أثير – ريـمـا الشـيخ
الذكاء هِبَة ربانيَّةٌ للإنسان، لكن المثابرة وتحقيق الذات تجعل المرء فخورًا بنفسه وبإنجازاته وتميّزه عن شباب جيله بعلمه وصقل موهبتِه؛ ليخدم الآخرين وأولًا “وطنه”.
بمثل هذه الصفات بدأ الشاب العُماني حسن بن ياسين بن علي اللواتي، مشواره المهني في قطاع التأمين، وأصبح أصغر رئيس تنفيذي للشركة العُمانية القطرية للتأمين.
يقول حسن اللواتي في بداية حديثه مع “أثير”: بعد تخرجي من المرحلة الثانوية، التحقتُ ببعثة إلى أستراليا، حيث حصلتُ على شهادة البكالوريس في تخصص البنوك والمالية، وتخصص إدارة المخاطر المؤسسية “من جامعة “موناش”، وخلال فترة عملي بعد التخرج حصلتُ على شهادة الـ ACII من معهد التأمين البريطاني، حيث تُعد من أرقى الشهادات العالمية المعتمدة في مجال التأمين.
وأضاف: لشدة شغفي في مجال تخصصي لم أكتفِ بشهادتي الجامعية، حيث حصلتُ على شهادة مهنية في مجال اتخاذ القرارات الإسترتيجية وإدارة المخاطر بجامعة “ستانفورد” الأمريكية التي تُعد من أقوى الجامعات المعرُوفة في مجال إدارة الأعمال، ثم في عام 2017 حصلتُ على شهادة الابتكار المؤسسي من جامعة “ستانفورد” الأمريكية أيضًا، وقد اكتسبتُ من خلالها العديد من الخبرات الفنية في أساليب الإبداع والتفكير النقدي واستراتيجياته.
أما عن مسيرته في قطاع التأمين فذكر اللواتي : اهتمامي بمجال إدارة المخاطر جذبني نحو قطاع التأمين، حيث عملتُ في الشركة العالمية AIG، وقد كانت تجربة بدائية مثرية، حيث وكِلت إليَّ في البداية العديد من المسؤوليات في دائرة تطوير الأعمال بالشركة، بعد ذلك قمتُ بتأسيس دائرة التأمين الفردي في السلطنة، كما كنتُ المسؤول عن إدارة المحتوى والاكتتاب وإدارة المحفظة والعمليات وغيرها.
وأكمل حديثه قائلًا: بعد ذلك حصلتُ على فرصة عمل في شركة AXA للتأمين، فقد عملتُ كمدير بيع بالتجزئة لمدة سنتين في مجال عملي السابق نفسه، لكن بمدى أوسع، بعد ذلك ابتدأت رحلتي في مجال السمسرة في شركة “مارش”، والتي تعد من الشركات العالمية الرائدة في تقديم الخدمات الاستشارية في مجال التأمين وإدارة المخاطر، وكان ذلك ناتجًا عن اختيار شخصي لرغبتي بالتعرف على الجانب الآخر من التأمين، والتقرب من العملاء؛ ولربط تخصصي في إدارة المخاطر بخبرتي المكتسبة في مجال التأمين، وخلال هذه المرحلة اكتشفت بأن القرب من العملاء يُمكِنك من فهم متطلبات مجال التأمين وتطويره.
اندماجه بوظيفته وشغفه بها، جاء بجهود استثنائية لإبراز موهبته وسيطرته بالعمل لفهمه كافة النقاط المحورية في العمل، وهذا ما أكده حسن خلال حديثه: عملي في شركة AXA” ” الذي تزامن مع دراستي بجامعة ” ستانفورد” هو الأبرز، فقد شكلت هذه الفترة نقلة إستراتيجية كبيرة في مسيرتي تعلمتُ من خلالها كيفية إيجاد توازن بين العمل المهني والدارسة وإدارة الأمور الحياتية الأخرى، حيث كنتُ زميلا للمعهد البريطاني للتأمين آنذاك، فتمكنتُ من ربط ما تعلمته في مجال التأمين بالعلوم الأخرى التي اكتسبتها مثل علم اتخاذ القرارت الإستراتيجية وإدارة المخاطر، والذي بدوره فتح لي باب الإبداع في المجال العملي، أضف إلى ذلك بأن هذه المرحلة أسهمت في بناء شخصية استثنائية لي مهدت للإبحار بعيدا في مهنة صناعة التأمين.
