بدأ العديد من دول العالم في اتخاذ الاجراءات لفتح مطاراتها الداخلية وقطاعها السياحي الذي ظل خلال الفترة السابقة شبه مغلق بسبب استمرار جائحة كوفيد 19، فيما فقد الكثير من الكوادر العاملة في هذا القطاع أعمالهم ووظائفهم نتيجة لتراجع العوائد المادية للمؤسسات السياحية، الأمر الذي أدى إلى تسريح جزء كبير ممن كانوا يعملون في بعضها، وبالتالي إلى ضياع ادخاراتهم التي تم جمعها خلال السنوات الماضية لمواجهة أعباء الحياة.
اليوم يعلن الكثير من دول العالم ومنها دولة قطر الشقيقة عن فتح قطاعها السياحي أمام العالم، فيما وضعت بعض الدول شروطها كضرورة توفير نتيجة فحص PCR بحيث تكون «سلبية» وذلك في غضون 48 ساعة أو 72 ساعة قبل الوصول، وإلغاء تأشيرة الدخول لدى بعضها، بينما أعلنت بعض دول مجلس التعاون الخليجي الاعفاء من إجراءت الحجر الصحي لمن تلقوا التطعيم ضد الجائحة، خاصة لأبناء دول المجلس، فيما أعلنت دول أخرى بأنه لا يوجد لديها ما يسمي بالحجر الصحي إذا كانوا يحملون فحص PCR، وهكذا.
السياحة في تلك الدول تمثل إحدى الموارد الاقتصادية الهامة في السياسة المالية والاقتصادية، فهي تتميز في بنيتها التحتية في هذا الجانب سواء أكانت تقع في قارة آسيا أو أوروبا أو غيرها من الدول الاخرى. وإجراءات الاستقبال لديها سيتم تطبيقها خلال الشهر المقبل وما بعده، وهي فترة العطلات الصيفية للمدارس في المنطقة وخارجها، الأمر الذي سيساعد الشركات السياحية والطيران والضيافة في وضع السياسات والبرامج التي تهم هذه الجوانب لاستقطاب السياحة العائلية والترفيهية. وهذا الأمر في نظر بعض المراقبين يمثّل نهاية لفترة الجائحة التي أدت إلى تراجع النمو الاقتصادي في العديد من دول العالم، ولكن مع ضرورة العمل بأخذ الاحترازات والاجراءات المطلوبة أثناء السفر والتنقلات بين المطارات والمدن السياحية وفي الفنادق وأماكن الضيافة.
إن الجائحة التي تعرّض لها العالم ما زالت تؤثر على الأعمال التجارية والسياحية اليومية في العديد من دول العالم، خاصة تلك التي تعرضت لانتشار السلالات الجديدة منها، واضطرارها إلى إعادة فرض بعض القيود على القادمين إليها، الأمر الذي يؤدي إلى عدم تمكن مواطنيها من السفر، وابتعاد الاخرين من الوصول إليها خوفا من الإصابة. ولكن مع تراجع قوة انتشار الفيروس في بعض الدول، فان ذلك يؤدي بها بفتح قطاعها السياحي، في الوقت الذي تعمل فيه على توفير اللقاحات لمواطنيها لتعزيز رغبة السفر لديهم إلى الخارج، وفي نفس تعزيز الحركة السياحية للضيوف القادمين للداخل.
هناك اليوم رغبة لدى الكثير من الناس بالسفر إلى الخارج بعدما أصيب بعض أفراد عائلاتهم بالجائحة وآخرين بالاكتئاب، خاصة في هذه الفترة التي تعلن فيها بعض الدول عن فتح أبوابها للسياحة الخارجية لزيارة المقاصد المهمة، فيما يتوقع المراقبون بأن تؤدي هذه الخطوة إلى تعزيز حركة السياحة ونموها بعض الشيء خلال الشهرين المقبلين. وفي الوقت الذي تتهيأ بعض العائلات بالسفر إلى الخارج، فان دولاً أخرى تعمل على تحقيق انجازها في عمليات التحصين وتوفير اللقاحات للسيطرة على تفشي الفيروس الذي انتشر لديها في الفترة الماضية. وأخيراً نقول إن الانتعاشة السياحية في المنطقة وخارجها قادمة مع اللقاحات والإجراءات المطلوبة، والكل يتهيأ لذلك.
1