفيذ مشاريع تطويرية وتحقيق الاستخدام الأمثل لهذه الأراضي خاصة منطقة سوق مطرح فهو مرتع للزائرين من داخل السلطنة وخارجها فالتحديات ليست صعبة ونستطيع تجاوزها ونحن بحاجة إلى عقول تفكر بشكل صحيح وصريح لتطوير مطرح القديمة.

وحول تواجد الوافدين في المنطقة بكثرة وهجرة سكانها العمانيين، أوضح الحسني أن الهجرة حتمية ولكن يمكن أن يعود سكانها إذ ما سخر لهم المناخ الحقيقي والمهيأ للسكن فالكثير من الناس تبحث عن التوسع العمراني ومطرح القديمة لا يمكن التوسع فيه بحكم وضعية المباني القديمة وترابطها كما يفضل أن تظل المنطقة كما هي وتحسن المنازل وترمم البيوت القديمة وتصبغ بشكل واحد لتصبح كمدينة “ألف ليلة وليلة” وعندما تدخلها ترى مدينة تاريخية حضارية.

و ذكر الحسني أهمية تطوير سوق الشجيعية الذي بني عام 1983م وأغلق لفترة معينة في الماضي ثم أعيد تشغيله والآن هو مغلق لفترة طويلة وهناك ضرورة حتمية لتطويره في أسرع وقت لأنه يمثل بداية السوق ويفضل تطويره ليصبح كالأسواق العربية والخليجية القديمة كسوق الحميدية في دمشق وخان الخليلي في القاهرة والمباركية في الكويت وواقف في الدوحة وغيرها من الأسواق الشعبية المشهورة فهي مطورة بشكل جميل وتشجع الزائرين لزيارتها والإقبال عليها. فسوق الشجيعية سوق شعبي وقديم وبه طوابق لمواقف السيارات لذا يعتبر مهم لأنه سيساهم في حل الاختناقات المروية التي تحصل خاصة في فترة المناسبات والأعياد وعلى الجهات المعنية إعطائه الأولوية في خططها القادمة حيث إن مواقف السوق ستحل أزمة الازدحام بنسبة 80% إذا ما اشتغل عليه بصورة مناسبة في عمل تهيئة مناسبة لطوابق مواقف السيارات، وأقترح أن يتم تطوير المنطقة من خلال مستثمر عماني جاد من أبناء الولاية أو مجموعة من المستثمرين المحليين حتى يشجع العمانيين على الاستثمار بالمنطقة وهناك الكثير من الشباب لديهم أفكار تطويرية استثمارية يمكن الاستفادة منها.

وأردف قائلا: لابد من تهيئة المنطقة وتنفيذ العديد من المداخل والمخارج لمنطقة مطرح القديمة فالمعروف الآن أنه يوجد مدخل ومخرج واحد وان كانت هناك مداخل ومخارج غير مهيئة ويصعب تحرك السيارات فيها والوضع الحالي يستدعي تهيئة الطرق المناسبة كشق الجبال لرصف الطرق وتسهيل الحركة أو هدم البيوت القديمة غير المناسبة وتعويض أصحابها فالحكومة قادرة على العمل وأتمنى في أقرب فرصة أن ينال مطرح القديمة التطوير ولا تكون المادة هي العائق.

ويرى الحسني أن أصحاب الاختصاص بإمكانهم وضع خطط واقتراحات مناسبة ومثالية لتطوير المنطقة وهو متيقن بأن هناك أفكارا تطويرية طرحت سابقا بمكتب والي مطرح وعند أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى وأعضاء المجالس البلدية.

هجرة العمانيين

وفي السياق ذاته سجلت الإحصائيات تراجعا واضحا في عدد سكان ولاية مطرح العمانيين حيث مثلوا ما نسبته 16.9% فقط من سكان الولاية مع ارتفاع كبير في عدد السكان الوافدين فقد أظهرت بيانات تعداد السكان والمساكن والمنشآت 2020 أن عدد سكان ولاية مطرح من العمانيين بلغ 39099 نسمة في حين ارتفع عدد الوافدين الساكنين بالولاية إلى 191782 نسمة بنسبة بلغت 83%، أما بيانات تعداد 2010 سجل عدد العمانيين الساكنين بالولاية 47487 نسمة بينما وصل عدد الوافدين 102637 نسمة، وفي تعداد 2003 كان عدد سكان الولاية 56506 عمانيين و97020 وافدا.

بلدية مسقط لم ترد

ومن جانب آخر تواصلت جريدة عمان مع بلدية مسقط ونقلت تساؤلاتها واستفساراتها حول ما تقوم من أعمال تطويرية في ولاية مطرح نظرا لما تتميز به من مقومات سياحية وتاريخية والسؤال عن حيثيات مشروع البلدية في إعادة تأهيل مدينة مطرح الذي أعلنت عنه السنوات الماضية وأين وصل المشروع وهل حققت البلدية تقدما يذكر في هذا الجانب، ولكن لم تجد “عمان” أي تجاوب يذكر من المسؤولين حتى كتابة الموضوع.