حيدر اللواتي – لوسيل
من الأمور المهمة التي تركِّز عليها المؤسسات والشركات في الأعمال سواء كانت تابعة للحكومة أو القطاع الخاص هي تنظيم الوقت وتدريب وتأهيل القوى العاملة. فهذه المؤسسات بالرغم من تفشي الجائحة كوفيد 19 منذ أكثر من عام، وما ينتج عن ذلك من إقفال للمؤسسات نتيجة لتحور الوباء في أشكال جديدة، إلا أنها مستمرة في تدريب كوادرها وفق احتياجات العمل. فالحياة كلها تتطلب تنظيماً للوقت والعمل والإنتاج المتقن من أجل استمرار مسيرتها، باعتبار أن الوقت يمثِّل عاملاً محورياً للنجاح في أي وقتٍ أو ظرف، الأمر الذي يتطلب استغلاله بصورة جدية.
وقد سهلت الاختراعات الأعمال التي يقوم بها الإنسان نتيجة لتزايد وسائل الاتصالات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي التي مكنت الكثير منهم بإنهائها من أي موقع يتواجدون فيه، وفي أي ساعة يختارونها، ومع أي فريق صارم يعملون معه. وهذه هي الأمور التي يمكن أن تزيد من المنافسة الشريفة بين العاملين والمؤسسات. فالكثير من الأنشطة التي تعتمد عليها الشركات صارت تنجز اليوم من خلال أنشطة الأعمال الرقمية، والعمل من بُعد سواء كان الشخص ينجزه من المنزل أو الحديقة أو من وسط الصحراء والبحر. فجميع تلك الأعمال أصبحت اليوم تعطي الإنسان القدرة بأن يتحكم في وقته وفي أعماله بصورة تؤدي به إلى إنجاز مزيد من التنظيم والإنتاجية سواء كان يعمل في الدوام الرسمي أو أثناء العطلة الرسمية.
هناك بعض التحديات التي يواجهها الناس في عملية تنظيم الوقت، ولكن الإصرار على إنجاز العمل في وقته يعتبر عاملاً مهما في التغلب على جميع الصعاب والتحديات مهما كان حجمها ونوعها. والخبراء ينصحون بعدم قضاء الوقت الثمين في بعض الأعمال مثل تصفح البريد الإلكتروني لساعات طويلة، مع ترك العمل المطلوب، لأن ذلك يؤدي إلى هدر الوقت في أمور ليست لها أهمية كبيرة في عملية إنجاز العمل الأساسي. كما من المهم للموظف والعامل عدم التسويف وتأجيل عمله اليومي إلى الغد، وضرورة خلق قوة وإرادة لديه، مع الإصرار على إنجاز العمل مهما كانت الظروف والمسؤوليات حوله.
فعلى الإنسان أن يكون لديه إدارة صارمة لإنجاز عمله من خلال تحديد وقت معين، الأمر الذي سوف ينعكس على مستقبله بصورة إيجابية في تحمل المسؤوليات القادمة. فالذين نجحوا ووصلوا إلى مراتب عليا في الإدارات التنفيذية في دول العالم يعود نجاحهم إلى التنظيم للأوقات بصورة مبرمجة دون هدرها في أمور جانبية التي يمكن القيام بها لاحقاً. فالإنتاجية الجيدة لا تتحقق من خلال اللهو والنوم واللعب، بل من خلال الجد والحرص على الإنجاز مع تحقيق الكفاءة في الإنتاج، الأمر الذي أدى بهم أن يكونوا قادة في العمل والإدارة والمهارة.
وهذا الزمن أصبح أكثر تعقيدا نتيجة لحدوث تغييرات في الكثير من القضايا وأهمها هذه الجائحة التي تأخذ أبعاداً جديدة في الحياة. ومن هذا المنطلق فإن المؤسسات والمنظمات تحتاج إلى التأكد من أن مدراءها على قدر كبير من المسؤولية لمواجهة التحديات، وأنهم يتميزون بالقدرة والكفاءة في تحقيق الأدوار، مع قدرتهم على تحليل الاتجاهات العالمية، وفهم القيادة الإبداعية والمبتكرة، والتفكير للجمع بين مهارات القيادة والإدارة وبناء فرق عالية الأداء في العمل اليومي.