لا يبدو في الأفق بأن تداعيات الجائحة “كوفيد 19” تتجه نحو الانحسار بالرغم من التصريحات المتفائلة لبعض المسؤولين في العالم بأن الوباء في طريقه إلى النهاية. ولكن في جميع الحالات، تتخذ الدول احترازاتها للتعامل مع مستجدات الوباء وزيادة وتيرة توزيعات اللقاحات لمواطنيها بالإضافة إلى تنفيذ سياساتها خاصة فيما يتعلق بتشغيل القطاعات السياحية التي تضررت كثيرا بفعل الجائحة.
هناك العديد من الدول تعتمد على السياحة، وتعمل اليوم على إعادة تفعيل دورها من خلال إعلان برامجها السنوية، وخاصة بفترة الصيف المقبلة. ومن بين هذه الدول تعتبر ماليزيا التي تستقبل كل عام ملايين السياح من القارة الهندية والدول العربية وغيرها من الأجزاء الأخرى في العالم من الدول التي تشارك في المؤتمرات والمعارض السياحية الدولية. فقد كان للهيئة السياحة الماليزية مؤخراً حضور في معرض الخليج للسفر الافتراضي بمشاركة 13 مؤسسة سياحية تتمثل في الفنادق والمنتجعات والمناطق السياحية المعروفة، بالإضافة إلى الشركات السياحية العاملة في خدمة التنقلات الداخلية والسياحة العلاجية وغيرها من المؤسسات الأخرى، في الوقت الذي تحرص فيه جميع تلك الشركات على اتخاذ الإجراءات والاحتياطات التي يمكن لها ضمان سلامة المسافرين لاستقبالهم في الموانئ والمطارات والطرق البرية المتاحة.
نحن نعلم بأن السياحة الخليجية إلى ماليزيا مزدهرة كل عام، وهناك الآلاف من الأسر الخليجية تتجه سنويا إلى المنتجعات التي تتميز بها ومحافظاتها ومدنها. والخليجيون والطائرات الخليجية ومن ضمنها الخطوط الجوية القطرية نشطة في الرحلات، حيث يقوم العديد من الخليجيين والوافدين بالمنطقة بزيارة ماليزيا عبر الطيران القطري، وخاصة للمدن الترفيهية التي أوجدتها الحكومة الماليزية لجذب السياحة العائلية، بحيث يتمتع الأطفال من مختلف الأعمار بالمرح والسعادة من استخدامهم لمختلف الألعاب وممارسة السباحة في البحيرات الصناعية الحديثة.
لقد حققت ماليزيا خلال العقود الماضية نهضة اقتصادية كبيرة ليست في مجال السياحة فحسب، بل شملت العديد من القطاعات الاقتصادية والبنية التحتية التي جعلت منها منطقة جاذبة للاستثمارات في الخدمات والصناعة. فهي تتمتع أيضا بالعديد من الموارد الطبيعية التي تدر عليها دخلاً كبيراً، بجانب أنها دولة لها تاريخها وتراثها وهويتها الثقافية المُميَّزة بين الدول الأخرى في القارة الآسيوية، فيما يشكّل القطاع السياحي مصدر دخل كبير لهذه الدولة، الأمر الذي يدفعها بأن تتنوع في تشييد مشاريع تلبي حاجة جميع السياح وتشبع جميع الأذواق. كما تتميز بأنها واحدة من الدول التي تتميز رخصا في خدماتها السياحية في العالم، الأمر الذي يدفع الكثير من السياح بزيارة هذه الدولة على فترات مختلفة.
لقد اعتادت ماليزيا أن تجذب سنويا سياحة من عدة دول في الشرق الأوسط بجانب السوق الهندي الذي يعتبر مصدراً رئيسيا للسياحة وفق حديث المسؤولين الماليزيين، وذلك نتيجة للعلاقات التاريخية والتقليدية الراسخة بين دولهم، الأمر الذي يدفع الكثير من السياح بالتوجه إليها على مدى العام. ورغم أن الجائحة أعاقت الكثير من حركة السياحة خلال الأشهر الماضية، إلا أن ماليزيا ماضية في اتخاذ العديد من الإجراءات والاحتياطيات لإعادة جذب السياحة من المنطقة وتوفير وسائل الراحة والسلامة والصحة للقادمين، فيما تعمل شركاتها على تجديد الشراكات وبناء علاقات جديدة من شأنها أن تعيد حركة السياحة إلى سابق عهدها.