لا يُنكر أحد أنَّ الوضعَ الحالي للوباء يتطلب بذل جهود مكثفة ومضاعَفَة لمواجهة تحديات جائحة “كوفيد 19″، التي تضاعف عدد المصابين بها والوفيات الناجمة عنها، بسبب قلة اللقاحات المتوفرة، وهذه الجهود لا تقتصر على العمل المعنوي، وإنما العمل المادي مهم هو الآخر.
ومن هذا المنطلق، أعلن بنك مسقط، أمس، مساهمته المالية بتقديم مليون ريال عماني، دعمًا لهذه الجهود، بالتنسيق مع وزارة الصحة والعاملين بها، من أجل المساهمة في الحدّ من انتشار تداعيات فيروس كورونا.
المؤسسات المصرفية المالية وغيرها من الشركات عليها دعم هذه التوجهات في المرحلة الحالية التي تتزايد فيها إعداد الإصابات والوفيات في مختلف أنحاء السلطنة، بسبب هذه الموجة الجديدة للوباء، في الوقت الذي تبذل فيه الجهات المعنية الحصول على اللقاحات من الشركات المعنية التي أعلنت عن تصنيعها للقاحات في العالم.
فالبنوك العُمانية تُعتبر من المؤسسات التي تجني سنويا ملايين من الأموال كأرباح سنوية من الأفراد والمؤسسات والشركات العمانية. وهذه المساهمات سيكون لها عائد مادي ومعنوي لمثل هذه المؤسسات في السنوات المقبلة؛ الأمر الذي يتطلَّب وقوف ومساندة البنوك والمؤسسات الكبيرة الأخرى العاملة في القطاع الخاص مع الجهود الحكومية من أجل الإسراع في إحضار اللقاحات المطلوبة.
اليوم.. تأتي عُمان في ذيل القائمة بين دول المنطقة في تطعيم المواطنين باللقاحات المطلوبة، وقد استمعنا إلى تصريحات معالي وزير الصحة حول الأسباب التي أدت للإخفاق في الحصول على اللقاحات في الوقت المطلوب؛ الأمر الذي يؤدي لزيادة أعداد المصابين والوفيات.
بنك مسقط وصف دعمه المالي لوزارة الصحة بأنه واجب وطني ومسؤولية اجتماعية. فمثل هذه المؤسسات لديها موازنة مالية خاصة ببند المسؤولية الاجتماعية. والمشكلة التي نمر بها اليوم تحتاج إلى دعم الجهود التي تبذلها المؤسسات الرسمية لتستمر في مواجهة هذا الوباء، بجانب وقوفها مع الذين يتضررون من الجائحة سواء من الناحية الصحية أو الاقتصادية أو الاجتماعية. علينا استغلال علاقاتنا الدبلوماسية والتجارية مع العالم للإسراع في الحصول على اللقاحات المطلوبة.
فلا أحد يعلم ماذا يُخبئ لنا القدر من هذه الجائحة التي تفتك بالبشر والأفراد؛ كبارًا كانوا أو صغاراً.
… إنَّ الخسائر البشرية والمعنوية الناجمة عن استمرار هذه الجائحة تتطلب ضرورة الانصياع لتعليمات وتوجيهات الجهات المعنية، وضرورة التقيُّد بلبس الكمامات والابتعاد عن التجمعات وعدم مخالطة الذين يحملون الفيروس. وفي هذا الشهر الفضيل، ندعو الله بأن يرفع عن كاهلنا هذا الوباء.