التغذية السليمة تقي الناس من الكثير من الأمراض ومنها السرطان. حيث أثبتت الدراسات العمانية والإقليمية والعالمية الارتباط المباشر بين بعض العادات الغذائية السيئة وازدياد فرص التعرض للسرطان. فقد أفادت نتائج تلك الدراسات إلى استنتاج بأن اتباع نظام غذائي غني بالألياف الكاملة مثل الفواكه والخضروات كاملة كما هي والحبوب الكاملة والدهون الصحية (زيت الزيتون) والبروتينات الخالية من الدهون قد يمنع الإصابة بالسرطان، وعلى العكس من ذلك، فإن اللحوم المصنعة والكربوهيدرات المكررة والملح والكحول والتدخين تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض السرطان، على الرغم من ذلك لم يثبت عن وجود نظام غذائي لعلاج السرطان.
وعلى الرغم من انه من الصعب إثبات أن بعض الأغذية هي المسبب المباشر للسرطان والتي أثبتت فقط في حالة التدخين، مع ذلك فإن الدراسات القائمة على أساس الملاحظة أثبتت مرارا وتكرارا أن الاستهلاك العالي لبعض أنواع الأغذية قد يزيد من احتمالية التعرض للسرطان، مثل الأكلات المحتوية على سكر مصفى بنسب عالية واللحوم المدخنة والمملحة والمحتوية على نسب عالية من النيترات والطبخ للحرق بالشوي أو القلي والدهون المهدرجة والحيوانية وكذلك السمنة، كلها قد تكون مسببات للسرطان.
أما وقد قنن الإسلام التغذية فالحمد لله إن شرع الله للبشر الصيام واحله لهم، فقد قال عز و جل “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”(سورة البقرة 183) وقد قال خير الخلق صلى الله عليه وآله وسلم “صوموا تصحوا”. رواه الطبراني. وهنا نرى بأن الصيام هو شريعة ربانية شُرعت في كل الأديان السماوية وأن الصيام صحة.
حيث إننا في هذه الأيام المباركة نستطيع وببركة من الله أن نملك القدرة في التخلص من العادات السيئة الغذائية والحياتية، وأخص بالذات عادة التدخين والتي هي مسؤولة عن أكثر من نوع من سرطان مسئولية مباشرة، فعندما نستطيع منع نفسنا من شيء لمدة أكثر من 12 ساعة، عندها نرجو من الله القدرة على الامتناع عنها باقي اليوم، ألا وهي عادة التدخين.
وأخيرا أود أن أرد على سؤال بعض الإخوة ممن يعانون أو تشافوا من مرض السرطان في هل في إمكانيتهم الصيام أم لا، وهنا المرضى يقسمون إلى 3 أقسام:
أولا: من هم ينتظرون العلاج فهؤلاء يجب استشارة الطبيب المعالج وبناء على حالتهم الصحية ينصح لهم بالصيام أم لا.
ثانيا: المرضى ممن يتبعون العلاج حاليا، ينصح بعدم الصيام لما قد يسبب لهم من ضرر وضعف ووهن.
ثالثا: مرضى أنهوا علاجهم من 3 أشهر وأكثر، فلا بأس بالصيام.