أما طبيعة العمل في قطاع التأمين بالنسبة لحسن، فأوضحها بقوله: العمل في قطاع التأمين ماتع وثري جدًا، فالتأمين بطبيعته متنوع، وهو عنصر أساسي لمختلف القطاعات ويشمل العلوم المختلفة، فمثلًا عند الحديث عن تأمين المركبات فإننا نتحدث عن المخاطر التي يواجهها صاحب وقائد تلك المركبة أثناء قيادته للمركبة، فالأمور التي يجب أخذها بالاعتبار تكمن في نوع وفئة المركبة المراد التأمين عليها وشخصية مالك المركبة من عمره وخبرته وسلوكياته، وهذا يختلف تمامًا عن الحديث عن تأمين منشأة هندسية والتي تعنى بالمخاطر المحفوفة بتلك المنشأة مثل الكوارث الطبيعية وتصميمها وتطبيقها، ناهيك عن التأمين الصحي ولغته، من هنا يكمن التنوع والتجدد في القطاع، وما تزال صناعة التأمين محليا حديثة جدا، وأرى أن المستقبل بحكم التطور التكنولوجي السريع يحمل المزيد لهذا القطاع والمنتسبين إليه.
التحديات كثيرة لكن المواجهة هي الأصعب، وهذا ما أكده اللواتي بقوله: من التحديات التي واجهتها هي كيفية إبراز الشخصية العمانية في مجال التأمين وفي سن مبكرة، حيث إن أغلب الخبراء في هذا مجال في السلطنة هم من فئة العمالة الوافدة، فكانت منافسة جميع العاملين في القطاع ووضع بصمتي الخاصة فيه يمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة لي، كما أن الموازنة ما بين عملي، ودراستي وأسرتي شكلت تحديًا آخر خلال رحلة مسيرتي العملية، ومن خلال سعيي إلى إبراز هذه الهوية العمانية المنافسة، ارتأيتُ بأن أخرج عن نطاق تأمين المركبات وتخصصتُ في مجال تطوير التأمينات التجارية الأخرى.
وأضاف: كما أني استفدتُ من الخبرات العمانية الرائدة في المجال نفسه، ولكوني عضوا في مجلس إدارة الجمعية العمانية للتأمين وعضوا في لجنة المال والتأمين بغرفة تجارة وصناعة عمان، كل هذا كان له دور مهم لإبرازي في هذه الصناعة ولتحفيزي للاستمرار وبذل المزيد، حيث كنتُ لا أرفض أي عمل يقدم لي؛ وذلك لإيماني بأن كل عمل يشكل فرصة للتعلم، والإبداع وإثراء الخبرات.
“الحكمة والصبر هما خصلتان ذات أهمية عظمى لتطوير المسيرة العملية”، هذا ما آمن به حسن خلال مسيرته المهنية مؤكدًا بأن الخبرة العلمية هي بداية طريق النجاح، مختتما حديثه مع “أثير” بنصيحة للشباب العماني قال فيها: حدد الهدف الأسمى الذي تسعى لتحقيقه في حياتك، ولا تتوقف أبدًا عن طلب العلم والبحث من أجل تطوير الذات وتدريبها على كافة الأموراللازمة لتحسين الأداء الوظيفي والرقي في العمل، كُن أنت التغيير الذي تريد أن تراه وأسهم ولو بشكل بسيط في مساعدة وإرشاد الآخرين من حولك والذين يعملون معك.