مسقط – الشبيبة
تعمل غرفة تجارة وصناعة عمان على وضع خطط لمساعدة الشركات التي تضررت جراء جائحة كورونا، حيث يتم حاليا إجراء دراسة لقياس تأثير هذه الجائحة على تلك الشركات.
وتجري الدراسة حاليا في ولاية مطرح ويمكن أن تمتد إلى أجزاء أخرى من السلطنة، وهي تستهدف حاليا أصحاب الأعمال في مناطق مطرح والوطية والحمرية وروي والوادي الكبير ودارسيت.
وقال أحمد الهوتي، لجنة الشؤون الاقتصادية والبحوث والدراسات بغرفة تجارة وصناعة عمان: «قررنا إجراء هذا المسح في مطرح لأن الشركات هناك تعاني حاليا. وخلال التطورات السابقة التي أثرت على البلاد، أدركنا أن الشركات في مناطق أخرى من البلاد قد تأثرت، لكن مطرح كانت لا تزال تعمل بشكل جيد».
وأضاف قائلا: «نحن نجري هذا الاستطلاع لمعرفة السبب الذي يجعل الشركات في مطرح تواجه مشكلات الآن. قد تكون الإجابة الواضحة هي جائحة كورونا، ولكن قد لا يكون هذا هو السبب الصحيح، وقد يكون هذا مجرد نظرة سطحية إلى الأمور».
«بالطبع قد يكون بعض هذا مرتبطا بفيروس كورونا وتأثيراته، ولكننا بحاجة إلى معرفة التأثير الدقيق لجميع الأسباب التي أدت إلى انخفاض الأعمال التجارية. على سبيل المثال يمكن أن يكون ذلك بسبب عدم وجود سائحين يأتون إلى السلطنة خلال العام الفائت منذ بداية الوباء».
«إن السائحين يشكلون جزءا كبيرا من الأعمال التي اعتادت تلك الشركات الحصول عليها، وإغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية أضر بهم بشكل كبير. كما أن كثيرا من الوافدين الذين كانوا يعيشون في تلك المناطق ويوفرون أعمالا لهؤلاء الناس قد غادروا البلاد، فمن المرجح أن يكون هذا قد أثر على تلك الشركات أيضا».
إن غرفة تجارة وصناعة عمان لا تنظر فقط في كيف أدى الوباء إلى الإضرار بمالية الشركات، ولكنها تبحث كذلك في الطرق الأخرى التي تأثرت بها الشركات، مثل احتمال فقدان القوى العاملة أو ما إذا كانت قدرة الإنترنت تتحمل التعامل مع هذا الكم من موظفي تلك الشركات الذين تحولوا إلى العمل عن بعد.
أضاف الهوتي: «كان هناك كثير من العاملين الوافدين يعملون في تلك الشركات، ولكن كثيرا منهم الآن غادروا البلاد، وهذا يعني أن هناك عددا أقل من الأشخاص يقومون بالعمل، ولكن حجم العمل الذي يتعين القيام به لا يزال كما هو».
وأضاف: «نحن نبحث أيضا لمعرفة نوع المساعدة التي حصلت عليها تلك الشركات خلال هذه الفترة، على سبيل المثال هل وجدوا سهولة في الحصول على قروض للحفاظ على استمرار أعمالهم أو أي مساعدة أخرى يحتاجون إليها».
«بمجرد أن نكتشف ما هي مشاكلهم ونكون قادرين على تحديد أسبابها، يمكننا حينها التوصل إلى حلول والتشاور مع أصحاب المحلات في مطرح حول كيف يحتاجون إلى المساعدة. ويمكننا طرح هذه الحلول على الجهات الحكومية المختصة وننظر كيف يمكننا المضي قدما في تنفيذها».
والمطلوب من المشاركين في الاستطلاع هو إدخال اسم شركتهم وترشيح من يمثل نقطة اتصال بين الشركة والغرفة وتقديم عدد من التفاصيل الأخرى، بما في ذلك رقم السجل التجاري وفئة الشركة والقطاع الذي تعمل فيه. ويتعين على الشركات تعريف غرفة تجارة وصناعة عمان بمدى تأثير التدابير الاحترازية المتخدة لمنع انتشار فيروس كورونا على أعمالها، ومقدار الأعمال التي تمكنت من تعويضها منذ إعادة فتحها بعد إغلاقها المؤقت العام الفائت.
ومطلوب منهم أيضا تقديم معلومات حول كيفية تأثير الوباء على أعمالهم، ويمكن أن يكون هذا بعدة طرق، منها انخفاض الطلب على السلع والخدمات، وتأخر الإمدادات أو إلغائها بسبب الاضطرابات في عمليات الشحن العالمي، وعدم القدرة على الحصول على المبالغ المستحقة لهم من المدينين في الوقت المحدد، مما يؤدي إلى حدوث مشاكل في التدفق النقدي.
قال الهوتي إن المسح لم يتم طرحه في مسقط قبل ذلك بسبب الإغلاق الذي تم فرضه عليها سابقا. وكانت أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا في السلطنة قد سجلت في ولاية مطرح، مما اضطر السلطات إلى تقييد الدخول والخروج للولاية لمنع انتشار المرض إلى أجزاء أخرى من مسقط والسلطنة.
وواصل الهوتي قائلا: «يعتقد كثير من الناس أن الإغلاق الذي فرض على مطرح في الأيام الأولى لفيروس كورونا قد أثر على الشركات هناك، لكن في الواقع لم تتأثر الشركات كثيرا به. بل على العكس، فقد كان أداء الشركات جيدا أثناء الإغلاق، لأن الناس في مطرح كانوا يلبون جميع احتياجاتهم من تلك الشركات».
«ومع ذلك فأنا لا أعتقد أننا سنجري استطلاعات مماثلة في مناطق أخرى، لأننا رأينا أن الشركات في مطرح قد تأثرت أكثر في الآونة الأخيرة، مقارنة بالشركات الموجودة في أماكن أخرى، ولكننا لا نستطيع أن نعرف أبدا كيف يمكن أن تتأثر الشركات في مناطق أخرى خلال هذه الأوقات المضطربة. وإذا لزم الأمر، فسنجري بالتأكيد استطلاعات مماثلة للشركات بعد ذلك».
كجزء من الاستبيان، يمكن للشركات أيضا مشاركة أي التأثيرات لفيروس كورونا – إغلاق الأنشطة الاقتصادية أو انخفاض أعداد العاملين أو اتباع تدابير السلامة – هي التي كان لها التأثير الأكبر عليهم. ويتم تشجيع أصحاب الأعمال على ابتكار أفكار لمساعدتهم على التكيف مع الظروف الحالية والتغلب عليها. ويمكن أن يشمل ذلك إجراء تغييرات في خط الإنتاج الذي يوفر لهم السلع، أو وقف الإنتاج حتى تصحيح الوضع، أو تسريح العمال، أو التكيف مع آليات التجارة الإلكترونية، وأي اقتراحات أخرى يمكن أن يتوصلوا إليها.