نفذت وزارة التنمية الاجتماعية خلال شهر رمضان الفضيل عبر تقنية الاتصال المرئي عددا من البرامج التوعوية والإرشادية حول البرامج والخدمات الاجتماعية الموجهة لمختلف فئات المجتمع، ومن ذلك محاضرة توعوية بعنوان «الإشباع العاطفي للأبناء» قدمتها نقاء بنت جمعة اللواتية أخصائية برامج توعوية ومجتمعية بدائرة الإرشاد والاستشارات الأسرية، وأوضحت من خلالها الحاجات النفسية للأبناء كحاجتهم إلى الانتساب والانتماء للأسرة، والتقدير والحب والحاجة إلى الحب والمحبة، وكذلك حاجة الأبناء إلى الرعاية الوالدية والتوجيه، والحاجة إلى الاستقلال واحترام الذات، وتضمن البرنامج تفسير الوقت النوعي مع الأبناء، وهو أن هناك أمورًا مهمة بقضاء الآباء أوقات مع أبنائهم وذلك من خلال اللعب الذي له فوائد عديدة كالنمو الجسدي السليم للطفل، ونموهم العاطفي والنفسي والاجتماعي، وأهمية اللعب الذي يقوي العلاقة بين الآباء والأبناء ويقربهم من بعضهم.
وفي محاضرة أخرى بعنوان «حماية كبار السن في ظل جائحة كورونا» لجميع شرائح المجتمع قدمتها صفية بنت محمد العميرية مديرة دائرة شؤون المسنين بوزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع جمعية إحسان، وتناولت التعريف بدائرة شؤون المسنين واختصاصاتها ودورها في رعاية كبار السن، وكذلك التعريف بجمعية إحسان ودورها في رعاية وحماية هذه الفئة، بهدف إكساب المشاركين مهارات رعاية المسن في ظل جائحة كورونا، كما بيّنت المحاضرة دور وزارة التنمية الاجتماعية وجمعية إحسان في رعاية وحماية هذه الفئة.
ثقافة الادخار
وأكد إسحاق بن هلال الشرياني الرئيس التنفيذي لمركز إغناء للاستشارات الاقتصادية وخدمات التدريب في محاضرته بعنوان «الثقافة المالية ودورها في الاستقرار الوظيفي»، أن الثقافة المالية تعد مهمة للمجتمعات المنتجة وخطرًا على الشعوب المستهلكة، لما لها من تبعات خصوصًا وقت الأزمات، ويعتبر الادخار ثقافة الشعوب في الدول الصناعية الكبرى، وهدفت المحاضرة إلى التعريف بأهمية الادخار للفرد والاقتصاد الوطني، ومعرفة الخطوات العملية على كيفية بناء الثورة من خلال وضع خطة مالية بالوسائل التقليدية أو الحديثة، وتدريب المشاركين على بعض الأساليب التي تساعد على تغيير التفكير فيما يتعلق بالدخل والتوفير، وكذلك إكساب المشاركين المهارات الأساسية لتوليد الأفكار واختيار الفكرة الملائمة ووضع آلية التنفيذ والتطوير للأفكار الريادية، بالإضافة إلى مساعدة المشاركين على إعداد نموذج عمل متكامل لمصدر دخله وكيفية مواجهة أهم التحديات وإدارة دخله بنجاح.
كما قدمت عائشة بنت منصور البحرية رئيسة قسم الرعاية البديلة، ومريم بنت سعيد العبيدانية رئيسة قسم مؤسسات تنشئة الطفل بدائرة شؤون الطفل برنامج «مفاهيم تربوية منصفة»، حيث إن له أثرًا في تعزيز وعي أفراد المجتمع بأبرز الموضوعات المتعلقة بمجال الطفولة، والوقوف على أهم التحديات التي تواجه أولياء الأمور في تربية الأبناء، ويهدف البرنامج إلى طرح موضوعات الطفولة في قوالب تتلاءم مع مختلف المستويات الثقافية لأولياء الأمور وتوطيد مبدأ المسؤولية المشتركة في التربية لدى الوالدين.
تنمية الابتكار
وأشارت فاطمة بنت ناصر الشعيلية أخصائية طفولة مبكرة بوزارة التنمية الاجتماعية في محاضرة «ابتكار أنشطة للأطفال في رمضان» إلى أن مرحلة الطفولة المبكرة تعد من أهم المراحل العمرية في حياة الإنسان، ولها خصائصها النمائية واحتياجاتها المتفردة، ومن هنا تظهر الحاجة لأهمية تعزيز هذه الفترة بتوفير الأنشطة الحسية، والتي تساهم في تنمية قدرات الأطفال ومهاراتهم في كافة الجوانب النمائية، وتسعى هذه المحاضرة الموجهة لأولياء الأمور ودور الحضانات إلى تنمية قدرات الأطفال على الابتكار والإبداع وذلك من خلال ممارسة الأنشطة، وتعزيز المفاهيم الدينية عن الطفل، وتعريفه على بعض المفاهيم المتعلقة بشهر رمضان وبالثقافة الإسلامية، وتحقيق النمو المتكامل المتوازن للطفل لبناء شخصية متوازنة ومتكاملة، وأيضا تزويد الطفل بالمبادئ والقيم الخلقية بما يتناسب مع مرحلة نموه، وإكساب الطفل العادات والاتجاهات الاجتماعية والمهارات اللغوية، إلى جانب تنمية حواس الطفل ومهاراته العضلية.
