Image Not Found

نار باجار ( سوق النار ) كان حاضرا وراء آخر برج لسور اللواتية

Visits: 32

د علي محمد سلطان

مشهد محزن أن تتكدس القمامة عند آخر برج من أبراج سور اللواتية.
ماذا لو أطل المرحوم جاسم مير علي من شرفات بيته الملاصق لهذا البرج ؟
ماذا لو أطل الحدادون من شقوق جدار البرج قبل أن تخمد منافخ كيرهم فقد كانوا يسنون السكاكين ويلينون الحدائد ويصفرون أواني النحاس لسكان السور وسميت السكة بإسم نار باجار بالنظر إلى أصحاب المهنة.

ثم ماذا لو رنا كلا من الحاج محمد علي والحاج رمضان آل صالح ومالألله علي عبدالرب وعبدالأمير عبدالحسين الناجواني إلى حالة البرج وما لحق به من الأذى فخلف البرج كانت بيوتهم جميعا؟

وعلى بعد أشبار من نار باجار ومتى ما خرجنا من مدلهمات الجدر الموشحة بالسواد الفاحم يصل بنا الدربون إلى بيت الحاج باقر عبداللطيف فاضل وعلى يمناه المأتم الصغير.

فهنا كان الحاج باقر يجلس على دكية المأتم وحوله رجاله الأربعة كبار أعضاء اللجنة العليا.
وهنا كان فرس الحسين عليه السلام يُمسك من لجامه وخطامه بيد عبدالرضا ( الحديد) وقارئ التعزية العاشورائية يرتل المقتل فصلا فصلا.
وبجانب بيت الحاج باقر وملاصق له كان بيت الحاج محسن حسن الجملاني وهو أحد قراء المجالس وله مجلس وأكثر في المناسبات التي يتصدى لها القراء من داخل البيت اللواتي وخارجه.
هؤلاء لو عادت بهم الأيام لبكوا بكاء مرا ولدمعت أعينهم بما أصاب أحد أبراج سورهم.

لو قُدر للزمن أن ترجع عقاربه للخلف وجاء لدنيانا الحاج إبراهيم حسن الجمالاني وشاهد كدس القمامات عند جدار البرج التاريخي ذات الرمزية التراثية لانتحب نحيب الثكلى وهو من كان يتولى مع فريقه الإشراف على نظافة هذه الحارات.
كما لو بعث الله كلا من عبدالله محمد علي ( أبوهمدلي ) وگليه وچاچا تاواه( عبدالحسين محمد علي ) وحبيب العجمي لعلا بكاؤهم جراء ما لحق بمكان أرزاقهم فمنهم من كان يسند على جدار من الجدر المرصوصة ويفترش الأدامات للبيع على البيوت والمارة ومنهم من كان يعرض كل مستجد لأولاد الحارة من الألعاب ومنهم من كان يبيع الكيروسين يجره حمار في برميل ويأتيه أصحاب البيوت ليشتروا منه الكيروسين العبداني في ساعات الصباح الباكر.

ولو أذن الله للآغاخانيين أن يعودوا أدراجهم إلى مواقع صباهم لأعولوا عويلا لا آخر له فعلى بعد مسافة من البرج لاتزيد عن أمتار كانت بيوتهم ودور سكناهم وقد باعوها على عجالة من أمرهم وغادروها بأوامر من آغاخان عام 1964.
البيت الذي نراه من على بعد من البرج كان لعائلة حسن علي كرمالي الآغاخاني تخلى عن ملكيته ببيعه وكان إبنه أنور هو من أواخر ممن ترك مطرح وكان يومئذ يعمل في شركة Gray Mackenzie.