رصد – أثير
إعداد – ريـما الشـيخ
هل نحتاج فعلًا إلى التأمين الصحي في حياتنا اليوم؟ هل التأمين ترف كما يراه البعض أم ضررٌ؟
ما مدى إقبال الناس على شراء هذا المنتج؟ وما مستويات التغطية التي يغطيها التأمين الصحي؟
تساؤلات كثيرة ومحاور حول موضوع التأمين تم طرحها في برنامج حياتنا والتأمين مع الأستاذ موسى الفرعي على إذاعة مسقط، مع ضيف حلقة ” التأمين الصحي، هل هو ضرورة أم ترف”، حسن بن ياسين بن علي اللواتي، الرئيس التنفيذي للشركة العمانية القطرية للتأمين.
قال حسن اللواتي في بداية حديثه ، بأن هناك نوعين من التأمين، الأول هو التأمين المنفعة، والذي لا يمكن تحدد أو تُقدر الخسائر الفعلية من خلاله، أما النوع الثاني فهو تأمين التعويض، الذي يشمل المركبات والمشاريع الهندسية ، أي كل أنواع التأمين ما عدا التأمين على الحياة وبعض أنواع التأمين كإصابة الحوادث الشخصية، ونستطيع من خلاله أن نُقدر الضرر ونسبة الخسارة، وقد يعتقد البعض بأن التأمين الصحي هو تأمين الحياة أو في التصنيف نفسه، لكن التأمين الصحي يقع في النوع الآخر من أنواع التأمين وهو تأمين التعويض.
وأكمل حديثه قائلًا: البعض قد يتساءل، هل التأمين الصحي يقدم التمويل أو الرعاية الصحية؟ في الحقيقة الأمر بين الاثنين من حيث التمويل، فشركات التأمين تقدم أو تؤمن تكاليف الرعاية الصحية، على سبيل المثال، عندما يمرض شخص ما، ويتطلب مرضه إلى علاج، سيتكبد الشخص خسارة مالية، هذه الخسارة المالية سيتم تعويضها فقط، فالشركات لا تمول المؤمن له وإنما تعوضه بالخسارة التي تكبدها، التأمين هو إحدى الطرق لإيصال الرعاية الصحية للأفراد أو المجموعة، ولجميع محتاجيها مقابل مبلغ من المال.
وأكد اللواتي بأن التأمين ليس ترفًا، وإنما جاء ليخدم القطاع الاقتصادي بالكامل، وعلينا جميعًا كأفراد فهم معنى التأمين ودوره، وما الذي يقدمه للمجتمع ولحامل الوثيقة، فالتأمين يقدم نوعًا من الحماية أي إنه ضد الكلفة المادية.
أما بالنسبة إلى مستويات التغطية التي يغطيها التأمين الصحي، فأوضح حسن بقوله: هناك عدة عوامل، لكن يجب أن تحدد وثيقة التأمين الصحي الحد الأقصى من التغطية، فالهيئة العامة طورت منتج التأمين الإجباري، وهو تأمين موحد لابد من الجميع الاستفادة منه، حيث تم تحديد بعض المبالغ من 500 ريال عماني (في بعض الحالات) إلى ألف ريال بالنسبة للتغطيات الأخرى.
وأضاف: يمكن أن نقسم التغطيات إلى قسمين: العيادات الخارجية، أي الزيارة اليومية للطبيب، تشمل تغطية النفقات الطبية ، والاستشارات والفحوصات الطبية، أما القسم الآخر فهو التنويم الداخلي في المستشفى، حيث يقوم التأمين بتغطية كافة الخدمات حتى خدمات التمريض والرعاية أيضًا، وبالطبع هناك العديد من الوثائق وكلُّ منها يختلف عن الأخرى، فعلى سبيل المثال التأمينات الفردية، هي منتج جاهز وما على المؤمن له إلا أن يدفع المبلغ ويختار نوع التغطية التي تناسبه، وهناك أيضًا التأمين للمجموعات، أي تأمين الشركة وبها مجموعة من الموظفين بل أيضًا المستفيدون مثل الزوجة أو الزوج والأبناء، وفي أغلب الأوضاع الأمر متروك إلى الشركة باختيار الوثيقة الملائمة لها.
وبالنسة إلى آلية الوصول لشركات التأمين أو منافذ بيع هذا المنتج، فذكر حسن اللواتي: نعم في السابق كانت قنوات البيع مقتصرة على فروع الشركة أو الفرع الرئيسي، أما الآن فهناك الكثير من الفروع في مختلف مناطق السلطنة، وهناك موظفون تم تدريبهم بشكل جيد للترويج عن منتجات شركات التأمين، بالإضافة إلى ذلك هناك سماسرة التأمين، وفي الآونة الأخيرة قامت بعض الشركات بإنشاء القنوات الإلكترونية عن طريق الموقع مباشرة وهذا يتناسب مع التأمين الفردي.
كما قال أيضًا بأن هناك ما يقارب الـ 430 ألف فرد في السلطنة لديه تأمين صحي، أكثرهم من القطاع الخاص، وهناك طموح من قبل الهيئة تسعى من أجلها، من خلال التأمين الإجباري في الأيام القادمة لعله يصل إلى مليونين ونصف المليون شخص له بطاقة تأمينية ويستطيع الحصول على خدماته الصحية بالإضافة إلى المستشفى الحكومي.
وقد تطرق ضيف برنامج حياتنا والتأمين في نهاية حديثه إلى شركة إدارة المطالبات، حيث قال: بالنسبة للسوق المحلي، لدينا شركات التأمين، وسيط التأمين أو السمسار (إن وجد) والشركة المؤمن عليها أو الفرد المؤمن عليه، إضافة إلى ذلك لدينا شركة إدارة المطالبات، حيث تقوم بتنظيم العلاقة ما بين المستشفيات وشركات التأمين، أي تقدم الخدمة الرئيسية المباشرة لحامل الوثائق (المستفيد).