كميات كبيرة من المياه تخرج من آبار النفط، فإذا كنا نستخرج حوالي مليون برميل يوميا من النفط، فيرافق هذا المليون حوالي ٦٠٠ مليون برميل ماء يوميا حسب المعلومات.
كميات كبيرة من المياه، يستخدم بعضها في مستنقعات القصب الاصطناعي والتبخير بحقل النمر، الذي يعالج حاليا حوالي ٧٦٠ ألف برميل فقط من المياه المصاحبة للإنتاج يوميا، فقد تمكن الحقل حتى الآن من معالجة ٩٨٠ مليون برميل من المياه المصاحبة للنفط، واستخلاص حوالي ٥٠٠ ألف برميل من النفط منذ بَدْء تشغيل المشروع في أكتوبر ٢٠١٠.
وتقول شركة PDO إن إعادة حقن هذه المياه إلى طبقاتها الأصلية في جوف الأرض يكلف حوالي٣ دولارات للبرميل.
إن هذه الكميات الهائلة من المياه تكون ملوثة بالهيدروكربونات ومواد أخرى، لكنها ثروة مائية ضخمة تجمعت في باطن الأرض من ملايين السنين.
ونتساءل، ألا يمكن عمل شيء لتخليصها من الهيدروكربونات والمواد العالقة واستثمارها، حتى لا تتحول إلى ثروة مهدرة. فقد تطور العلم كثيرا، وتطورت علوم النانو التي يمكن أن تساعدنا في هذا المجال. وكذلك تطورت طرق الترشيح والتبخير وأساليب الطرد المركزي، واستخدام الأوزون، وغيرها من وسائل معالجة المياه، وتوجد شركات عالمية تتخصص في هذا المجال.
لقد صار بالإمكان استخدام مياه الصرف الصحي في الزراعة بسبب التقنيات الحديثة، لذا لن نعدم وسيلة تقنية وعلمية لمعالجة هذه المياه المهدرة والاستفادة منها.
إن هذه الثروة المائية الكبيرة جدا تدعونا للتفكير والبحث عبر المراكز البحثية في جامعاتنا وبالتعاون مع شركات النفط وشركة حيا للتوصيل إلى حلول استثمارية، ولن نعدم الحلول الناجعة لإعادة استخدام هذا الكنز، وخاصة أننا نشكو من ندرة الأمطار، وموت الأفلاج، في الوقت الذي نبحث فيه عن حلول لتنشيط قطاع الزراعة كقطاع استثماري فاعل، ورفده بالمياه الكافية.