د علي محمد سلطان
بقيت الحارة تنعى من كان ذات يوم يوسع بكرمه مرتاديه وزواره.
أحاطت بمجلسه أملاكه يمنة ويسرة إحاطة السوار بالمعصم.
لله من أيام خلت وذهبت أدراج الرياح فعلى مقربة من مجلسه كانت بئر ماء تغذي سكنة الحارة من أقصاها ﻷقصاها حتى العرشان صوب الجبل.
وعلى بعد أشبار منه كان مبنى النادي الأهلي يجمع الطيف المطرحي المثقف والرائد في المسرحيات بجانب لاعبي القدم والهوكي والمناشط الثقافية.
وعلى بعدِ أذرع من مبنى الأهلي كان مبنى نادي القادسية ( النهضة) يسهر شبابه على أماسي المسابقات وتشغيل الأفلام الهندية في ساحته و يتخذ من الملعب الكبير تجمعا لشبابه للقدم والهوكي والطائرة.
ومن نافذة البرندة التي كان يطل منها فإن طلبة الأستاذ عبدالرضا علي كانوا أجمل مشاهدته مع تباشير الصباح.
وعلى ربوة من الأرض كانت هنالك بيوت ما وراء الملعب الكبير فكان بيت مرشد صاحب التيس المشهور الذي كانت الوحوش تهابه قبل الآدميين وتضم بيت الخياط المشهور محسن محمد أبو محمد والأستاذ صالح محمد طه و عبدالحسين قاسم والحاج محمد عبدالخالق
آل عيسى ومحسن عبدالغني.
ومتى ما زحفنا صوب السوق فقد كنا نمر على مدرسة الأستاذ قاسم عبدالله ومجلس تقي همد ( محمد ) ونادي الإصلاح وبعض المجالس التي كانت تنتشر قريبة من المجلس محل الذكر.
وفي هذا المجلس الذي كان يتخذه صاحبه مقرا وسكنا له كان يُعد بمثابة مكتبه ومكان إستقبال موظفيه ممن كانوا يعملون في تجارته بجانب عشرات من أهله وأصدقائه ومريديه وأهل الحاجة.
ومن أروع ما جمع مجلس جعفر باقر هي تلك النفائس من المسكوكات من العملات القديمة والطوابع النادرة والتحف الثمينة وقد أهدى بعضها للدولة عبر وزارة التراث ويومها كان السيد فيصل إبن علي آل سعيد وزيرا للتراث الوطني وقد تناقلت وسائل الإعلام تلك البادرة الحميدة.
اليوم ومع الإهمال اللاحق بالحارات التقليدية فإن المجلس قد بدأ يفقد جمالياته التراثية شأنه شأن كثير من مباني مطرح التراثية.