وتطرقت حوراء بنت شرف الموسوية مشرفة دار توجيه الأحداث بوزارة التنمية الاجتماعية في موضوع محاضرتها «المرونة النفسية في الحياة اليومية» إلى تعريف منظمة الصحة العالمية لـ«الصحة النفسية» على أنها ليست مجرد الخلو من الاضطرابات النفسية، وإنما هي حالة من العافية التي يستطيع الفرد من خلالها تسخير كافة قدراته وإمكاناته مع القدرة على التكيف مع أنواع الإجهاد والتعامل معها بفعالية بحيث يتمكن الفرد من تحقيق ذاته والمساهمة في خدمة مجتمعه ومحيطه، إلا أنه بسبب تعرض الفرد لضغوطات الحياة اليومية والتوتر المستمر قد يجد نفسه منخفض الدافعية، ويمر بحالة من الإحباط أو الكآبة، وقد يصل إلى مرحلة الإجهاد النفسي، لذلك طور علماء النفس مجموعة من المهارات التي تساعد الفرد على تجاوز الصعوبات وتحديات الحياة باتباع ممارسات بسيطة تؤهل الفرد وتعزز مناعته النفسية بحيث يخرج من الضيق والشدة بقوة أكبر ومهارات حياتية أعلى، وهذا ما يطلق عليه مصطلح النمو بعد الصدمة، كما تطرقت هذه المحاضرة إلى إحدى المهارات الداعمة للصحة النفسية، وهي مهارة «المرونة النفسية»، وهي مهارة مكتسبة تساعدنا على فهم مشاعرنا والاستماع لأفكارنا للمرور خلال المواقف الضاغطة والتأقلم معها باستخدام تقنيات اليقظة الذهنية وعلم النفس الإيجابي كالامتنان والنظرة الواقعية للمشكلة والبحث عن الحلول بنظرة تفاؤلية مليئة بالأمل ليصل الإنسان إلى مرحلة من النضج يستطيع خلالها أن يوازن بين المشاعر الإيجابية والسلبية.
حماية الطفل
وقدّم عماد بن محمد السعيدي مندوب حماية الطفل بوزارة التنمية الاجتماعية محاضرة حول «آليات حماية الطفل ودور مندوب الحماية»، وتناول فيها عددا من التعريفات منها تعريف «العنف» ويقصد به الاستخدام المتعمد للقوة أو القدرة البدنية من قبل فرد أو جماعة ضد طفل أو تهديده باستعمالها ويكون من شأن ذلك إلحاق ضرر فعلي أو محتمل به، وأيضا تعريف «الإساءة» وهي تعذيب الطفل أو إيذاؤه جسديًا أو نفسيًا أو جنسيًا بشكل مقصود بفعل مباشر أو إهمال ولي الأمر للطفل على نحو يؤدي إلى إيجاد ظروف ومعطيات من شأنها إعاقة نموه الجسدي أو النفسي أو الاجتماعي، كما بيّن السعيدي أن «خط الحماية الأسرية 1100» وضع لكل طفل يحتاج للمساعدة سواء كان مواطنًا أو مقيمًا على أرض السلطنة أو طفلا عمانيا مقيما خارج السلطنة، وأيضًا للمعنيين من الأطباء والمعلمين والأخصائيين من المؤسسات الصحية والتربوية، وكذلك للآباء والأمهات والمجتمع عمومًا، ويهدف «خط الحماية الأسرية» إلى تلقي البلاغات عن حالات تعرض الأطفال للعنف والإساءة وتسجيلها ورصدها، والمساهمة في حماية الطفل من جميع أنواع العنف والإساءة وتقديم المساندة الاجتماعية والنفسية للطفل وأسرته، وكذلك توفير خدمات الحماية العاجلة للطفل المعرض للعنف ومختلف أنواع الإساءة، والاستفادة من المؤشرات الإحصائية في بحث الأسباب التي تؤدي إلى العنف والمساهمة في حلها، إلى جانب إمكانية الإحالة إلى الجهات ذات العلاقة لتقديم كافة الخدمات التي يحتاجها الطفل والأسرة.